فرضت جميع التقاليد والشعارات ذات الطابع الطائفي .. اليمن.. مليشيات الحوثي حوّلت صنعاء لمدينة إيرانية

تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية ذراع ايران في اليمن، ممارستها العبثية بهوية اليمن العربية، في اطار مخطط خبيث يهدف لتحويل المدن الواقعة تحت سيطرتها وعلى راسها العاصمة صنعاء إلى مدن شبيهة ونسخة مقلدة للمدن الإيرانية.
وذكر ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحوثيون من خلال ممارسات عدة، تحاول نقل الطابع الإيراني في شتى المجالات إلى المدن اليمنية وتتركز أكثر تلك الممارسات في العاصمة صنعاء لما لها من رمزية سياسية وحضارية وتراثية واجتماعية لدى اليمنيين والعرب والمسلمين.
صنعاء التي تنتشر فيها صور القيادات الإرهابية الإيرانية، كقاسم سليمان قائد فيلق القدس الارهابي الدموي الذي لقي مصرعه في غارة امريكية بالعراق، إلى جانب صور عناصر الجماعة ذات الثقافة والفكر الايراني، فضلًا عن محاولات الجماعة تسمية العديد من المدارس والمنشآت والشوارع باسماء عناصرها الملطخة ايديها بدماء اليمنيين الأبرياء.

فرض الطائفية 
ووفقًا للناشطين فإن مليشيات الحوثي تمارس بقوة السلاح فرض الطائفية المقيتة على أبناء الشعب اليمني في صنعاء وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرتها، من خلال عقد دورات فكرية ذات طابع ايراني، على فئات عدة منها الموظفين والعسكريين والأمنيين وطلاب المدارس والجامعات، وتستهدف فئات عمرية بعينة مثل "الشباب والاطفال"، أي مستقبل البلاد.
وأكد الناشطون بأن ميليشيات الحوثي رفعت خلال السنوات التي تلت انتفاضة 2 ديسمبر التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ضدها في 2017، من منسوب خطابها المشحون بالمذهبية الطائفية في جميع فعالياتها ومنابر المساجد التي اخضعتها بالقوة لصالح عناصرها الإرهابية، فضلا عن مواجهة خصومها بمنطق المذهبية والطائفية والكراهية.
وأشاروا إلى كيفية التعامل التي اتبعتها الجماعة مع النساء في صنعاء ومناطق سيطرتها، الموثقة بالصوت والصورة والتي تشبه ما يجري في طهران ومدن ايران من ممارسات ضد النساء، لافتين إلى حادثة مقتل الشابة الايرانية "مهسا أميني" على يد البسيج الايراني في طهران بـ 26 سبتمبر 2022، كخير دليل على ذلك، والذي يشبه ما تتعرض له فتيات اليمن من انتهاكات كإنتصار الحمادي، وفاطمة العرولي" وغيرهن ممن يقبعن في سجون الحوثيين، واخريات قضين في عمليات طائفية حوثية ضدهن.
كما أشاروا إلى ما فرضتها الجماعة من أفكار ايرانية تمثلت في منع ارتياد النساء الأسواق والتنقل بين المدن وممارسة حياتهن اليومية كالدراسة والعمل الا "بمحرم"، وقامت بإجراءات ضد النساء تحت عنوان "منع الاختلاط"، وصلت إلى فصل قاعة الدراسة في الجامعة بين الجنسين، ووصلت حد التدخل في لباس المرأة، وعرض الملابس النسائية في المحال التجارية.
ويرى الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل، ان مليشيات الحوثي فرضت بالقوة عناصرها الفكرية في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها، ابتداء من احتكار القضاء، مرورًا بالأوقاف وصولًا الى التعليم بكل أقسامه، وحصرت كل العمليات الفكرية والتشريعية في تلك المؤسسات الهامة بفكر الطائفية وما يسمى بثقافة الشوارع الإيرانية.
واوضحت، بأن الحوثيون يعملون في كل الاتجاهات لفرض فكر ايران الطائفي من خلال عقد دورات طائفية لطلاب المدارس فيما يسمى بالمخيمات الصيفية وفي مناهج المدارس التي تم تحريفها، وصولا إلى الجامعات التي ادخلت مجالات دراسية فيها تصب في صالح فكرها الطائفي ذات الطابع الايراني، ومولت ابحاث في خدمة فكرها، وشجعت القيام بتحضير رسائل الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.

فعاليات طائفية
وعمدت المليشيات الحوثية منذ انقلابها على تكريس ثقافة ايران في اقامة العديد من الفعاليات الدينية الدخيلة على المجتمع اليمني، من خلال الاحتفاء بشخصيات تقدسها الجماعة على اعتبارها رموز دينية ذات قيمة مرتبطة بالعبادات، وهو ما يعد مخالف لجميع المذاهب الدينية المعتدلة، بما فيها "الزيدية" التي تعايشت مع جميع المذاهب في المجتمع اليمني منذ مئات السنين.
ورصد الناشطون العديد من الشعارات الدينية التي تجسدها المليشيات الحوثية خلال تلك الاحتفالات الدينية، وفي المظاهرات التي تنظمها، او حتى في مواجهة المختلفين معها، فوجدوا ان جميع تلك الشعارات تم نسخها ونقلها من النموذج الصفوي الايراني ذات ثقافة عدم القبول بالآخر.
ومن خلال المشاهدة لجميع الفعاليات الحوثية بما فيها التظاهرات، يجد المشاهد بأن جميع العمليات فيها نسخة مماثلة لما يتم في فعاليات ومظاهرات النظام الايراني، يتم فيها تغييب الطابع اليمني، حتى في ترديد الشعارات والهتافات، وحتى في طريقة التنظيم والألوان المستخدمة فيها.

تمويل ضخم
ويرى العديد من الناشطين اليمنيين، بأن عمليات الحوثي الفكرية ذات الطابع الايراني الطائفي، تقف ورائها تمويلات مالية ضخمة، إلى جانب وقوف مؤسسات دينية ايرانية ورائها لنقل التجربة الايرانية حرفيا إلى أهم الشعوب العربية والاسلامية في المنطقة "اليمنيين"، وهو ما كانت تسعى اليه ايران في تصدير مبادئ وأهداف الثورة الخمينية للعالم العربي.
وافادوا، بأن جميع الفعاليات الحوثية في مناطق سيطرتها تقتصر وتركز فقط على الجانب الفكري الطائفي والدموي، فيما الجوانب الاخرى كالتنمية والاقتصاد وتحسين المعيشة وغيرها من المجالات التي تصب في صالح المواطن اليمني البسيط، مغيبة ولا يتم الحديث او العمل في اطارها.

خطر يجب وقفه
ويرى  الناشطون، بأن ما تمارسه مليشيات الحوثي وتحت إدارة العديد من الخبراء الايرانيين ومن حزب الله اللبناني، من أنشطة فكرية وإرهابية وقمعية ضد اليمنيين يشكل خطرًا محدقًا باليمن أولًا، وبالمنطقة ثانيًا، وعلى الجميع استشعار ذلك الخطر الذي يتنامى في أوساط الأجيال القادمة.
وأوضحت بأن صنعاء باتت اليوم مدينة شبه إيرانية، تنتظر الحوزات التي يتم التخطيط لبنائها في قلب المدينة التاريخية، إلى جانب تواجد القيادات الإيرانية العسكرية والإرهابية التي تعمل على قيادة المشروع الحوثي العسكري، وكذا رجال الدين والفكر مما يسمى "الحوزات" لتلقين فكرها الارهابي الطائفي لليمنيين، وما الجامعة الايرانية، والاقسام الدراسية التي تم فتحها في الجامعات اليمنية لتعليم اللغة والفكر الايراني الا اكبر دليل على ذلك.. فهل يقبل اليمنيون وشعوب المنطقة بفكر "السيد والعبد"، وثقافة النظام الايراني الدموية؟