Image

تقارير وخبراء ومراقبون من أجل الحقيقة وبدون عاطفة ..

تصفيات حسابات وتنفيذ أجندات في البحر الأحمر تحت شعار "نصرة غزة" ..
ـ الهجمات تُشَّن بقرار إيراني خدمة لمشروع إسرائيل البحري

قالت تقارير استخباراتية وأخرى صحفية: بأنه "لم يعد بالإمكان القول بأن هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب ، متصلة حصرًا بالمصالح الإسرائيلية ومساندة حماس في غزّة".

وأشارت إلى أن هجمات ذراع إيران في اليمن (الحوثيين) في المنطقة تحوّلت إلى تهديد لأمن وسلامة الملاحة الدولية ، وطالت العديد من السفن التجارية التي ليست لها صلة بإسرائيل ، وكانت تبحر في طريقها نحو قناة السويس المصرية ، ومنها إلى المتوسط ، ومنه إلى الدول الغربية.

تهديد عالمي وقضية دولية
وأضافت التقارير :" بأن تلك الهجمات الإيرانية باتت تهدد أمن التجارة العالمية في البحار والممرات المائية ،  وتهدد مصالح عشرات الدول المتقاطعة في ملكية السفن ، أو الحمولات ، أو الشحن".

وتؤكد التقارير بأن ما يجري في المنطقة أصبح معقدًا; جراء استمرار الأسلحة الإيرانية باستهداف الملاحة الدولية عبر ذراعها في اليمن ، التي تحوّلت هجماتهم من مواجهة مصالح إسرائيل إلى قضية دولية وشان خطير للغاية ، بعد سيطرة إيران على أهم شريان استراتيجي مثل باب المندب والبحر الأحمر.

تعطيل تحرير اليمن
وفي هذا الخصوص ، تشير التقارير إلى أن المجتمع الدولي يتجه إلى طرد ايران وأذرعها من المنطقة الشديدة الأهمية للاقتصاد العالمي والتي يمر عبرها 14 بالمائة من التجارة العالمية ، و7 بالمائة من إمدادات النفط ، وعدم تركها لمزاجية طرف مثل إيران والحوثيين.

ووفقًا للتقارير ، بأنه في حال استمرت أو انتهت حرب غزة ، ستظل مشكلة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب ، تحت تهديدات طرف غير مسؤول ومتهور ، ولا يمكن المراهنة عليه ليتصرف بمسؤولية في منطقة شديدة الحساسية وهامة اقتصاديًا وعسكريًا.

وأعادت التقارير التذكير بمساعي الغرب عمومًا والولايات المتحدة وبريطانيا خصوصًا في عرقلة تحرير اليمن ، وطرد إيران ومليشيات الحوثي ، من خلال الضغط على التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لتوقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018م ، كما سارعت إدارة الرئيس جو بايدن غداة تسلمها السلطة في البيت الأبيض إلى رفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب الأميركية.

تمكين الحوثي – إيراني 
وأكدت التقارير بأن سياسة واشنطن في اليمن مكَّنت الحوثيين من التحكم بمناطق واسعة في اليمن ، رغم معرفتها بأنهم جماعة تتبع ايران ، كما منعت سقوط ميناء الحديدة ، وربما وصول قوات التحالف إلى مشارف صنعاء ، وهو ما مكن إيران من تحقيق هدفها الاستراتيجي بالوصول إلى باب المندب.

وتقول التقارير: بأن "إدارة الرئيس بادين تكشفت اليوم حجم الخطأ الذي ارتكبته قبل ثلاثة أعوام ، والذي كان امتدادًا لسياسات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما تجاه إيران التي مدها بالأموال ومهد لها الطريق لتمد نفوذها إلى أربع دول عربية عبر ما سّمي ب "الربيع العربي".

وتؤكد التقارير ، بأن إيران انتقلت اليوم بفضل تلك السياسات الامريكية إلى شنّت هجمات من الأراضي اليمنية تجاه الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب ، على عكس ما يروّج بأن الحوثيين هم من يشنّون تلك الهجمات.

ما يجري أكبر من الحوثيين
وفي هذا الصدد تؤكد التقارير ، بأن الحوثيين لا يملكون هوامشّا تُمكِّنهم من اتخاذ قرار بخطورة استهداف الممرات البحرية الاستراتيجية مثل باب المندب ، فالقرار أُتخذ من إيران باعتبارها قوة إقليمية.

واستبعدت التقارير ما يتم الترويج له بأن الحوثيين اتخذوا تلك الخطوة منفردين ، مؤكدة بأن تلك "الفكرة لا يمكن تقبلها"، وتنفيها حجم التحركات العسكرية الدولية الجارية حاليًا تجاه البحر الأحمر وباب المندب لحماية الملاحة في اطار تحالف "حماية الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة.

البعد الدولي للخطر
وفي حين يتم مراقبة حجم ونوع الرد الأمريكي على التهديدات والهجمات الايرانية تجاه الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب، يترقب العالم ردة فعل الصين التي تراقب عن كثب ما يجري في المنطقة وعينها على جزيرة تايوان.

فقد تحدّثت تقارير صحفية بأن البوارج الصينية في المنطقة رفضت تقديم العون للسفن التي كانت تطلب الاستغاثة من هجمات الحوثيين خلال الفترة الماضية ، ما يشير إلى أن الصين لن تكون لعبا في تأمين طريق التجارة التي تشكل بالنسبة لها أهمية كبيرة، كذلك الحال بالنسبة لروسيا.

وبالنسبة للمنطقة فإن دول الخليج وشرق أفريقيا، مازالتا تراقبان بدقة ما ستفعله أميركا لمواجهة ميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران، لمعرفة جدية التوجه الأمريكي بهذا الخصوص.

هل المسرحية قابلة للتغيير؟
وفي هذا الخصوص ، تساءل العديد من المراقبين لما يجري في البحر الأحمر وباب المندب، هل نحن أمام حروب إقليمية ودولية ، أم أننا أمام تصفية حسابات وأجندات جديدة كلها تحت شعار "نفديك يا غزّة"؟
ويرى المراقبون بأن فصل مسرحية التخادم بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل ، يمكن أن يتغير بالنظر إلى حجم الحشود العسكرية بهدف تأمين الملاحة وتدويل منطقة باب المندب ، وسحب البساط من تحت أقدام إيران وذراعها في اليمن من تلك المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.

وأوضح المراقبون، بأن ما كان متفق عليه هو شن الحوثيون هجمات تجاه إسرائيل يتم إسقاطها من قبل القوات الأمريكية ، لكي تستغلها في الكسب الشعبي والسياسي في الداخلي اليمني ، وتتخلص من أزماتها الداخلية.

ويشيرون إلى أن تغيير قواعد اللعبة في المسرحية الهزلية ، من خلال قيام الحوثيين بعمليات قرصنة ، واستهداف مباشر للسفن التجارية ، ودخول إيران من خلال تصريحات وزير دفاعها الذي قال فيها "ان البحر الأحمر منطقة إيرانية" ، تحوّلت المسرحية من "دعم غزة" إلى استهداف الملاحة ، وهو ما يُشكّل خطرًا عالميًا.

سيناريو بحري 
وفي هذا الصدد ، يرى خبراء استراتيجيون ، بأن الهدف من عسكرة البحر الأحمر وباب المندب، التي تتم بالتنسيق بين واشنطن وإيران عبر ذراعها "الحوثيين" ، هدفها "إنشاء قناة بن غوريون" لتربط "إيلات ببحر غزة" ، وتصبح بديلة لقناة السويس.

وتحدثوا حول الضوء الأخضر الأمريكي الذي مُنح لإسرائيل ليس لإبادة الفلسطينيين في غزة فقط ، بل يتجاوز ذلك إلى تحقيق حلم إسرائيل بتنفيذ قناة بن غوريون ، وأن ذلك يجري بمساندة إيران وأذرعها وتنظيم الإخوان المسلمين الذي يسعى لتدمير مصر بشتى الطرق.