Image

وسط أنباء عن توزيع أغذية خطرة على الأطفال.. خبير اقتصادي: التحذيرات الدولية من "الجوع" في اليمن حقيقة واقعة

أكد محمد جمال الشعيبي، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن، أن التحذيرات والتقارير التي تتحدث عنها منظمات دولية حول الجوع في اليمن حقيقة واقعة، حيث أصبح الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن سيئا جدًا وفي تدهور مستمر.

وأضاف في حديثه لوكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الثلاثاء: "إن هدنة وقف إطلاق النار التي بدأت العام الماضي 2022م خفضت المواجهات العسكرية بشكل كبير وملحوظ، إلا أن هذا الأمر لم ينعكس على الجانب الاقتصادي والإنساني بالاستقرار والتحسن، نتيجة للتطبيق الخاطئ أو يمكن القول استغلال هذه الهدنة من بعض أطراف الصراع لتنمية مواردها".


وقال أستاذ الاقتصاد السياسي:" إن أغلب السلع والخدمات الداخلة إلى البلاد تذهب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بحكم الكثافة السكانية الأكبر هناك، أما التجار الذين لا يستجيبون لذلك ويستوردون عبر ميناء عدن يتعرضون بعد ذلك للمضايقات والجبايات في المنافذ الرابطة بين المناطق المحررة وغير المحررة والتي تصل إلى قيمة الجمارك في الموانئ، مما يجبر التجار على الخضوع لتوجيهاتهم".
وأوضح الشعيبي، أن استمرار إيقاف تصدير النفط الخام إلى الخارج هو الآخر أمر كارثي، فكلما طالت فترة المنع زادت وتيرة الانهيار الاقتصادي وسرعة السير نحو الهاوية، فقد أصبحت الحكومة الشرعية شبه عاجزة عن الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها بتوفير السلع والخدمات ودفع المرتبات، وتلقي اللائمة في تدهور المالية العامة على وقف تصدير النفط الخام بسبب هجمات وتهديدات جماعة الحوثي المتكررة، إلى جانب التطبيق الخاطئ لقرار فتح ميناء الحديدة.
وكان رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك أقر في مقابلة مع "العربي الجديد"، بأن حكومته لن تتمكن من توفير الخدمات والمرتبات والمحافظة على سعر العمل لأكثر من ثلاثة اشهر إذا استمر الحال على ما هو عليه، دون تدخلات خارجية.

 
وتابع أستاذ الاقتصاد السياسي، أنه منطقيًا في كل ما سبق أن الاقتصاد اليمني مستمر في السير نحو الهاوية، وفي ظل تراجع وانخفاض مستوى المساعدات الخارجية الفترة الأخيرة، حيث شهدت أسعار السلع والخدمات ارتفاع قيمتها أكثر من 300 في المئة خلال هذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة.
ولفت الشعيبي، إلى أن نجاح مساعي وقف الحرب سوف تعمل على وقف انهيار الاقتصاد اليمني والحد من تداعيات الأزمة الإنسانية، إذا ما تم تحقيق السلام على أسس صحيحة وعادلة تفضي إلى قبول جميع الأطراف وتحقيق التوازن على الأرض بعكس ما هو حاصل على الواقع.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.

تحذيرات من توزيع أغذية خطرة
وفي هذا الخصوص نقل موقع تلفزيون العربي القطري، عن بعض صفحات منصات التواصل الاجتماعي في اليمن التي تناولت منشورًا يستند إلى خبر وصفه التلفزيون بالمفبرك يحذّر من أغذية خطرة توزعها الأمم المتحدة على أطفال اليمن. 
ووفقا للتلفزيون، فأن مصدر الخبر، هو الحساب العشوائي للمدون وائل الكمندار الذي كتب: "بسكويت من نوع خاص سيتم توزيعه عبر منظمات دولية على طلاب المدارس في اليمن، وهو ليس منتهي الصلاحية ولا يسبّب أمراضًا ولا يشوه أجسادًا إنما يحتوي على مواد أشد خطورة من ذلك، مواد تثير الغرائز الجنسية عند الأطفال وتحفزها وتعمل على رفع القدرة الجنسية".وختم منشورة بعبارة: "عمموا المنشور ليعلم الجميع وليأخذوا ثأرهم وحذرهم".

بسكويت عالي الطاقة
والبسكويت الذي يشير إليه الكمندار اسمه بسكويت عالي الطاقة. ويورد الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وصفا مفصلا عنه، فهو بسكويت مدعّم بالمواد والعناصر الغذائية بشكل أكثر كثافة وتنوعًا من البسكويت العادي. 
تورد منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وصف مفصل عن البسكوبت عالي الطاقة- يونيسف.
وبمراجعة حسابات ومواقع وزارات الدول العربية المعنية والمستفيدة من مساعدات المنظمة الدولية كوزارة الإدارة المحلية والبيئة، لا نجد أي شكاوى عن ضرر أو سمية البسكويت المذكور أو أي مواد إغاثية أخرى مقدمة من منظمات الأمم المتحدة.

فوائد المنتجات عالية الطاقة
وعند تتبع الأخبار الواردة في اليمن عن هذا الموضوع، نجد تصريح نائب عميد كلية العلوم البيئية والأستاذ المساعد في قسم علوم تكنولوجيا الأغذية بكلية العلوم البيئية بجامعة حضرموت الدكتور علي محمد باعباد لموقع "حضرموت بوست" قال فيه إن المنتجات عالية الطاقة ضرورية خصوصًا عند الذين لا يجدون ما يسدّ رمقهم أي عند من يعانون سوء التغذية بنقص البروتين والطاقة. 
وهنا يلزم توفير متطلبات الطاقة الضرورية لهم سواء كانوا أطفالًا أو كبارًا ذكورًا أو إناثًا، فالجميع يستلزم أن تزود أجسادهم بالطاقة الضرورية للحياة وإلّا فلا يستطيع الجسم القيام بالمهام اللازمة. 
وفي مايو الماضي، حذّرت "اليونيسف"، من أن ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر المجاعة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، تضمن توفير التمويل الكافي لتقديم المساعدات المنقذة لحياتهم.