Image

جامعة صنعاء .. الأقدم والأعرق في اليمن شبه خالية من مؤسسيها وأساتذتها الكبار

لم تعد جامعة صنعاء مطلبا للطلاب الخريجين بعد أن كانت الجامعة الأولى التي يبحث عنها ويتمناها الطلاب المتخرجين من الثانوية العامة.

كانت قبلة المتفوقين بجميع تخصصاتها وكان أساتذتها والدكاترة فيها من أفضل الكفاءات، وكانت قيادتها لا تقارن، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العربي أيضًا.

اليوم جامعة صنعاء، الجامعة الأقدم والأعرق في اليمن شبه خالية من مؤسسيها وأساتذتها الكبار، إثر وفاتهم الواحد بعد الآخر، بعد أن قضوا سنين حياتهم الأخيرة وهم في ظروف اقتصادية معقدة، زاد من وطأتها انقطاع الرواتب وحرمانهم منها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

وكان العام المنصرم، (2023) هو الأسوأ للسلك الأكاديمي في جامعة صنعاء، والذي فقد فيه ما يقارب من عشرة أكاديميين، وهو ما بينته بيانات النعي لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعة.

ومن الأكاديميين المؤسسين الذين فقدتهم الجامعة واليمن والعالم بشكل عام، أساتذة وباحثون في تخصصات نوعية، منها ما هو مختص بالآثار والآداب وصولاً إلى أساتذة في الطب والهندسة والفلسفة وغيرها.

وفقدت الجامعة أواخر العام 2022، رئيسها لعقود الدكتور عبدالعزيز المقالح، الذي قدم عشرات المؤلفات خلال مسيرته العلمية، كما كان أحد أبرز الإداريين للجامعة والتي قفزت في عهده قفزات نوعية صارت حينها الجامعة من أفضل الجامعات في اليمن والمنطقة.

كما فقدت الجامعة الأستاذ الدكتور أبوبكر عبدالرحمن السقاف أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، والذي يُعد الآخر من العلماء المعدودين في تخصصه، وكانت له إسهامات في الفكر والفلسفة والتربية.

وفي الأيام القليلة الماضية، نعت الجامعة اثنين من أبرز كوادرها، الأول الدكتور ياسين سيف الشيباني أستاذ القانون الدولي، والدكتور خالد أحمد السباعي أستاذ الجيولوجيا الهندسية.

والذي يجمع وفاة علماء جامعة صنعاء، أن أغلبهم توفي بعد أمراض عضال عانى منها، دون أي التفات من الجهات المعنية، التي تركتهم لمعاناة الإهمال في الوقت الذي صادرت فيه المليشيا كل ما يمس صلة بجامعة صنعاء، كما أن بعض الأكاديميين طردتهم مليشيا الحوثيين من مساكنهم الجامعية أو طردت أسرهم كما هو حال أسرة العالم الكبير الفقيد الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدالله أستاذ الآثار اليمنية القديمة.

وتعود نشأة الجامعة إلى العام الجامعي 1970، من القرن الماضي، كأول جامعة في اليمن أنيط بها مهمة إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة التي تسهم في عملية التنمية بمختلف المجالات.