Image

مستغلة الأوضاع الراهنة في غزة .. تحركات أمريكية – أممية لتمرير إتفاقية مشبوهة بشأن اليمن

تأكيدًا لما نشره "المنتصف"، حول وجود "إتفاقية مشبوهة" بشأن اليمن، افادت مصادر دبلوماسية يمنية، بأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة عبر مبعوثيهما لليمن، تسعيان لإبرام إتفاق سلام وفقا لرؤية وشروط دول الاقليمي، ولا يحقق تطلعات اليمنيين في استعادة دولتهم، وإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا.
وكانت مصادر سياسية يمنية، أكدت للمنتصف، وجود اتفاقية "مشبوهة " تسعى قوى الفساد اليمنية لتمريرها بشأن اليمن، محذرة اليمنيين من التساهل والقبول بها.

تحركات مكثفة
وخلال الساعات القليلة الماضية، شهدت المنطقة تحركات مكثفة للمبعوثين لليمن الأممي هانس غروندبيرغ، والامريكي تيم ليندر كينغ، والسفير الامريكي لدى اليمن ستفين فاجن، من اجل الضغط على الجانب الحكومي المثخن بالفساد، لتمرير إتفاقية سلام وفقًا للرؤية السعودية – الإيرانية، وبعيدة عن تطلعات اليمنيين والمرجعيات الثلاث المتفق عليها محليًا ودوليًا.
واليوم الاربعاء، التقى المبعوثين الأمريكي والأممي بقيادات يمنية في العاصمة السعودية الرياض، لبحث آخر تطورات جهود السلام الرامية لتوقيع إتفاقية هدنة جديدة، تمهيدًا لبدء مفاوضات تحصيل حاصل للتوقيع على إتفاقية مرسومة ومقرة من قبل دول الإقليم د، وموافق عليها من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، ودول غربية عدة.

تأكيدات جوفا
ووفقا للمصادر الدبلوماسية، فإن تصريحات القيادة اليمنية ومن خلفها مجلس التعاون الخليجي الذي بحث أمينه العام اليوم في الرياض مع المبعوث الأممي السلام في اليمن، تلك التصريحات التي تؤكد دعم الجهود الأممية الرامية للسلام في اليمن وفقا للمرجعيات المتفق عليها وطنيًا وإقليميًا، ودوليًا.
وأشارت المصادر، إلى ان تلك التصريحات جوفا، خاصة وأن ما يتم مناقشته وقرب الاتفاق عليه بين جميع الأطراف هي الرؤية السعودية – الإيرانية التي تمسكت بها مليشيات الحوثي الارهابية خلال الفترة الاخيرة، وكلها تصب في صالح الحوثي ومن خلفه ايران، وتحفظ أمن السعودية وحماية مصالحها، فيما تطلعات اليمنيين تم الضرب بها عرض الحائط.
وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي، "جاسم البديوي"، أكد خلال لقائه اليوم مبعوث الامم المتحدة لليمن هانس غرونبديرغ في الرياض، دعم دول المجلس لكافة الجهود الأممية التي تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلم في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث.
وقال البدوي، ان ذلك تأكيداً لما جاء في بيان المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الـ 43 (ديسمبر 2022م)، والذي جدد فيه قادة دول مجلس التعاون على دعم الشرعية اليمنية، والكيانات المساندة لتمكينه من ممارسة مهامه في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
من جانبه، أكد المبعوث الأممي انه يجري حاليا التحضير لعقد جولة مفاوضات بين الاطراف اليمنية، وانه يجري حاليا استكمال الترتيبات لذلك.

خارطة طريق سعودية
وكانت التحركات بشأن سلام اليمن شهدت تطورا كبيرة فيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة بين الحوثيين والسعودية، وذلك عقب تعثرها لمدة تسع سنوات نتيجة تعنت ومراوغة الحوثيين التي كانت مرسومة من قبل الراعي الرسمي لها ايران.
ورسميا تم التأكيد من قبل قيادات يمنية إنه يجري المشاورات بين القيادات اليمنية المناوئة للحوثيين حاليا لخارطة طريق سعودية لإحلال السلام في اليمن، مؤكدا أنها تحظى بدعم من ايران والمجتمع الدولي.
وأوضح عضو مجلس القياد ة اللواء "فرج البحسني" في تصريحات صحفية، أن خارطة الطريق التي تشمل وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات والمطارات والموانئ ستمضي إلى الأمام عندما يُتفَق عليها.
وكشف البحسني عن اقرار أسماء والوفد المفاوض الممثلة للجانب الحكومي، مؤكدا جاهزيته لإجراء أي محادثات قادمة مع الحوثيين، متهما المليشيات باتخاذ نهج غريب، قال إنه يتطلب التعامل معها بحذر في كل المراحل.

تحذيرات أممية 
يأتي ذلك، بالتزامن مع تحذيرات اطلقتها الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الاقتصادية أكثر في اليمن خلال الأشهر المقبلة حال عدم التوصل إلى تسوية سياسية.
وحث برنامج الأغذية العالمي، أطراف النزاع على الإسراع في التوصُّل إلى تسوية سياسية في اليمن من أجل إنقاذ الاقتصاد المتدهور في البلاد.

تحذيرات من اتفاقية وهجوم

كما تأتي، متزامنة لتطورات الأوضاع في قطاع غزة بفلسطين المحتلة، حيث سيتم استغلالها لتمرير المخطط والاتفاق، في ظل انشغال الرأي اليمني المحلي بتلك التطورات، التي تخدم ايران بشكل رئيسي في توسعها على حساب العالم العربي في المنطقة، ومنها اليمن.
وحذّرت المصادر، بأن تستغل الوساطة الاقليمية والدولية لأوضاع غزة وانشغال الراي العام المحلي في اليمن بها، لتمرير الاتفاقية، كما حذرت من استغلال مليشيات الحوثي لتلك الأحداث لشنّ هجوم واسع على منابع النفط والغاز في مأرب بالتواطؤ مع جماعة الاخوان المسلمين التي تنسق علنا مع الحوثيين لتقوية الجبهة الداخلية.
وأشارت المصادر، إلى ان مليشيات الحوثي ستعمل على استغلال حرب غزة في شنّ هجوم متوقع على مأرب لتعزيز موقفها التفاوضي، حيث ستعمل على تظليل الراي العام المحلي، بأن الهجوم يأتي لتقوية موقفها وتأمين امدادات النفط والغاز، في  حال توسعت الحرب في غزة لتشمل الاقليم، في حين ستكون قوات التحالف العربي غير قادرة عن شن أي هجمات في اليمن، فيما موقفها من غزة سلبي.