حصل على معلومات سرية خلال زيارته لواشنطن .. بن عزيز في دائرة استهداف مثلث الإرهاب في اليمن
دخل رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، دائرة استهداف تخادم مثلث الارهاب في اليمن " الحوثيون، والاخوان، والقاعدة - داعش"، وبات من الضروري التخلص منه بأي طريقة وبأي ثمن، باعتباره صندوق أسود طائر بمعلومات سرية حصل عليها خلال زيارته لواشنطن في اكتوبر الماضي.
هذا ما تؤكده محاولتي الاغتيال التي تعرض لها بن عزيز منذ عودته من زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة مطلع أكتوبر الماضي، والتي يتوقع أن يكون حصل خلالها على معلومات "خطيرة وسرية" ما تحيكه الجماعات الارهابية في اليمن (مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة ايرانيا، وتنظيم الاخوان المسلمين ذراع اليمن "حزب الاصلاح"، وتنظيمي القاعدة وداعش) في اطار التخادم بينها.
لماذا بن عزيز وفي هذا التوقيت؟
لم تكن محاولة اغتيال الفريق بن عزيز امس الثلاثاء في وادي عبيدة، الأولى فقد سبقتها محاولة استهداف عندما كان في زيارة رسمية لجبهات حجة الشهر الماضي، عندما اطلقت عليها مليشيات الحوثي الارهابية الإيرانية، صواريخ اعترضتها بوارج امريكية في البحر الاحمر قبل ان تصل اليه وهو في مياه البحر بين ميدي وجزر اخرى شمال محافظة حجة.
المحاولة الأولى في حجة، جاءت بعد عودة بن عزيز من زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، التي قيل انها جاءت بدعوة رسمة من الجانب الأمريكي لمناقشة التعاون المشترك لمحافظة الارهاب، وتعزيزات التعاون العسكري بين البلدين.
الزيارة التي كانت مطلع اكتوبر الماضي، واستمرت أيام كانت حافلة بالعديد من الفعاليات والزيارات الميدانية لمنشآت عسكرية امريكية للاطلاع على آخر التطورات العسكرية، كما شهدت مباحثات في الشقين العسكري والامني، وكان أهم تلك اللقاءات تلك التي شملت قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول مايكل ايرك كورلا، ورئيس الأركان الأمريكي الفريق أول راندي جورج، والتي ناقشت اهمية التعاون لتعزيز أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ووفقًا لخبراء عسكريين، فإن بن عزيز حصل على معلومات خطيرة وسرية من الجانب الأمريكي، حول وجود تحركات ايرانية في المناطق المحاذية لمياه البحر الأحمر في السواحل الممتدة من ميدي في حجة، شمال غرب، إلى سواحل الحديدة، وصولا إلى مناطق في مديرية مقبنة غرب محافظة تعز، المطلة بشكل جزء على باب المندب.
ويشير الخبراء إلى أن الجانب الأمريكي زود بن عزيز بخرائط ومعلومات، حول تحركات لجماعات ارهابية من مليشيات الحوثي وخبراء من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، وعناصر وقيادات من تنظيم القاعدة تم استقدامهم من البيضاء وشبوة وحضرموت إلى سواحل البحر الأحمر، في إطار التخادم بين الجماعتين، لكن طبيعة تلك التحركات ما زالت لم يكشف عن طبيعتها وحجمها، لكن بات معروفا ولو بشكل جزئي أهدافها.
زيارة بن عزيز إلى واشنطن لاقت انتقادات من مليشيات الحوثي، التي اعتبرتها مباركة للعملية التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة، واتهمته على لسان القيادي محمد البخيتي، بمباركة الضربات الإسرائيلية في غزة والتحركات الأمريكية في البحر الأحمر، وهي تهم استباقية أطلقتها الجماعة لتغطية ما تقوم به مع شركائها في ايران وحزب الله في جبهات حجة والساحل الغربي.
كما جاءت انتقادات الحوثي متزامنة بنفس السياق مع تصريحات لقيادات اخوانية، والتي كان اخرها تصريح الارهابي عادل الحسني القيادي في تنظيم القاعدة و احد اذرع جماعة الإخوان باليمن، الذي تبنى ضمنياً عملية محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة بسيارة مفخخة استهدفت موكبه المار في الطريق الدولي بمنطقة العبر اثناء عودته لمدينة مأرب.
واعتبر المراقبون أن هذا التخادم الوثيق بين جماعة الإخوان المسلمين ومليشيات الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة، يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي اليمني، ويعرض البلاد لمزيد من الفوضى والإرهاب.
فشل حجة تبعها محاولة مأرب
وبعد فشل محاولة الحوثيين اغتيال بن عزيز في سواحل حجة، نسقت مع عناصر تنظيم القاعدة وجماعة الاخوان المسيطرة على مأرب، وهي الجماعات التي تربطها مع الحوثيين مصالح وتخادم مشترك، ليتم تنفيذ محاولة أخرى هذه المرة في وادي عبيدة بمحافظة مأرب، واستخدمت فيها الطريقة المتبعة لدى تنظيم القاعدة والاخوان وهي عملية تفخيخ السيارات.
لماذا..؟ لأن بن عزيز يمتلك معلومات "خطيرة وسرية" حول تحرك تلك الجماعات برعاية ايران التي تحوي تلك التنظيمات في المنطقة، وهي معلومات يتوقع انها تتعلق حول منظومات صواريخ ومسيرات ايرانية حديثة تم نصبها في جزر يمنية بين ميدي والحديدة، وعلى ضوئها يجب تصفية تلك المعلومات الطائرة مع الصندوق الاسود "بن عزيز" الذي يعتبر عدوا غير معلن لجماعة الاخوان منذ تعيينه في هذا المنصب.
تحركات ومخطط مكشوف
ولكن.. ووفقا لما ذكره خبراء عسكريون يمنيون، ومصادر محلية مطلعة، فإن المعلومات التي زود بها بن عزيز في واشنطن حول طبيعة تلك التحركات، كانت ناقصة حيث لم يتم الكشف عن المناطق التي يتم فيها نصب تلك المنظومة وحجمها، ومن يعمل عليها.
وذكرت المصادر، بإن بن عزيز وعقب عودته مباشرة من واشنطن، عقد اجتماعا مغلقا مع احد اطراف القيادة اليمنية العسكرية في الرياض، تم خلاله نقل تلك المعلومات، لارتباط تلك القوات في المناطق المطلة على الساحل الغربي.
كما أشارت إلى ان بن عزيز، واصل تحركاته في المناطق الممتدة من صعدة إلى الحديدة، وخاصة تلك الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الارهابية "الاخوان والحوثيين"، في مأرب وحجة، من اجل الوصول إلى مناطق تلك التحركات ومعرفة المناطق التي تم فيها نصب تلك المنظومة الايرانية، لذلك عمد إلى صحبة قائد المنطقة العسكرية الخامسة الاخواني "يحيى صلاح"، في تلك الجولات.
تهم حكومية
الحكومة غير الفاعلة في أي من المجالات خاصة العسكرية، اكتفت خلال محاولتي اغتيال بن عزيز، بالمطالبة بإجراء تحقيق وتشكيل لجان لها، ووجهت التهم لجماعة الحوثي بالوقوف ورائها رغم معرفة الجميع بذلك، فضلا عن كشفها بأن تلك المحاولات تأتي بعد حملات تحريض ضد بن عزيز، دون الإشارة إلى أن أحد أطراف ذلك التحريض "جماعة الاخوان".
الشريكة في الحكومة نفسها.
واخيرا.. تبقى الحقائق غير كاملة حول ما يجري في الجبهات الحدودية مع المملكة العربية السعودية، والساحلية التي تهدد حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وينتظر الجميع ان يتم الكشف عن كامل الحقيقة حول ما يجري وما يدور وكيف ستنتهي الامر، خاصة وان المصالح المشتركة بين الحوثيين واسرائيل توسعت من خلال تسبب الجماعة في دخول القوات الاسرائيلية للتمركز في البحر الأحمر.
وفي خبر لمحاولة لحرف الحقيقة حاولت تنظيمات الإرهاب عبر اذرعها الالكترونية بنشر خبر مفاده "الكشف عن "مواصفات السيارة المفخخة المستخدمة في محاولة اغتيال بن عزيز" وكان ذلك سوف يشكل خرقا وتقدما نوعيا في الحصول على المعلومات حول الجهة المنفذة للعملية خاصة وانها نفذت في مناطق تقع تحت سيطرة مشتركة بين الاخوان والحوثيين.
إصرار حوثي – اخواني
وفي تطور مرتبط بتلك العمليات التي تريد تحجيم ومنع بن عزيز في الحصول معلومات حول طبيعة ونوعية تلك التحركات الحوثية – الايرانية في شمال وشمال غرب اليمن، واصلت مليشيات الحوثي استغلال الحرب على غزة، بحشد مقاتلين وارسالهم إلى جبهات مأرب والساحل الغربي.
ونقلت وسائل اعلام محلية، معلومات تفيد بأن القيادي الحوثي عبدالعالم المتوكل طالب مما أسماها "كتيبة الاقصى في لواء القدس" التي تم حشدها بحجة الجهاد في فلسطين، بالتوجه إلى جبهات مأرب لاسقاطها كبداية انطلاق نحو القدس، وهو ما يدلل بان المليشيات بالتنسيق مع الاخوان في مأرب، تريد بسط سيطرتها على المناطق التي يتحرك انطلاقا منها بن عزيز والقوات الحكومية التي تم تنقيحها وتصفيتها من عناصر الاخوان وهي قليلة، مقارنة بالمليشيات المسلحة التي حشدتها جماعة الاخوان إلى مارب منذ العام 2015 وحتى اليوم.
وبحسب المصادر نفسها فإن أغلب مقاتلي الكتيبة من أبناء الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء، والتي تكفلت بتشكيل كتيبة عسكرية وتم تشكيل بقية الكتائب من المديريات الأخرى من محافظة صنعاء مستغلة القضية الفلسطينية.
وكانت مليشيا الحوثي، قد دفعت بتعزيزات عسكرية إلى جبهات مارب، خلال الأيام الماضية، كما غدرت يوم أمس بقوات الجيش الوطني، مستغلة الهدنة القائمة، وقتلت منها 13 جنديًا بهجوم على مواقعها غربي مارب.
حشود إب
وفي محافظة اب وسط البلاد، دشن مليشيات الحوثي الارهابية حملة تجنيد جديدة مستهدفة الشباب وصغار السن مستغلة الحرب على قطاع غزة، وحالة الغليان الشعبي الذي سببته تلك الحرب، لتعزيز صفوفها بالمقاتلين، في اطار مساعيها لتفجير الاوضاع قتاليا في جبهات اليمن، متخذه من ايهام تلك الحشود بانهم سيُعدّونهم للتدريب في معسكرات خاصة وسيرسلونهم للقتال في فلسطين.