Image

رغم الضغوط الدولية.. إسرائيل تواصل قصف غزة

تواصل إسرائيل، الاثنين، قصف قطاع غزة بكثافة في اليوم الثمانين من الحرب، الذي يصادف عيد الميلاد لدى غالبية الطوائف المسيحية في المنطقة، وذلك على الرغم من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار.

وفي وقت مبكر من الاثنين، أسفر قصف عن مقتل 12 شخصا بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "منظمة إرهابية".

وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن عمليات قصف مكثفة جرت ليلا في رفح وخان يونس بجنوب القطاع الذي يخضع لحصار إسرائيلي مطبق.

وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن قصفا في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصا على الأقل. وقتل سبعون شخصا على الأقل في غارة على مخيم المغازي للاجئين، الأحد، حسب حكومة حماس.

وردا على سؤال لفرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يحقق" في هذا "الحادث" ويحترم القانون الدولي.

في الجانب الإسرائيلي، قتل أكثر من 15 عسكريا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وصباح الاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين آخرين مما يرفع إلى 489 حصيلة خسائر قواته منذ 7 أكتوبر.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، "ندفع ثمنا باهظا جدا للحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم غير المسبوق والعنيف الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر الماضي وأسفر عن 1140 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.

"منطق الحرب الخاسر"

وفي ذلك اليوم، خطف مسلحو حماس نحو 250 شخصا، لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، حسب إسرائيل.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 20424 شخصا في قطاع غزة، معظمهم من النساء والمراهقين والأطفال، حسب آخر تقرير صدر عن وزارة الصحة التابعة لحماس. كما أجبر 1,9 مليون شخص أو 85 في المئة من سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، حسب الأمم المتحدة.

وأكد نتانياهو في رسالته بمناسبة عيد الميلاد الموجهة إلى المسيحيين في جميع أنحاء العالم "نحن نواجه وحوشا"، معتبرا أن "هذه معركة ليست فقط لإسرائيل ضد هؤلاء الهمج بل معركة الحضارة ضد الهمجية أيضا".

ومع تواصل الحرب في غزة، غابت احتفالات العيد لدى الفلسطينيين خصوصا في مهد السيد المسيح، مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية.

وقال الفلسطيني المسيحي، فادي الصايغ، الذي أمضى ليلة الميلاد في قسم غسيل الكلى في أحد مستشفيات خان يونس بجنوب القطاع حيث كثفت إسرائيل عملياتها في الأيام الأخيرة "في الحرب لا أحد يشعر بروح الأعياد".

وقال بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، الذي حضر لإحياء الميلاد في كنيسة المهد ببيت لحم وهو يضع الكوفية الفلسطينية السوداء والبيضاء حول عنقه، الأحد، "يجب أن نوقف هذه الأعمال العدائية ونطوي الصفحة".

من جهته، قال البابا فرنسيس خلال قداس عيد الميلاد في روما "قلبنا هذا المساء في بيت لحم"، منددا بـ"منطق الحرب الخاسر".

وبعد نحو ثلاثة أشهر على بدء الحرب، أصبح الوضع الإنساني في قطاع غزة حيث نزح 85 في المئة من السكان، يائسا، كما تؤكد وكالات الأمم المتحدة منذ أيام.

من جانبها وفي مواجهة الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين، تصر الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، بشكل متزايد، على أن تلجأ تل أبيب بشكل أكبر إلى العمليات المحددة الأهداف.

"جيش كامل سينهض للانتقام"

في رفح بجنوب قطاع غزة، تنهار، إسراء أبو العوف (27 عاما)، بعد قصف، الأحد، على حي سكني لجأت إليه. وقالت لفرانس برس "كفى معاناة! لنتوقف عن جعل هؤلاء الأطفال يعانون، دعونا نتوقف عن فرض هذا المستقبل المؤلم عليهم".

وأضافت "أقول لك يا نتانياهو، كل طفل (...) سيكبر وهو يريد الانتقام لأبيه وأمه وعمه (...) جيش كامل سينهض للانتقام من إسرائيل مرة أخرى، لنوقف هذا".

وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة، قرارا يدعو إلى تسليم المساعدات الإنسانية "الفورية" و"على نطاق واسع"، لم تسجل زيادة كبيرة في هذا المجال.

وأعلن الجيش الأردني، مساء الأحد، أن طائرات أسقطت مساعدات لنحو 800 شخص لجأوا إلى كنيسة القديس برفيريوس في شمال قطاع غزة.

وما زال الوضع الإنساني في غزة كارثيا. فمعظم المستشفيات هناك خارج الخدمة، وفي الأسابيع الستة المقبلة، يواجه جميع السكان خطر مستوى عال من انعدام الأمن الغذائي مما قد يؤدي إلى مجاعة، كما تقول الأمم المتحدة.

وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، أن "القضاء على النظام الصحي في غزة هو مأساة".

أما الوسطاء المصريون والقطريون فما زالوا يحاولون التفاوض على هدنة جديدة بعد توقف للقتال لمدة سبعة أيام في نهاية نوفمبر سمح بالإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا بالإضافة إلى دخول قوافل مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.

أعمال تعذيب

وذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي، أن الأمين العام للحركة، زياد النخالة، وصل على رأس وفد إلى القاهرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه اكتشف "مخزن أسلحة مجاور لمدارس ومسجد ومركز طبي" يحتوي على "أحزمة ناسفة مناسبة للأطفال وعشرات من قذائف الهاون ومئات القنابل اليدوية ومعدات استخباراتية".

وقال إنه يقوم في إطار عملياته باعتقال "أشخاص يشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية"، مؤكدا أن الذين "يثبت عدم مشاركتهم في أنشطة إرهابية يتم إطلاق سراحهم".

لكن فلسطينيين أفرج عنهم بعد اعتقالهم في قطاع غزة قالوا لفرانس برس إنهم خضعوا للتعذيب وهو ما ينفيه الجيش.

وأكد، نايف علي (22 عاما)، "أوثقوا يدي وراء ظهري لمدة يومين. لم يكن لدينا ما نشربه أو نأكله ولم يسمحوا لنا باستخدام المراحيض.. ضرب وفقط ضرب".

ودعت حماس، الأحد، اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحقيق في هذه الاعتقالات.