Image

"سليماني" يسبب أزمة رياضية آسيوية .. طهران تنقض عهدًا حديثًا مع السعودية وتثير إحتجاجات داخلية

في سابقة هي الأولى من نوعها في اطار الرياضة أن تتدخل السياسة في هذا المجال، لا يحدث هذا إلا في إيران الدولة الراعية للإرهاب العالمي، والتي عملت بشكل مقصود على نصب تمثال للإرهابي الدولي "قاسم سليماني" المسؤول عن عمليات قتل وتنكيل وإرهاب في دول عربية وعالمية عدة، وتم تصفيته من قِبل القوات الأمريكية.

ورغم وجود إتفاق مسبق بين الإتحاد السعودي لكرة القدم ونظيره الإيراني، في إطار التقارب الأخير بين البلدين الذي جاء عقب رعاية الصين لإتفاق بين الدولتين أنهى حالة قطيعة دبلوماسية دامت عقد من الزمن، وتضمن الإتفاق أن تجري مباريات الأندية والمنتخبات بين الجانبين بطريقة الذهاب والإياب في إطار البلدين، وليس عبر بلد محايد آخر.

إيران لا تحفظ عهدًا 
وكما يجري دائمًا في إطار المفاوضات الايرانية مع الدول الغربية حول الملف النووي، وما يجري من قِبل أذرعها في المنطقة، ومنها مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، فإنها لا تفي بتنفيذ أي إتفاق، ولا تحفظ عهدًا، وهي طريقة إيرانية خاصة.

لكن هذه المرة وصلت إلى الرياضة، حيث عمدت إلى استفزاز الفريق الضيف القادم من جدة السعودية، ووضعت على مداخل الملعب صورًا وتمثالًا للإرهابي سليماني، دون أي داعٍ لذلك، ولا هدف، سوى استفزاز الفرق العربية القادمة إلى الملعب، والتي اكتوت بلدانها بنيران إرهاب سليماني والحرس الثوري.

تداعيات المباراة

رفض لاعبو نادي إتحاد جدة السعودي الدخول إلى أرض ملعب "نقش جهان"، الذي يستضيف مباراة "النمور" مع نادي سباهان أصفهان الإيراني، في دوري أبطال آسيا، مساء الاثنين.

وذكرت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية أن "الجهاز الإداري وبعض لاعبي الإتحاد هم من أبلغوا مراقب وطاقم حكام المباراة عن الصور واللافتات السياسية، وطلبوا إزالتها حتى تقام المباراة في ظروف طبيعية".
وتداول مغرّدون عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، لقطات مصورة تُظهر وجود تمثال لقاسم سليماني في ممر الدخول إلى الملعب.

وذكرت "الإخبارية" أن "مراقب وطاقم حكام اللقاء طلبوا من المسؤولين الإيرانيين إزالة التماثيل واللافتات، وتم الرفض من قِبل مسؤولي سباهان الإيراني، لتغادر بعثة نادي إتحاد جدة غرفة الملابس في الملعب وتتجه إلى المطار ومنه الى السعودية.

إحتجاجات في أصفهان
وشهد ملعب سباهان أصفهان إحتجاجات واعمال شغب من قِبل الجمهور الرياضي الإيراني، على خلفية إلغاء المباراة، ونددوا، وفقًا لمصادر إعلام إيرانية، بالاستفزازات التي أقدمت عليها الجهات الإيرانية بنصب تمثال لقاسم سليماني في ملاعب الرياضة.

وعلى عكس ما كان متوقع من الجهات الإيرانية الاستفزازية، فقد انقلب السحر على الساحر، حيث إمتدت الإحتجاجات الرياضة من مدرجات الملعب عقب إلغاء المباراة، إلى محيط وشوارع أصفهان، والتي رفعت شعارات مُنددة بتدخل السياسة في الرياضة، ومطالبة بإلغاء كل تلك الإجراءات والتماثيل والصور المستفزة عن جدران الملاعب ومحيطها ومداخلها.

بيان الاتحاد
وأصدر نادي اتحاد جدة السعودي بيانًا رسميًا بشأن إلغاء مباراته أمام نادي سباهان الإيراني، التي كانت مقررة مساء الإثنين، ضمن الجولة الثانية بمجموعات دوري أبطال آسيا.
وذكر الاتحاد، عبر حسابه على منصة "إكس": " يود نادي الاتحاد الإيضاح أنه بعد وصوله للملعب الذي ستقام فيه المباراة مع نادي سباهان، تم إبلاغه من قِبل مراقب الاتحاد الآسيوي أن المباراة لن تقام وفق الموعد المحدد وبإمكان الفريق مغادرة الملعب".
وأضاف: "ووفقًا لذلك، غادرت بعثة النادي الملعب. ونادي الاتحاد سيتابع حيثيات القرار، ويدعو الاتحاد الآسيوي لحفظ حقوق النادي التي كفلتها الأنظمة واللوائح".

وأتم: "في هذا الإطار، يشكر النادي الاهتمام والمتابعة التي حظي بها من قِبل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيران، ووزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكره القدم".

قرار الآسيوي
وكان الاتحاد الآسيوي، قرر إلغاء المباراة بسبب ظروف غير متوقعة حسبما أعلن في بيانه، مؤكدًا أنه سيتم إحالة الأمر للجان المختصة.
وذكرت مصادر، أن سبب الأزمة هو وجود تمثال لقاسم سليماني، المسؤول البارز الراحل في الحرس الثوري الإيراني داخل ملعب المباراة، وهذا يعتبر فعلًا غير رياضي.

بعد مرور شهر
من جانبها، أشارت "سي إن إن عربية"، إلى أن ذلك يأتي بعد مرور نحو شهر من إعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إتفاق الاتحاد السعودي مع نظيره الإيراني على إقامة المباريات بنظام الذهاب والإياب على أراضيهما، بدلاً من خوضها في ملاعب محايدة، كما كان متبعًا منذ عام 2016م.
في مارس الماضي، وقعت المملكة العربية السعودية وإيران إتفاقًا لاستئناف العلاقات برعاية صينية، بعد 7 سنوات من انقطاع العلاقات، وتفاقم التوترات الإقليمية على هامش الخلاف بين البلدين.
خلال سنوات الخلاف، لعب قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي قٌتل في غارة أمريكية في بغداد مطلع عام 2021م، دورًا بارزًا في تعزيز نفوذ إيران الإقليمي، لا سيما في اليمن، بينما كان التحالف في اليمن بقيادة السعودية، في حرب مع الحوثيين المدعومين من طهران والذين تبنوا هجمات بصواريخ ايرانية طالت أهدافًا اقتصادية داخل المملكة العربية السعودية.