Image

بأيديولوجية الإخوان وفكر الحوثي.. الإرهاب الأمريكي يدمّر اليمن انطلاقًا من فوضى 2011م

مرَّت اليمن منذ فوضى العام 2011م، بأحداث ومتغيرات كبيرة، اثرت في جميع مجالات الحياة التي كانت تعيشها البلاد، وحوّلتها إلى فوضى ودمار وانهيار اقتصادي ومعيشي وصولًا إلى الحالة التي تعيشها البلاد اليوم من حالات انتظار للمساعدات الانسانية الخارجية.
وفي ظل هذه الاحداث برز الدور الأمريكي في المشهد اليمني ليكون فعالاً ومحركاً لأغلب الاحداث التي مربها اليمن بدءاً من فوضى 2011م  التي قادتها ايديولوجية الإخوان المسلمين "حزب الاصلاح"، وصولًا الى معول الهدم والتدمير عبر دعم فكر مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من ايران.
ومع مرور كل تلك المراحل التي شهدتها البلاد منذ فوضى 2011م، تنامى الرفض الشعبي لتمادي الدور الأمريكي في اليمن الذي تجاوز الرسميات في المعاملات إلى دعم الكيانات الارهابية لتحويلها إلى مأساة انسانية لم يشهد العالم مثيلا لها، وفقا للتقارير الدولية.

اليمن في دائرة شرق اوسط جديد
سعت الادارة الامريكية في عهد الرئيس الامريكي باراك اوباما، عبر وزير خارجيتها حينها هيلاري كلينتون، إلى تنفيذ فكرة "شرق أوساط جديد" عبر احداث ما أسمته "فوضى خلاقة"، اختارت وانشطن لتنفيذها جماعتي "الاخوان، وشيعة ايران"، طالت العديد من دول المنطقة ومنها اليمن.
بدأت فوضى واشنطن الخلاقة في اليمن في 27 يناير 2011م، عبر احتجاجات لعناصر حزب الاصلاح ذراع الاخوان في اليمن، وجماعة الحوثي شيعة ايران بفكره المتطرف، ورددت حينها شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، أي "الفوضى الخلاقة".
واليوم بعد مرور اكثر من 13 عامًا على تلك الفوضى، تعيش البلاد متغيرات في متاهات نفق مظلم رسمته لها إدارة الارهاب الامريكي، ولا يبدو له نهاية في الأفق.

رؤية الشهيد الثاقبة
ومع بداية تلك الفوضى، التي كانت تتخفى خلفها أجندة واشنطن الارهابية، تمكن الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح من قراءتها واستنباط من يقف خلفها خاصة وانها فوضى مدججة بأيديولوجيات ارهابية متطرفة.
حينما أعلن الزعيم الشهيد الصالح، ان الاحتجاجات اليمنية ما هي الا اجندات وضعتها الولايات المتحدة وتديرها من غرفة بتل ابيب, ليكون الرد الامريكي عبر أذرع الاخوان والحوثيين المتمركزين في ساحة الجامعة بصنعاء، بتنفيذ عملية قتل وحشية بحق شباب اليمن فيما سمي بجمعة الكرامة، خرج عقبها الرئيس الامريكي اوباما مطالبا بمحاسبة المسؤولين المتورطين في هذه الهجمات.
فيما أعربت الادارة الامريكية حينها عن تأييدهم لتغيير سياسي في اليمن يلبى طموحات المواطنين وتشارك فيه كل الاطراف السياسية, وتم دعم موجة انشقاقات عسكرية وسياسية وقبلية عقب مجزرة امريكا في 18 مارس، دفعت باتجاه تدخل خارجي.

الارهاب يرفض الحلول
وفي هذا الاطار يؤكد العديد من المراقبين للشأن اليمني حينها، بأن واشنطن اوعزت إلى عناصر الفوضى في اليمن، إلى رفض جميع مبادرات الحلول التي طرحها الرئيس الصالح، وهي المبادرات التي تعمل عليها واشنطن والخليج والامم المتحدة اليوم في اطار ما يسمى "سلام اليمن"، القائم على الحوار للتوصل إلى هدنة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.
ووفقا للمراقبين، بأن واشنطن عمدت بعد تحقيق هدف الفوضى في اليمن عبر الاخوان والحوثيين، دفعت بالخليج للتدخل حيث بدأت الاتصالات الخليجية لانهاء الازمة اليمنية في الوقت الذى بدأت الولايات المتحدة تغير موقفها بشأن الجهة التي يجب تولي الامور عقب التوقيع على المبادرة الخليجية .
ورغم ترحيب الولايات المتحدة في بيان رسمي لوزارة الخارجية بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الرامية الى حل الازمة السياسية في اليمن الا ان دخول مجلس التعاون الخليجى على خط الازمة اليمنية لا يعنى ان الولايات المتحدة بعيدة عن مراقبة احداث اليمن ولا ترغب في التأثير على مسار الاحداث بما يتناسب ومصالحها , حيث لم تترك زمام المبادرة لمجلس التعاون الخليجي , وانما سعت لرفع مجلس التعاون الخليجي الى واجهة الحدث السياسي لانهاء الثورة اليمنية بما يتوافق مع مصالحها.

زيارة توكل للسفارة
وبالنسبة لما سمي قادة الفوضى ومنهم الاخوانية توكل كرمان التي حصلت بعد ذلك على نصف جائزة نوبل للسلام مقابل احداث فوضى وتدمير باليمن، فقد تم استدعاها بداية فوضى 2011 بصنعاء إلى السفارة الامريكية الواقعة بمنطقة سعوان، وتم الاتفاق معها واعطائها التعليمات التي يجب ان تتخذها في سبيل تحويل "مطالب الشباب حينها" وهي كانت شرعية، إلى فوضى في اطار ما سمي حينها "الربيع العربي" وهي تسمية امريكية بحتة.
تقول توكل على حسابها في "فيسبوك"،  طلبت مني السفارة الأمريكية بصنعاء زيارتهم، ذهبت والتقيت بالسفير ونائبته ، كانت الجلسة طويلة، وكان النقاش حادا جدا، الأمريكيون لم يكونوا موافقين على ما يطالب به الشباب في البداية وارادوا المزيد من التفاعل أي ثورة.
وتتابع :" صحيح كانوا يساندون نشاطي الحقوقي والمدني، إلى حد اسقاط نظام علي عبدالله صالح، بالحرف الواحد قالوا: ستتحملين كامل المسؤولية والتبعات، وكنت ارد عليهم لن نعود الى البيت حتى نسقط هذا النظام، إذ كان المهم عندي وعندهم أن تكبر المظاهرات، والاستعداد التام لتقديم التضحيات، وفعلا استمرت المظاهرات وكبرت حتى غدت تعم جميع ميادين البلاد".

زيارة هادي لواشنطن 
وظهرت عقب التوقيع على المبادرة الخليجية العديد من التناقضات الامريكية بشأن اليمن ذو الموقع الجغرافي المميز، فسعت للعمل على إيجاد نوع من العلاقة الرسمية اليمنية القادمة من مستنقع الفوضى.
فبعد تأييد الولايات المتحدة رسميا بشكل دبلوماسي وبرجماتي للفوضى المطالبة بأسقاط النظام، قامت بالتواصل مع القوى التي ساندت ذلك، ومنهم عبدربه منصور هادي الذي تولى الحكم بالتنسيق مع دول إقليمية.
وكحليف جديد للولايات المتحدة الأمريكية في البلاد، قام هادي بزيارة الولايات المتحدة في 26 يوليو 2013، وأستقبله الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار المسئولين حيث أبدى هادي تأييده المطلق لاستخدام الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن مما أستحق ثقة الجانب الأمريكي الذي أعتبره الحليف المثالي للولايات المتحدة الأمريكية في حربها على الإرهاب.
وخلال فترة هادي التي شهدت مؤتمر حوار وطني رعتها واشنطن، عملت الادارة الامريكية بشكل سري على التنسيق مع أحد اطراف الفوضى الذي يمتلك دعما وسلاحا ايرانيا، متمثل بمليشيات الحوثي الارهابية، لتكون الحليف السري لها لاستمرار تنفيذ سياستها الفوضوية في البلاد.
وحملت عملية التنسيق بين الادارة الامريكية والحوثيين، أهداف عدة منها استمرار تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة لتحقيق رؤيتها في "شرق اوسط جديد"، فضلا عن استخدامها كمليشيات في تهديد دول النفط في الخليج، لتعزيز هيمنتها على النفط والثورة في تلك المنطقة الغنية، كما انها تنسجم مع تنسيقها العالي مع ايران الداعم الرئيس للحوثيين فكريا وعسكريا وغيرها من الدعم المتعدد.

زيارة التمكين 
وشهدت ذات الفترة الرئاسة لهادي، زيارة مسؤولين عسكريين في حكومته إلى واشنطن ومنها زيارة وزير دفاعه حينها اللواء الركن محمد ناصر أحمد وكبار قادة الجيش اليمني، بزيارة مطولة لواشنطن استمرت أسبوعين التقوا خلالها مسئولين كبار في الإدارة الأمريكية حيث التقى وزير الدفاع اليمني لأول مرة بنظيره الأمريكي تشاك هيجل لأربع ساعات متواصلة.
وفي هذا الصدد تحدثت تسريبات، بأن الجلسة المطولة شهدت طرح رؤية واشنطن في دعم الحوثيين، وطالبت من الجهات العسكرية الرسمية بتسهيل تلك الرؤية كي تكون حقيقة على الارض، على تكون واجهتها "محاربة الارهاب"، الهدف المعلن دائما لواشنطن بشأن تدخلها في اليمن.
وعقب الزيارة تم إعطاء الضوء الأخضر لمليشيات الحوثي المتمردة لكي تستهدف الدولة والجيش وعموم المجتمع وتتوسع بقوة السلاح على حساب الدولة وتستهدف جنود الجيش وتسعى لضرب هيبة الدولة والجيش وتقويضهما كما يحدث في عمران أما الجيش فعليه أن يتفرج و" يضبط النفس " حتى تقوم هذه المليشيات المسلحة بقتل أفراده وأسر بعضهم والاستيلاء على نقاطه ونهب معداته والتوسع بقوة السلاح حتى تحقيق أهدافها على حساب الدولة والجيش وعلى حساب أرواح أبناء اليمن وأمنهم واستقرارهم وهذه هي أول ثمار زيارة وزير الدفاع اليمني لواشنطن والثمرة الثانية هي تكثيف الحرب على عناصر القاعدة والتغاضي عن نشاط الحوثيين وقد رأينا في الأيام الماضية تكثيف لضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار على ما تقول أنه مواقع للقاعدة في البيضاء وفي أبين وشبوة وكذلك تكثيف للهجمات المسلحة للجيش على مواقع للقاعدة بين شبوة وأبين

الحوثي أداة امريكية 
ويأتي هذا النشاط في الحرب على القاعدة بالتزامن مع حملة إعلامية واستياء شعبي من تراخي الجولة وجيشها في محاربة عناصر الحوثي المسلحة المتمردة ربما لكي تثبت قيادة سلطة هادي ووزير الدفاع مدى إخلاصهم وتفانيهم في الحرب على الإرهاب وينالون مزيدا من الثقة الأمريكية حيث يشكل هذا استقواء بالجانب الأمريكي في مواجهة الغضب الشعبي والاستياء الداخلي .   
ويري كثير من المراقبين للشأن اليمني بأن هناك مخطط أمريكي يستهدف التهيئة لتنفيذ أجندة جديدة في المنطقة وفقا للرؤية الأمريكية لذا سعت إلى ضرب القوى التي يمكن ان تعترض تنفيذ ذلك المخطط والرؤية باليمن، وأول تلك القوى نظام الرئيس السابق والقبائل اليمنية، لذا سعت لتعزيز قوى الحوثي والاخوان كأداة التنفيذ على الأرض، ولذا تواطئت السلطة مع ارهاب مليشيات الحوثي على القبائل وتقاعست وزارة الدفاع عن تعزيز المعسكرات بعمران بل وأرسلت تعليماتها للجيش بعدم التدخل فكانت دبابات مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة تمر من أمام معسكرات الجيش دون أي تدخل من هذه المعسكرات، بينما أفراد الجيش يلتزمون الحياد بموجب تعليمات وزير الدفاع.
فالمخطط الأمريكي ينص على إعادة رسم الخارطة السياسية للمشهد السياسي اليمني بحيث تكون مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة، الأداة الأمريكية لضرب قوى بعينها وتقويتها على حساب هذه القوى والتمكين لها لتغدو القوة الأبرز في الساحة اليمنية وهو ما اتفقت عليه الولايات المتحدة مع إيران خلال التقارب الأمريكي الإيراني مؤخرا.

تداعيات دعم الحوثي
أن رضوخ السلطات اليمنية حينها لتنفيذ هذا المخطط كان له نتائج وتداعيات كارثية على أرواح أبناء اليمن وأمنهم ومستقبلهم، حيث سيؤدي هذا المخطط لسقوط اليمن في مستنقع الفوضى والعنف وتشريد وقتل مئات الآلاف من أبناءه وهو ما سيحمل عبئا كبيرا على دول الجوار حيث ستدفع فاتورة باهضه لهذا المخطط الأمريكي الإيراني المدمر بكل المقاييس كما تقوية مليشيات الحوثي وهي أداة أمريكا وإيران لتخريب اليمن وذراع سياسي لإيران لضرب مصالح المملكة العربية السعودية حيث تشكل خطرا كبيرا عليها وإن حاول بعض تطمين المملكة العربية السعودية من جانب مليشيات الحوثي فهذا الأمر هو مغالطة كبرى فمليشيات الحوثي ترى في المملكة العربية عدوا لها وتحاول التعامل معها على أسس تكتيكية حتى تتقوى ثم توجه لها ضربات موجعة خدمة لغيران وأجندتها التخريبية في المنطقة.  

مستقبل إرهاب أمريكا في اليمن
في ظل هذا الاضطراب الأمني والغموض والتعقيد في المشهد السياسي اليمني يبدو مستقبل العلاقات الأمريكية اليمنية أكثر أهمية فهذا الوضع اليمني المتأزم يسمح للولايات المتحدة بالقيام بدور أكبر تحت ذرائع شتى وتنفيذ أجندتها في اليمن خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم ( 2140) والي ينص على إدراج اليمن تحت البند السابع، ومعروف في علم السياسة الدولية أنه فكلما كان الوضع رخوا وهشا كلما كانت ازدادت التدخلات الأجنبية.
وعلى صعيد ما تدعيه امريكيا مكافحة ما يسمى الإرهاب ستزداد وتيرة وضراوة بما يؤدي لقتل أكبر عدد من المدنيين وتجييش كبير في الشارع اليمني ضد هذه الحرب والتي ستدفع بعض الناس لمساندة القاعدة وشن مزيدا من الهجمات على جنود الجيش والأمن والمصالح اليمنية وهو ما سيضعف الدولة اليمنية بشكل أكثر ويقلل مواردها كما سيسمح هذا الجو لأطراف كثيرة لتصفية حساباتها والانتقام من خصومها مستغلة شماعة القاعدة، وسيزداد التمسك الأمريكي بالحوثي الرافع لشعار حرب الارهاب رغم التنسق معه بتوجيه من واشنطن فضلا عن دفعهم لتمكين مليشيات الحوثي الارهابية من السلطة ، كوفاء أمريكي للجانب الإيراني عبر حزمة إجراءات التي سيتضرر منها الشعب اليمني بشكل عام وليس قوى بعينها وستستفيد منها مليشيات الحوثي على حساب الدولة والجيش والأمن والاستقرار.

نتائج كارثية
وفي ظل هذا الجو اليمني المضطرب نتيجة الارهاب الامريكي وتدخله بشكل مباشر في الشؤون اليمنية تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتحت ذريعة مكافحة الإرهاب وحماية المصالح الدولية، سيكون له نتائج كارثية حيث ستواصل واشنطن الضغط لتمكين الحوثيين من السلطة، او على جزء من اليمن في اطار ما يسمى تنفيذ مخرجات الحوار الداعية لتقسيم اليمن لأقاليم، اضافة إلى رفع الدعم عن المشتقات النفطية والتي ستكون لها تداعيات كارثية وهو ما تشهده البلاد حاليا، والتي جاءت على حساب القضايا ذات الأولوية في اليمن وهي نزع سلاح الجماعات المسلحة كمليشيات الحوثي المسلحة المتمردة والتي صارت تهدد الأمن والاستقرار ومعالجة القضايا الاقتصادية التي تشكل الهم الأول للموطن العادي .

سياسة حديثة
في الرابع من فبراير 2021، شهدت علاقة واشنطن باليمن سياسة جديدة، تم تحديدها في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأول بعد توليه السلطة بشأن سياسته الخارجية تحت عنوان "موقع أمريكا في العالم،" وفيها أعلن ثلاثة قرارات متعلقة بسياسة أمريكا إزاء حرب اليمن: إنهاء الدعم الأمريكي لكافة العمليات العسكرية الهجومية وما يتعلق بها من صفقات تسليح، ودعم جهود الأمم المتحدة لحلّ النزاع، وتعيين تيم لندركينج مبعوثا خاصا لليمن. 
هذه القرارات تعني ابتعاد الولايات المتحدة عن خانة الداعم لأحد أطراف الحرب ومزيدا من الاقتراب إلى دور الوسيط الساعي لإنهاء الحرب. هذه القرارات لا تمثّل قطيعة مع سياسة كل من الإدارتين السابقتين لإدارة بايدن. ذلك أنها في حقيقة الأمر استمرار لعملية تغيّر بطيئة بدأت في الأشهر الأخيرة من عمر إدارة أوباما لتتابع نموها خلال فترة ترامب حتى وصولها لحالتها الراهنة مع قرارات بايدن..

محطات ارهاب وشنطن
وكما سيظهر، من خلال تتبّع أهم محطات ارهاب واشنطن في اليمن، فإن أغلب عناصره كانت قد أوقفت قبل وصول بايدن للسلطة، وأن التحوّل التدريجي في واشنطن من التأييد والدعم إلى المعارضة ووقف الدعم والوساطة جاء نتيجة عاملين رئيسين متداخلين: الأول هو النشاط والضغط الدؤوب الذي مارسته المنظمات الحقوقية والإنسانية لإيقاف زيادة أعداد  الضحايا المدنيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن المرتبطة بالحرب. أما العامل الثاني فهو زيادة الاستقطاب السياسي في واشنطن، سواء على مستوى المؤسسات، بين الكونغرس والرئاسة، أو على مستوى الحزبين، وتحوّل حرب اليمن، ومعها العلاقات السعودية-الأمريكية، لإحدى ساحات هذا الاستقطاب. 
اخيرا..
أمريكا لم تصل إلى وضعها الحالي فيما يتعلق بدعمها للارهاب والدمار في عدد من بقاع العالم ومنها اليمن، بين عشية وضحاها، فيجب على الأميركيين أن يدركوا أن وقوف واشنطن مع فوضى ما سمي "الربيع العربي" والحرب الاسرائيلية على غزة، خلق هوة سحيقة بينهم وبين الشعوب الاخرى، كما خلق هويات جديدة للأمريكيين سوف يستغرب وقتا طويلا للتخلص منها، وحتى ذلك الحين سيجدون انفسهم خارج سياسة الشراكة في الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.. بل خارجها.