Image

استغلال ومزايدة.. كيف تستخدم ايران اذرعها في دعم اسرائيل ؟

ـ الحوثيون وحزب الله والحشد الشعبي نماذج حية
ـ التاريخ والممارسات يكشفان العلاقة السرية بين اليهود والايرانيين

لم يعد خافيا على أحد الا القليل من اصحاب المصالح الذين يدورون في فلك تلك الجماعات الايرانية التي باتت تهدد المجتمعات العربية والاسلامية، حماية لوجود اسرائيل، بان اذرع ايران في المنطقة "الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي"، عبارة عن انساق أولية لحماية الشعب اليهودي في اسرائيل.
فالعديد من الممارسات والشواهد الحية التي تمارسها تلك الجماعات في اليمن ولبنان والعراق ، من خلال رفعها شعارات معادية لاسرائيل تستغلها لخدمة مصالحها وبقائها، فيما تمارس كل ما تستطيع من انتهاكات وقتل وتمزيق للدول العربية وشعوبها.
ومايؤكد ذلك التاريخ الذي يكشف مدى العلاقات التاريخية بين اليهود والفرس والذي ما زال قائما حتى اليوم، كما نورده في هذا التقرير..

مزايدة الحوثي
تشكل القضية الفلسطينية بالنسبة لأذرع ايران في المنطقة ومنها مليشيات الحوثي الارهابية، قضية مزايدة تستغلها لخدمتها، وحماية اسرائيل في ذات الوقت، من خلال تخدير المجتمع بأنها بتصريحات قياداتها عن نوع المشاركة والتدخل في الحرب إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
وبالنظر إلى ما قامت بها مليشيات الحوثي خلال الحرب الاخيرة في غزة في اطار "طوفان الاقصى"، سنجد ان أقصى ما قامت به الجماعة "رفع الشعارات والدعوة للتظاهرة، وفرض الجبايات الماضية على المجتمع، وتنفيذ اجراءات تخدم مصالحها مثل الدعوة للحشد، وفرض ترديد الصرخة في المدارس بعد ان تم رفضها أكثر من مرة"، إلى جانب ذلك كله واصلت قصفها المناطق المدنية في تعز ومأرب والجوف وصعدة مستغلة انشغال الراي المحلي والاقليمي والدولي بقضية غزة.

اكتشاف الحوثي 
ومؤخرا اكتشف عبد الملك الحوثي زعيم المليشيات الايرانية في اليمن، أن غزة بعيدة عنه، ويبدو أنه لا يستطيع أن يحارب فيها.
ذلك الاكتشاف، دفعه وجماعتها إلى استغلال التفاف اليمنيين حول القضية الفلسطينية، والحرب الدائرة في غزة، لجني الأرباح منها، فهي توظيفها كأداة سياسية، عوضا عن "العدوان" لجلب الدعم، وتوجيه عواطف اليمنيين نحو القضية الفلسطينية، وجعلهم يدفعون أموالهم ويحشدون أبناءهم لمعاركها ضد اليمنيين أنفسهم.
ولطالما قتلت مليشيات الحوثي اليمنيين وقصفت مدنهم وقراهم، وهي تهتف "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل"، إلا أن من يموت ويقتل حقا هم اليمنيون، فطريق تحرير القدس بالنسبة للمليشيات يمر من بوابة سفك دماء اليمنيين الابرياء.

حماية اسرائيل 
ويرى العديد من المراقبين للشأن الايراني، بأن أذرع طهران في المنطقة ومنها مليشيات الحوثي ما هي الا عبارة عن جدار حماية للكيان الصهيوني، لما تمارسه ضد الشعوب التي وجدت فيها ومنها "اليمن ولبنان والعراق وسورية والبحرين وشرق السعودية".
وبالنظر إلى تلك البلدان والمجتمعات المحلية فيها، فإن أذرع ايران تمارس شتى صنوف الانتهاكات ضد شعوبها، وتستغلها لبقاء تلك الجماعات والاذرع الارهابية التي زرعتها محملة بفكر ديني متطرف لا ينال من اليهود او يقترب منهم.
وبالعودة إلى الوضع اليمني، نجد ان الحوثيين يتخذون من القضية الفلسطينية "شماعة لتعليق كثير من أعمالها الارهابية من قتل ودمار ونهب وسلب بحق المدنيين من اليمنيين"، لكن للأسف تكاد شعارات الحوثي تأثر في بعض ابناء المجتمع المتعاطف مع قضية فلسطين باعتبارها اراضي مقدسة.
وتؤكد جميع الأعمال التي تمارسها تلك الجماعات والأذرع في البلدان العربية، بأنها تشكل حماية لإسرائيل مثلها مثل جماعات الإخوان المسلمين والتنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة، التي تمارس نشاطها ضد ابناء تلك المجتمعات المسلمة دون النظر او شن هجوم واحد على اسرائيل، وانما تحاول شغل تلك الشعوب وتبعدهم عن القضية الرئيسية للعرب والمسلمين فلسطين، وتجعلهم منشغلين بأنفسهم بالبحث عن مصادر رزقهم اليومي، نتيجة تدمير كيانات الدول فيها والأمر واقع في لبنان والعراق واليمن، حيث لا حكومات تستطيع تقديم الخدمات للمواطنين وتوفر لهم الأمن والامان والاستقرار.
كما تعمل تلك الجماعات على تصوير الحكام العرب والمؤسسات الحكومية على انها عملية للخارج، وتحرضهم على تدميرها والخروج عنها، وتصور نفسها على انها الجماعات المختارة لتحرير القدس وحماية مقدسات الأمة، في حين ان صواريخ الحوثي والحشد الشعبي استهدفت فقط الاراضي المقدسة في السعودية خلال السنوات الاخيرة.
ويؤكد العديد من السياسيين والباحثين في تكوينات تلك الجماعات، على انها أذرع ايرانية لا تشكل أي عداء لأمريكا وإسرائيل، وإنما هي أداة ضمن أدوات إيران لإضعاف الدول والحكومات في المنطقة العربية خدمة للمشروع الإيراني.
ويتابعون بأن المليشيات في المنطقة المحسوبة على إيران في الأخير هي تغذيتها واحدة ومدربها ومعلمها وممولها واحد، وتخدم أجندة فارسية، وتخوض صراع مشاريع للأسف الشديد، ووقودها العرب.

بداية النصب باسم فلسطين
وفي هذا الاطار يتذكر اليمنيين، كيف استغلت جماعة الحوثي منذ ظهورها في جبال مران بالعام 2004، للقضية الفلسطينية، حيث عمد زعيمها المؤسس حسين بدر الدين الحوثي، إلى رفع شعارا زائفا، اتخذ من القضية الفلسطينية لافتة كبيرة، يحشد من خلالها ويغرر على الناس، مستغلا حب الشعب اليمني وعاطفته تجاه قضية فلسطين.
لكن ذلك الزيف والدجل وصل إلى مرحلة لم يعد يجدي بالنسبة لليمنيين خاصة مع الاحداث الجارية في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث سقط هذا الزيف، وأصبح اليمنيون يدركون تماما حقيقة زيف شعار هذه المليشيات ومدى دجلها، خاصة وانها اعلنت الاستنفار في جميع القرى والمدن اليمنية لجمع التبرعات تحت مسمى مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة ونصرة الفلسطينيين، غير ان ذلك لن يذهب الا إلى جيوب عناصرها ومجهودها الحربي ضد اليمنيين.
وتساءل اليمنيون عما يمنع الحوثيين في التدخل لمساندة غزة، خاصة وانها تكرر دائما تهديداتها لاسرائيل في شعارها الزائف، وفي خطابات سيدها الذي استغل القضية الفلسطينية على مدى سنوات لكسب تعاطف اليمنيين، لكن عند الحاجة لتنفيذ تلك التهديدات لم يقوم بشيء خوفا من سيده في البيت الابيض، وسخروا من تلك التهديدات قائلين" هل ينتظر الحوثي ان تباد غزة عن بكرة ابيها، ويقتل جميع الفلسطينيين كي يتدخل؟ اذا عندها لن يكون هناك سبب للتدخل!!

حقيقة عداء الحوثي لأمريكا 
وفي هذا الاطار، تحدثت تقارير اعلامية عربية، بأن شعار الحوثيين "الموت لإسرائيل .. الموت لأمريكا"، المستنسخ من ايران الخمينية،  والذي شكلت به الجماعة تنظيم "الشباب المؤمن" الذي وجه أسلحته إلى قوات الجيش والأمن اليمني، خلال حروبه الستة ضد الحكومة اليمنية في بداية الالفية الحالية، ومن بعد انقلابه في 2014 استخدمه ضد اليمنيين وهو مستمر حتى اليوم.
لكن ما يكشف زيف ذلك الشعار، ما قاله نائب السفير الأمريكي بصنعاء نبيل الخوري قال في تصريح لصحيفة "الأيام ٤٤٥٠": "من المؤسف أن تضطر الدولة اليمنية إلى مواجهة تمرد جديد في منطقة صعدة في ظروف هي بأمس الحاجة فيه للتركيز على الإصلاح الاقتصادي والحوار الوطني، والبدء بالإعداد لانتخابات عام ٢٠٠٦م".
وفي حين "ندد " بالتمرد دعا "إلى الهدوء والحوار والابتعاد عن التحديات واللجوء إلى العنف"، وهذه التصريحات تأتي على غير المعتاد من اللهجة الأمريكية في تأكيد الشراكة الأمريكية اليمنية في مكافحة الإرهاب!
ومن الغريب جداً أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال سفارتها في اليمن عملت على شراء الأسلحة من القبائل وأسواق السلاح المنتشرة "وفي صعدة بالذات" تحت ذريعة إنهاء معالم التسلح في البلاد، دون أن توضح مصير تلك الأسلحة، والتي يذهب البعض إلى أنها قدمت عبر وسطاء للحوثي وأتباعه، بدليل وجود أسلحة متطورة وكميات من الذخيرة بل اكتشاف مخازن لها في صعدة حيث ينتشر أتباع الحوثي! وهو ما نفته سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء في يونيو ٢٠٠٤م، عقب الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المحلية، عن كون زيارة السفير الأمريكي إلى محافظة الجوف كانت بغرض شراء الأسلحة أو كونها ذات علاقة بالحملة العسكرية ضد تمرد حسين الحوثي.
لكن ما يؤكد ان امريكا ليست عدوة للحوثي، ما قاله يحيى بدر الدين الحوثي، ونائب في البرلمان اليمني – في حوار مع قناة العربية، من محل إقامته بالسويد، في ٢٦/ ٤/٢٠٠٥م، حيث قال: إن مأزق السلطة اليمنية المتمثل بضرورة تسليم إرهابيين يمنيين إلى الولايات المتحدة دفعها إلى اختلاق "عدو وهمي" لأمريكا لذر الرماد في العيون. وبخصوص الأحداث التي شهدتها مناطق جبال مران وهمدان وصعدة منذ يونيو ٢٠٠٤م, قال يحيى الحوثي إن الحكومة اليمنية شجعت بادئ الأمر شقيقه حسيناً على توجيه انتقادات ضد واشنطن، وعملت على إيجاد مناخ محرض في هذا الاتجاه، للفت نظر الولايات المتحدة إلى "عدو مفترض" في اليمن. وشدد على أن الزيديين في اليمن "لا يعادون أحداً" وأنهم "عاشوا طوال تاريخهم في اليمن وبين ظهرانيهم مسيحيون ويهود من دون أن يلحقوا أذى بهم".

حزب الله نسق الدفاع الأول عن اسرائيل
يشكل ذراع ايران في الأول في المنطقة مليشيات "حزب الله" في لبنان، النسق الأول في حماية اسرائيل وفقا للعديد من البحوث الاعلامية التي نشرت مؤخرا.
كما يؤكد ذلك تصريحات زعيم الحزب حسن نصر الله، حينما قال صراحة إن الطريق إلى القدس يمر عبر المدن السورية، فقدم العون بالرجال والسلاح لتدمير سورية إلى جانب المليشيات الاسلامية الاخرى وبمشاركة كبيرة من ايران، الا ان تفطن القيادة السورية لذلك، دفعها إلى العودة خلال الاشهر الاخيرة الى الحضن العربي، وبدأت في ترتيب أوضاعها لمواجهة ذلك المد الخبيث بعد انكشاف اهدافها الرامية لحماية اسرائيل من خلال تدمير الجيوش العربية التي تشكل خطرا عليها.

موقف الحزب من حرب غزة
أكد نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، جاهزيتهم التامة للتحرك ضد إسرائيل حين يلزم الأمر، مضيفا أن الحزب لن يتأثر بالمطالب الدولية بعدم تدخله بتطورات عملية "طوفان الأقصى" العسكرية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، بالتزامن مع تجدد التوتر في المناطق الحدودية في جنوب لبنان.
وأوضح قاسم أن حزب الله يعرف واجباته تجاه القضية الفلسطينية، وسيساهم في مواجهة إسرائيل وفقا لخطته الخاصة، واكتف الحزب بالدعوة للتظاهر في الضاحية الجنوبية لبيروت تضامنا مع الفلسطينيين بعد الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل على غزة.
بدوره، لم يعلق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حتى الآن على عملية حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي انطلقت السبت الماضي أو حرب إسرائيل على غزة.
وكان نصر الله التقى امس الاول الجمعة، في بيروت وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال إن جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين ستلقى ردا من حلفاء طهران في المنطقة، وعلى إسرائيل تحمل العواقب.
ميدانيا، اكتف حزب الله بمناوشة القوات الاسرائيلية من خلال اتبادل القصف المدفعي الخفيف والمتقطع معها في المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.

مصداقية عداء حزب الله لإسرائيل
اللافت هذه المرة هو الانتشار الواسع للنقاشات والتراشقات الإعلامية التي دار فحواها حول مدى مصداقية حالة العداء بين إسرائيل وحزب الله، في حين اعتاد أغلب الشارع العربي فيما مضى التعاطف مع الحزب عند تعرضه لهجمات إسرائيلية، والاحتفاء والاحتفال بعمليات الحزب ضد إسرائيل.
وقد رأى أغلب الشارع العربي في حزب الله (عام ٢٠٠٠) الحزب المقاوم الذي استطاع لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يحرر أرضا محتلة من خلال المقاومة العسكرية، كما أنه أستطاع في ٢٠٠٦ أن يضع حدا لأسطورة الجيش المتغطرس الذي لا يقهر والقادر على فرض إرادته.
ويتساءل الكثيرون اليوم كيف يمكن لمن قاتل في سبيل قضايا عادلة وحرر الأرض ورفع شعارات تحرير القدس، ونادى برفع الظلم عن الفلسطينيين أن يشارك في إحدى أكبر جرائم العصر الحديث وأعتاها ظلما؟
الكثير فيما مضى كانوا قد رفعوا أعلاما لحزب الله في دمشق محبة له وفخرا به واعتزازا بإنجازاته في حينها. تلك الانجازات التي كانوا يرون فيها تعبيرا صادقا عن ضمير الأمة المظلومة يروي تعطشهم للشعور بالكبرياء والنصر في زمن الهزائم والقهر، مما جعل احترام ومحبة الكثير من العرب لحزب الله ظاهرة عابرة للطوائف.
يتساءل أولئك المحبون والداعمون السابقون اليوم: هل هؤلاء المقاتلون الطائفيون الذين يقاتلون إلى جانب النظام السوري هم انفسهم الأبطال الذي صنعوا النصر في عام ٢٠٠٠ وفي عام ٢٠٠٦؟ كيف يمكن لمن قاتل في سبيل قضايا عادلة وحرر الأرض ورفع شعارات تحرير القدس، ونادى برفع الظلم عن الفلسطينيين أن يشارك في تدمير أحد الجيوش التي تهدد اسرائيل؟
للخروج من حالة الاضطراب في الوعي التي يسببها هذا التناقض يلجأ أغلب المتابعين للشأن السوري للإيمان بوجود مؤامرة وتمثيلية يجري إخراجها بدقة بين إسرائيل وحزب الله. فالبعض يصرح بأن إسرائيل تريد إنقاذ حزب الله بعد أن فقد الكثير من مصداقيته في الشارع العربي، والبعض الآخر يعد ما حصل تمثيلية جرى الاتفاق عليها من أجل خدمة مصلحة الطرفين.
ففي السياقات السياسية لا يمكن فهم الواقع بدون الاطلاع على التاريخ وفهم تطور السياق السياسي في إطاره، فحزب الله تم إنشاءه في الجنوب في عام ١٩٨٢ كي يكون الذراع العسكري لإيران. كما صرح الحزب بذلك في أكثر من مناسبة وأشهرها البيان الصادر عن الحزب في ١٦ فبراير/شباط ١٩٨٥ وفيه أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة".
رواده كانوا من الشيعة المهمشين والملتزمين مقارنة بحركة أمل. حيث إن كل أفراد الحزب هم من اللبنانيين الشيعة، ويعتبرون الولي الفقيه في إيران مرجعا دينيا وسياسيا لهم.
يقوم الحزب على الدعوة الدينية التي تحرك أتباعه وتضمن له القدرة على الحشد واستمرار الدعم والمدد، أما على مستوى القيادة فهو اليوم يتبع السياسة الإيرانية بشكل كامل وهذا أمر معروف وصرح به أمينه العام حسن نصر الله "سنكون حيث يطلب منا أن نكون". وبالتالي فإذا اقتضت مصالح إيران قصف إسرائيل أو الصلح معها أو قصف السوريين أو قصف طرابلس فسيفعل.
ومن حيث الخلاصة، فإنه بالنسبة للأتباع والمقاتلين في الحزب فهم يطيعون الأئمة الذين يمهدون لظهور المهدي. أما بالنسبة للقادة فهم ينفذون دورا وظيفيا في إطار منظومة سياسية تنسجم مع معتقداتهم.

تقاطع مصالح 
ما حدث بين إسرائيل وحزب الله لا يعني وجود مؤامرة أو اتفاق تحت الطاولة. وإنما يعني أن هناك تقاطع مصالح بين الطرفين.
وبالتالي، فهل هناك مؤامرة أو تمثيلية كما يعتقد البعض؟ الحقيقة أن هناك تقاطعا للمصالح أو تضاربا للمصالح حسب الحال والظروف. فالعداء بين حزب الله وإسرائيل هو عداء حقيقي، ولكن هذا العداء يتحول إلى فعل عدائي (حرب) أو يبقى في إطار السياسة والديبلوماسية حسب ما تقتضيه المصلحة في سياق الصورة الأكبر.
أي أن إسرائيل لن تهاجم حزب الله بشكل عنيف يؤدي به إلى سحب قواته من سوريا، لأن ذلك سيعني إسداء خدمة للثوار في سوريا وكذلك لجبهة النصرة في الجنوب السوري، ويعني هذا في المحصلة بالنسبة لإسرائيل تحويل الخطر الملموس والذي يمكن قياسه والتحكم بأفعاله (حزب الله) إلى أخطار مجهولة ولا يمكن حاليا التوقع بماهية تطورها على وجه الدقة (تطور الحال في سوريا).

وبالتالي فإن إسرائيل لن تعمل على التصعيد العسكري بما يؤدي إلى إضعاف حزب الله بشكل خطير في هذه المرحلة لأنه يخدم مصلحتها على المدى القريب والمتوسط. كما أن استمرار تورط حزب الله في سوريا سيؤدي بشكل تلقائي إلى إضعافه واستنزافه واستنزاف أعداء إسرائيل الآخرين الحاليين أو المحتملين على الجانب السوري بدون أن يكلف ذلك إسرائيل حربا جديدة.
وهذا لا يعني وجود مؤامرة أو تمثيلية أو اتفاق تحت الطاولة. وإنما يعني أن هناك تقاطع مصالح موضوعي بين الطرفين.
وفي النهاية لابد من الاشارة إلى أن حزب الله هو ابن بيئته المحلية والإقليمية بشكل كامل، حيث إنه حزب طائفي يمثل مصالح طائفة كانت مهملة ومهمشة على الدوام، ويعمل في ظل دولة يقوم نظامها السياسي على أسس طائفية محضة، ويتحرك في منطقة تستمد دولها وأنظمتها الرئيسية شرعيتها من الأيديولوجيات والمعتقدات الطائفية المؤسسة لها: إسرائيل وإيران والسعودية ثم العراق والنظام السوري.
وعليه فليس من الغريب أن نشهد ولادة ونمو وتغول حركات وأحزاب طائفية مثل حزب الله ومثل تنظيم الدولة، فغياب النظرة النقدية للتاريخ في منطقتنا يؤدي إلى إعادة تركيب وتوليد تلك البنى الأيديولوجية التاريخية في الحاضر، ولكن بأشكال أكثر تشوها وأكثر همجية نتيجة لانحراف ظروف الحاضر عن تلك التي نشأت فيها البنى التاريخية القديمة.

حقائق-خلفية عن حزب الله اللبناني
أسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله عام 1982، وهو أقوى فصيل في لبنان بفضل مقاتليه المدججين بالسلاح، زادت قوته بعد المشاركة في الحرب في سوريا منذ العام 2012.
حزب الله عبارة عن حركة سياسية وجيش غير نظامي يستمد الدعم من الطائفة الشيعية اللبنانية. وقد ساهمت الجماعة وحلفاؤها في تشكيل الحكومة الحالية في لبنان.
تعد ترسانة السلاح التي يملكها حزب الله نقطة خلاف رئيسية. وتقول الجماعة إن أسلحتها ضرورية لردع إسرائيل وفي الآونة الأخيرة رددت أن السلاح لازم لحماية البلاد من المتشددين الإسلاميين في سوريا.
شنت جماعات غير معروفة يقول مسؤولون أمنيون لبنانيون وأجهزة مخابرات غربية إنها على صلة بحزب الله هجمات انتحارية على سفارات وأهداف غربية واختطفت غربيين في الثمانينيات.
ودمر تفجيران انتحاريان مقر مشاة البحرية الأمريكية وثكنات عسكرية فرنسية في بيروت عام 1983 فقتل 241 من رجال القوات الأمريكية و58 من رجال المظلات الفرنسيين.
ومن المعتقد أن إحدى هذه الجماعات وهي الجهاد الإسلامي كانت بقيادة عماد مغنية أحد كبار قادة حزب الله والذي قتل في سوريا عام 2008 .

هل يدخل حزب الله حربا ضد إسرائيل؟

ذكرت تقارير صحفية روسية أنه رغم دعم حركة "حماس"، ليس لدى حزب الله أي خطط للتدخل في الصراع، موضحة أن احتمال تدخل الحزب المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أثار نقاشا بين الخبراء.
ونقلت عن سيمون تسيبيس، الدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بروسيا، الذي قال إن إسرائيل أرسلت فقط جنود احتياط إلى البلدات على الحدود مع لبنان بسبب تصاعد الوضع مع حزب الله في المنطقة، وذلك يعني أن مهامها ستكون دفاعية بالأساس، ولا نية لديها لغزو أراضي لبنان.
وأضاف تسيبيس أن هناك اشتباكات محدودة على الحدود، ومن المرجح عودة الوضع إلى طبيعته، لكنه يستدرك بالقول إن الظروف التي قد تستجد قد تجعل من فرص تصعيد الصراع بين حزب الله وإسرائيل عالية جدا.
وتابع بأن حزب الله يتمتع بقدرة عسكرية كبيرة نظرا لتلقي أعضائه تدريبات جيدة، بما في ذلك على يد مدربين أجانب. وتستطيع القوات الإسرائيلية صد هجوم هذه المجموعة، ولكن سيكون من الصعب للغاية على إسرائيل القتال على جبهتين في نفس الوقت. في هذه الحالة، "ستحتاج تل أبيب إلى مساعدة الحلفاء مثل الولايات المتحدة".
ونقل التقرير عن رئيس المنظمة التي تعنى بالمهاجرين الروس إلى إسرائيل "نتيف"، يعقوب كدمي قوله إنه "في ظل وجود خطر من انضمام حزب الله إلى الهجمات على إسرائيل، قرر الجيش الإسرائيلي اتخاذ تدابير احترازية، لتعزيز الدفاع وحماية القرى الحدودية ووقف قصف العدو".
وأضاف كدمي أن معظم قوات إسرائيل موجودة في الوقت الراهن في الجنوب، ومن المستبعد دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس.
ويرى كدمي أن حزب الله لا يشكل تهديدا للجيش الإسرائيلي، ومع ذلك، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار امتلاك التنظيم اللبناني للعديد من الصواريخ والقذائف، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، القادرة على استهداف المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية على غرار محطات الطاقة.
ووفقا للخبير في الشؤون العسكرية والدولية ألكسندر أرتامونوف يبلغ قوام الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك جميع جنود الاحتياط، أكثر من نصف مليون جندي وهو مجهز بأحدث التقنيات، فضلا عن أحدث الدبابات والطائرات والأنظمة المضادة للطائرات.
وأضاف بأنه على الحدود مع لبنان، توجد ألوية على درجة عالية من الاستعداد تضم جنودا محترفين وجنود احتياط، موضحا أنه مقارنة بإسرائيل، تعتبر إمكانيات حزب الله ضعيفة في ظل امتلاك عناصره أسلحة خفيفة، لكن من الخطأ مقارنة الجيشين من حيث الخصائص التقنية البحتة.

وثيقة امريكية سرية
وفقا لوثيقة استخباراتية أميركية سرية للغاية، حصلت صحيفة واشنطن بوست على نسخة حصرية منها، من غير المرجح أن يشن حزب الله، اللبناني المدعوم من إيران، هجوما واسع النطاق في إسرائيل. 
واعتبارا من أوائل هذا العام، رأى محللو الاستخبارات الأميركية أن توازنا متوقعا وإن كان لا يزال عنيفا بين إسرائيل وحزب الله يقلل من خطر نشوب حرب شاملة في عام 2023.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الافتراضات اختبرت في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس الأسبوع الماضي في جنوب إسرائيل، والذي فاجأ المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين بشكل شبه كامل.
فبحسب تحليل أعدته مديرية الاستخبارات لهيئة الأركان المشتركة في فبراير/شباط، استقرت إسرائيل وحزب الله على موقف "الردع المتبادل" منذ إبرام الاتفاق التاريخي في أكتوبر/تشرين الثاني 2022، الذي وافق فيه كل من لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها. 
وكانت الصفقة، التي استغرق إعدادها 11 عاما، بمثابة انفراجة وسمحت لكل دولة باستكشاف حقول الغاز المربحة قبالة سواحلها.
وأفادت وثيقة الإحاطة الأميركية، أن إسرائيل وحزب الله اتخذا خطوات "للحفاظ على الاستعداد" لاستخدام القوة، لكنهما ظلا "ضمن أنماط الاشتباك التاريخية"، مما يعني تجنب وقوع إصابات والرد على الاستفزازات بطريقة متناسبة.
ووفقا للتحليل الأميركي، "حتى خلال فترات التوتر المتصاعدة"، كانت إسرائيل وحزب الله يعتزمان "إظهار القوة مع تجنب التصعيد". وعلى سبيل المثال، توضح الوثيقة، أن إسرائيل قد تنفذ عمليات تخريبية في لبنان أو تطلق النار على أرض فارغة، بينما يقوم حزب الله بإسقاط مسيرة إسرائيلية أو إطلاق صواريخ على الجزء الشمالي من البلاد.

اعمال مصممة لتجنب اصابات
ومع أن هذه الأعمال استفزازية، لكنها مصممة لتجنب وقوع إصابات. ويستطيع كل جانب أن يثبت للآخر أنه على أهبة الاستعداد وقادر على الضرب دون إشعال أعمال عدائية على نطاق واسع.
لكن التحليل، كما ذكرت واشنطن بوست، يشير إلى عوامل أخرى يمكن أن تقلب هذا التوازن، بما في ذلك "عدم قدرة حزب الله على كبح جماح المسلحين الفلسطينيين" مثل حماس التي تعمل أيضا في لبنان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في أبريل/نيسان أطلق 34 صاروخا من جنوب لبنان على إسرائيل، وهو هجوم قال الجيش الإسرائيلي إن نشطاء حماس نفذوه، الذين التقى قادتهم بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في اليوم السابق في لبنان.
وختمت بالإشارة إلى تهديد المجموعات المسلحة الأخرى المعادية لإسرائيل في المنطقة، مثل مجموعة الحوثي في اليمن وكتائب حزب الله في العراق التي هددت بالرد على مساعدة الجيش الأميركي لإسرائيل.
.... أخيرا يجب ان نعرف علاقة اليهود بايران، لنعرف امكانية تدخل تلك الاذرع في مواجهة اسرائيل إلى جانب حماس الفلسطينية.

تاريخ اليهود في إيران
تشير المصادر التاريخية إلى أن بدايات التاريخ اليهودي في إيران يعود إلى العصور التوراتية المتأخرة (منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد). ففي سفرعزرا، يُنسب إلى الملوك الفارسيين السماح لليهود بالعودة إلى القدس وإعادة بناء هيكلهم وتمكينهم من ذلك. أعيد بنائه "حسب مرسوم كورش وداريوس وأرتحشستا ملك فارس» (عزرا 6:14). حدث هذا الحدث العظيم في التاريخ اليهودي في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، وفي ذلك الوقت كانت هناك جالية يهودية راسخة ومؤثرة في بلاد فارس.
اليهود يندبون على أنقاض القدس. أعاد كورش وداريوس وأرتحشستا بناء أورشليم، من "يومنا في ضوء النبوءة" ، 1921.
عاش اليهود الفارسيون في أراضي إيران الحالية لأكثر من 2700 عام، منذ أول شتات يهودي عندما غزا الملك الآشوري شلمنصر الخامس مملكة إسرائيل (الشمالية) (722 قبل الميلاد) وأرسل بني إسرائيل (القبائل العشر المفقودة) إلى الأسر. 
عاش اليهود الذين هاجروا إلى بلاد فارس القديمة في الغالب في مجتمعاتهم الخاصة. تشمل المجتمعات اليهودية الفارسية المجتمعات القديمة (وحتى منتصف القرن العشرين التي لا تزال موجودة) ليس فقط في إيران، ولكن أيضًا المجتمعات الأذربيجانية والأرمنية والجورجية والعراقية والبخارية واليهودية الجبلية.
تم عزل بعض المجتمعات عن المجتمعات اليهودية الأخرى، لدرجة أن تصنيفهم على أنهم «يهود فارسيون» هو مسألة تتعلق بملاءمة لغوية أو جغرافية وليس علاقة تاريخية فعلية مع بعضهم البعض. خلال ذروة الإمبراطورية الفارسية، يُعتقد أن اليهود شكلوا ما يصل إلى 20 ٪ من السكان. يتتبع اليهود تراثهم في إيران إلى المنفى البابلي في القرن السادس قبل الميلاد واحتفظوا بهويتهم العرقية واللغوية والدينية. ومع ذلك، تشير دراسة قطرية لمكتبة الكونغرس عن إيران إلى أنه «على مر القرون أصبح يهود إيران غير مميزين جسديًا وثقافيًا ولغويًا عن السكان غير اليهود. الغالبية العظمى من اليهود يتحدثون الفارسية كلغة أم، وتتحدث أقلية صغيرة، الكردية». في عام 2012، أفاد الإحصاء الرسمي الإيراني عن 8756 مواطنًا يهوديًا، بانخفاض عن 25000 في عام 2009.

بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس، منح اليهود، إلى جانب المسيحيين والزرادشتيين، مكانة أهل الذمة، وهم رعايا أدنى في الإمبراطورية الإسلامية. سُمح للذميين بممارسة شعائرهم الدينية، لكنهم أُجبروا على دفع ضرائب (الجزية، ضريبة الرأس، وفي البداية أيضًا ضريبة الخراج، ضريبة الأرض) لصالح الفاتحين العرب المسلمين، وكتعويض عن إعفائهم من الخدمة العسكرية والزكاة المفروضة على المسلمين. كما طُلب من أهل الذمة الخضوع لعدد من القيود الاجتماعية والقانونية، على الرغم من تخفيف بعض هذه القيود في بعض الأحيان، إلا أن الحالة العامة لعدم المساواة ظلت سارية حتى الغزو المغولي. يذكر المؤرخ الفارسي استاخري من القرن العاشر ذلك:
استوطن اليهود جميع الأراضي من أصفهان إلى تستر (تستر) بأعداد كبيرة لدرجة أن المنطقة بأكملها كانت تسمى يهوديستان (أرض اليهود).

يهود همدان عام 1918
حدث مزيد من التدهور في معاملة اليهود الفرس في عهد الصفويين الذين أعلنوا الإسلام الشيعي دين الدولة. وسعى الحكام الفارسيون، وإلكثيرمن السكان، إلى الحد من الاتصال الجسدي بين المسلمين واليهود. 
بحلول عام 1905، كان العديد من يهود أصفهان يتاجرون بالأفيون. هذه التجارة التي كانت مربحة للغاية، تضمنت التجارة مع الهند والصين. عُرف أن رئيس يهود أصفهان على اتصال بمنزل ديفيد ساسون.
وبرز اليهود في التجارة في مشهد وأقاموا علاقات تجارية مع البريطانيين الذين فضلوا التعامل معهم. بعد اغتيال نادر عام 1747، لجأ اليهود إلى التجار البريطانيين والتركمان السنيه للحصول على الدعم السياسي. 
في ذلك الوقت، أقام اليهود علاقات وثيقة مع البريطانيين وقدموا لهم الدعم المصرفي والاستخباراتي.
شارك يهود إيران بنشاط في الثورة الدستورية الفارسية. يظهر هنا تجمع يهودي يحتفل بالذكرى الثانية للثورة الدستورية في طهران.

سلالة بهلوي (1925-1979)
نفذت سلالة بهلوي إصلاحات تحديثية أدت إلى تحسين حياة اليهود بشكل كبير، ودُمجت اللغة العبرية الحديثة في مناهج المدارس اليهودية وتم نشر الصحف اليهودية. كما سُمح لليهود بشغل وظائف حكومية.
وفي عام 1915، افتتح شقيقان يهوديان، مردخاي وآشربن أفراهام، أول صحيفة يهودية تسمى «شالوم». نقلت هذه التغييرات ميزان القوى في المجتمع اليهودي من الشيوخ والحاخامات إلى الشباب. أدى إنشاء المنظمة الصهيونية لبلاد فارس إلى تسريع نقل السلطة إلى الشباب اليهود. لقد فهم يهود فارس أن «صهيون» هو الاسم التوراتي للقدس وأن الصهيونية توضح نهاية السبي وبداية الخلاص. كتب الصهيوني الفارسي عزيزبن يونا نعيم في أوائل عشرينيات القرن الماضي: «الصهيونية ليست سوى اسم جديد ومؤسسة جديدة، لأن الفكرة الصهيونية موجودة في الفكر اليهودي منذ أكثر من ألفي عام». في أعقاب النشاط الصهيوني، هاجر العديد من اليهود إلى فلسطين. 
خلال الثورة الإيرانية، انضم العديد من اليهود الإيرانيين إلى الثوار من أجل فقد هويتهم اليهودية ويكونوا جزءًا من اليوتوبيا التي وعدت بها الثورة. في صيف عام 1978، تظاهر7000 يهودي ضد الشاه في احتجاجات عاشوراء. تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد المشاركين اليهود في الاحتجاجات يصل إلى 12000 تقريبا جميع الزعماء الدينيين للطائفة اليهودية مثل يديديا شوفيت، اورييل دفيديد، ويوسف الحمداني كوهي.
في تشرين الثاني (نوفمبر) 1978، التقى قادة الجالية اليهودية بآية الله طلقاني وتعهدوا بدعمهم للثورة، في أواخر عام 1978، التقى قادة الجالية اليهودية بآية الله الخميني في باريس وأعلنوا دعمهم للثورة.
في وقت إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948، كان هناك ما يقرب من 140.000 - 150.000 يهودي يعيشون في إيران، المركز التاريخي لليهود الفارسيين. هاجر حوالي 95٪ منذ ذلك الحين، مع تسارع الهجرة بعد الثورة الإسلامية عام 1979، عندما انخفض عدد السكان من 100.000 إلى حوالي 40.000. في أعقاب الثورة الإيرانية، هاجر حوالي 30 ألف يهودي إيراني إلى إسرائيل، بينما ذهب كثيرون آخرون إلى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.
على الرغم من أن الحكومة الثورية الجديدة روجت للمشاعر الملتهبة المعادية لإسرائيل بين أتباعها، إلا أن العديد من العلاقات التجارية لا تزال قائمة حتى بعد الثورة. بعد الثورة، كان بيع النفط الإيراني صعبًا للغاية بسبب العقوبات. أرسل مارك ريتش، وهو رجل أعمال إسرائيلي سويسري، مديريه التنفيذيين في شركة جلينكور إلى طهران وأقام علاقات تجارية كبيرة مع الحكومة الجديدة. كان ريتش رجل الأعمال الوحيد القادر على تصدير النفط الإيراني من 1979 إلى 1995. 
وزعم في سيرته الذاتية أنه قام بتصدير النفط الإيراني إلى إسرائيل عبر خط أنابيب سري بين البلدين. وادعى كذلك أن كلا البلدين كانا على علم بهذه الصفقة. حصل ريتش على أسلحة عسكرية لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية. في مناسبات عديدة، ساعد ريتش عملاء الموساد في إيران. بسبب نشاطه في انتهاك العقوبات الأمريكية، وجدت الحكومة الأمريكية أن مارك ريتش مذنب وحكمت عليه. ومع ذلك، أصدر بيل كلينتون عفواً عن ريتش في وقت لاحق في آخر يوم له في منصبه. كتب رؤساء الموساد السابقون أفنير أزولاي وشبتاي شافيت شخصيًا إلى كلينتون للمطالبة بالعفوعنه. أضافة إلى ذلك، لا تزال هناك العديد من العلاقات التجارية الأخرى بين إيران وإسرائيل. تستورد إسرائيل معظم الفستق الحلبي من إيران، وقد أثارهذا الأمر غضب منتجي الفستق في كاليفورنيا والحكومة الأمريكية في مناسبات عديدة. في عام 2011، كانت شركة مجموعة عوفر إخوان الإسرائيلية مدرجة في قائمة الشركات التي انتهكت العقوبات الإيرانية. ذكرت Ynet أن التجارة الإسرائيلية الإيرانية، التي تجريها سرا وبشكل غير قانوني من قبل عشرات الشركات الإسرائيلية، تبلغ عشرات الملايين من الدولارات سنويا. يتم تمرير الكثير من هذه التجارة من خلال دولة ثالثة.
تزود إسرائيل إيران بالأسمدة وأنابيب الري والهرمونات لإنتاج الحليب والبذور والفواكه، في مقابل ذلك، تزود إيران إسرائيل بالرخام والكاجو والفستق. بناءً على نفس التقرير الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2000، طلبت الحكومة الإيرانية من شركة إسرائيلية قامت ببناء أنابيب الصرف الصحي في طهران قبل 30 عامًا، زيارة البلاد لإجراء أعمال تجديد. بعد ذلك بوقت قصير، قام مساعد المدير العام لوزارة الزراعة الإيرانية بزيارة إسرائيل سراً ومكث في فندق تل أبيب هيلتون. وأعرب عن اهتمامه بشراء أنابيب الري والمبيدات والأسمدة.
وتختلف تقديرات السكان اليهود في إيران حتى تعداد 2011. في منتصف وأواخر الثمانينيات، قُدرت بـ 20.000 - 30.000، وارتفعت إلى حوالي 35.000 في منتصف التسعينيات. يبلغ عدد السكان اليهود الحاليين في إيران 8756 وفقًا لآخر تعداد إيراني 2012/2013. تقدر المكتبة الافتراضية اليهودية إجمالي عدد اليهود في إيران في عام 2019 بـ 8300.