Image

انعدامها في مناطق الحوثي وتدهور سعرها في عدن.. أزمة النقد المحلي تهدد مائدة الأُسر اليمنية اليومية

من أسبابها:
ـ فوضى 2011 وانقلاب 2014 
ـ استمرار النهب ومصادر الإرادات في صنعاء 
ـ استفحال الفساد في مؤسسات حكومة عدن 
ـ حالة الحرب محليًا وفي غزة وانعدام فرص السلام

أكدت مصادر اقتصادية وأخرى مصرفية في عدن وصنعاء، بأن البلاد تعيش أزمة نقدية متفاقمة نتيجة استمرار الفشل الحكومي في معالجة الفساد المستشري في مؤسسات الحكومة المختلفة، فضلًا عن استمرار مليشيات الحوثي الإرهابية في نهب الأموال ومصادرتها من المؤسسات الايرادية لصالح عناصرها الإرهابية.

وأفادت، بأن البلاد تعيش واقع أزمة نقدية تزداد تفاقمًا بشكل يومي، تنعكس آثارها على جميع مناحي الحياة اليومية للمواطن في جميع المناطق المحررة والواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، مشيرة إلى ان انعدام النقد المحلي يؤثر على مستوى أسعار الريال امام العملات الأجنبية، ما ينعكس على أسعار السلع والخدمات المقدمة للمواطن خاصة في الجانب الاستهلاكي.

من سلبيات الفوضى
وتعيش البلاد ارتفاعًا غير مسبوق لأسعار السلع والبضائع، خاصة الاستهلاكية التي تستخدم في إعداد الوجبات اليومية للأُسر والعائلات، في ظل انعدام شبه تام لصرف المرتبات شمالًا وجنوبًا، وندرة المهن والأعمال التي كانت تشكل دخلًا رافدا للأسر اليمنية قبل أحداث 2011م الفوضوية التي أسقطت النظام وسلّمت مؤسسات الدولة لجماعات إرهابية.

ووفقًا للمصادر، فإن تفاقم ندرة النقد المحلي واستمرار الفساد ونهب الأموال من مؤسسات الدولة الايرادية، وانعدام الدعم الخارجي، يقود البلاد نحو أزمة معيشية ستطال جميع الأُسر بما فيها متوسطة الدخل، في حين ستقضي بشكل تام على الأُسر ذات الدخل المحدود او المعتمدة على مرتبات الحكومة.

تبعات الفشل والفساد
وأوضحت، بأن أزمة انعدام النقد ألقت بتبعاتها بشكل كبير على الاقتصاد المحلي، كما افقدت البلاد المصداقية أمام الداعمين الدوليين، حيث فشلت الحكومة في عدن في تنفيذ الحلول التي وعدت بها بشأن استيعاب المنح المالية المقدمة لها من المانحين وعلى راسها الوديعة السعودية الأخيرة.

وذكرت المصادر، بأن ذلك الفشل انعكس أثره على أسعار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وسجّل سعر الريال أمام الدولار أكثر من الف وخمسمائة ريال  للدولار الواحد، مع استمرار انخفاضه يوميًا امام بقية العملات بما فيها الريال السعودي الذي بات يتعامل به معظم تجار الجملة فيما يخص السلع الاستهلاكية الأساسية والبضائع الأخرى، وكذا يتم استخدامه في التعاملات الأخرى.

انعكاسات الحرب والسلام
ومن خلال استمرار تعامل التجار والمستوردين للسلع المختلفة بالعملات الاجنبية التي ترتفع بشكل يومي، فضلًا عن تعامل التجار المحليين بالنسبة للبضائع والخضروات والفواكه بين المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالعملات الأجنبية هروبًا من تكاليف التحويلات المالية عبر شركات الصرافة المنتشرة بشكل كبير في جميع مناطق اليمن، أثرت على جميع مناحي العمليات الاقتصادية الداخلية وزادت من تفاقم الحياة المعيشية للمواطن البسيط.

ومع استمرار انعدام أي رؤية للسلام في البلاد بسبب تعنت الحوثيين، واندلاع الحرب في قطاع غزة، وما أوجدته من حالة غير مستقرة على مستوى العالمين العربي والدولي، شكًل قلقًا على مستوى التعاملات المصرفية في البلاد، وفقًا لمصادر مصرفية، مؤكدين انعكاس تلك الحالة الضبابية في المنطقة ومآلاتها وحجم تأثيراتها على التمويلات والمنح الدولية التي تعتمد عليها اليمن في توفير العملة الصعبة لضبط السوق النقدية وتمويل استيراد السلع والمواد الأساسية.

النقد في مناطق الحوثي
كما شَكّلت حالة انعدام النقد شبه التام في مناطق الحوثيين، وصعوبة الحصول على العملة الورقية من جميع الفئات، عاملًا كبيرًا في الحالة التي تعيشها البلاد اقتصاديًا ومعيشيًا، وأثرت بشكل كبير على حركة الأسواق المحلية اليومية، في ظل استمرار التوقعات السلبية حول النتائج السلبية التي شكّلها عدم وجود العملة الورقية في مناطق الحوثيين، وما تخلّفه من أضرار بالغة على الأسواق المحلية المصرفية والتجارية، والعملة المحلية والاقتصاد.

و دعت المصادر جميع اليمنيين إلى أخذ الحيطة والحذر من استمرار التدهور المعيشي والاقتصادي، والعمل على إيجاد فرص لتوفير دخل يضمن لهم ولأُسرهم استمرار حصولهم على لقمة العيش اليومية، في ظل الوضع الراهن الذي فرضته أحداث وتبعات فوضى 2011م، وانقلاب الحوثيين في 2014م، زاد عليها تباعات حرب فلسطين الحالية.

وأكدت، بأن تلك التبعات ستزيد من تفاقم الوضع المعيشي لليمنيين اذا لم تعمل الجهات المسؤولية في جميع المناطق اليمنية على ايجاد ووضع خطط للازمة،  ومواجهة تبعات أزمة انعدام النقد واستمرار ارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية، ومكافحة الفساد بشكل حقيقي وفعّال، ويعيد الثقة للمانحين، ستكون البلاد على حافة المجاعة التي بدأت مؤشراتها بالظهور في مناطق يمنية عدة.