Image

تدمير أكبر مصفاة لتكرير النفط في السودان

قصفت آلة الحرب الهوجاء في السودان، مجدداً، أمس، مصفاة الخرطوم الرئيسة، أكبر مصفاة لتكرير النفط في البلاد، ما تسبب في «تدميرها بشكل كامل».

وكالعادة، تبادل طرفا الحرب: الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، الاتهامات بمسؤولية القصف.

في وقت شهدت مسارح العمليات على الأرض، في العاصمة الخرطوم، استمرار الاقتتال، وتصعيداً غير مسبوق، مع اشتداد المواجهات العنيفة على عدة محاور في مدن العاصمة الثلاث، فيما تعثرت، من جديد، «محادثات جدة»، التي تجرى بوساطة أمريكية-سعودية، بين طرفي الحرب، ما يقوّض آمال التوصل إلى حل للأزمة السودانية عبر القنوات الدبلوماسية، بحسب مراقبين.

تبادل اتهامات

واتهمت «قوات الدعم السريع»، الجيش، بقصف مصفاة «الجيلي» للنفط، الأكبر في السودان، شمالي مدينة بحري في ولاية الخرطوم، وذكرت، في بيان، أن قوات الجيش تمارس «عمليات تدمير ممنهج للمنشآت العامة، والبنية التحتية الحيوية».

ونفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، الاتهامات «الباطلة والكاذبة»، واعتبرها محض افتراء من «الدعم السريع»، محمّلاً الأخيرة المسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالمصفاة، كونها متواجدة بكثافة في محيطها، وفق تعبير عبدالله.

وشدد عبدالله على أن «القوات المسلحة السودانية، لا يمكن أبداً أن تدمر المنشآت الوطنية الكبرى، مثل: مصفاة «الجيلي»، أو أي منشأة وطنية أخرى».

انفجارات عنيفة

في الغضون، سمعت، منذ الفجر، أصوات انفجارات عنيفة، جنوب وشرق الخرطوم، وشهدت مدينة أم درمان، قصفاً كثيفاً من قبل الطرفين.

وأفاد شهود عيان بأن الطيران الحربي للجيش، نفذ غارات جوية استهدفت مواقع ومقار مهمة لـ«الدعم السريع»، في الأحياء شرقي مدينة الخرطوم، منها: المعمورة، والمنشية. وفي شرق النيل، قال شهود إنهم رأوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، بعدما تبادل طرفا الحرب، القصف في منطقة الحاج يوسف.

كما تبادل الطرفان، القصف المدفعي العنيف في أحياء منطقة جنوب الحزام، جنوبي الخرطوم، وأكد شهود سماع انفجارات مدوّية بالقرب من تمركزات «الدعم السريع»، ناحية أرض المعسكرات، والمدينة الرياضية، فيما شهدت مدينتي أم درمان، والخرطوم بحري، قصفاً عنيفاً، استخدمت فيه «الدعم السريع»، المدافع الثقيلة، مستهدفة مقر سلاح الإشارة، التابع للجيش، في الخرطوم بحري.

فشل جديد

إلى ذلك، قوّض عدم إحراز طرفي الأزمة في السودان، الجيش، و«الدعم السريع»، تقدماً في «محادثات جدة»، آمال التوصل إلى حل للحرب، التي تسببت في تشريد أكثر من 6.5 ملايين مدني، داخل وخارج السودان، وقوّضت الاقتصاد الوطني، وأدت بالتالي لمذابح، تمت على أساس عرقي في إقليم دارفور.

وذكرت مصادر سودانية، مشاركة في «محادثات جدة»، أن الطرفين اجتمعا هذا الأسبوع دون التوصل لاتفاق جديد، بعد فشل تحقق أهداف الالتزام بنبرة هادئة، والقبض على رجال النظام السابق، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وأوضحت المصادر، أن ممثلي الجانبين، الذين لم يجتمعوا وجهاً لوجه، ظلوا مختلفين بخصوص سيطرة «الدعم السريع» على معظم أنحاء الخرطوم، وذكروا أن الجيش طالبها بالانسحاب إلى قواعد معينة، ورفض اقتراحاً مقابلاً من القوات بمغادرة منازل المدنيين، وإقامة نقاط تفتيش في أنحاء المدينة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوسطاء ما زالوا مستعدين لمحادثات إضافية «لكن يتعين على الطرفين أن يظهرا قدرتهما على تنفيذ تعهداتهما»، بحسب ما أوردت «رويترز».