Image

الحوثي .. انتهاك للطفولة بحجم جرائم الحرب

أضحت جبهات القتال مسرحًا كبيرًا تُمارِس فيه مليشيا الحوثي انتهاكاتها بحق الطفولة، ترتقي إلى جرائم حرب، بحسب المواثيق والمعاهدات الدولية ، ولولا أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين لصالح العصابة الانقلابية التي لا تتوقف عن تجنيد الأطفال الأبرياء والزج بهم  إلى الصفوف الأولى في معارك مع الجيش الوطني، لوجدنا قاداتها  ملاحَقون دوليًا، بدلًا من التحركات المشبوهة لحمايتهم وجعلهم طرفًا في محادثات إنهاء الحرب باليمن .

ـــــــــــ سماسرة التحشيد

تجنيد الأطفال ليس جديدًا على جماعة الحوثي، فهي ضلعية بهذا النشاط الغير قانوني، الذي  يدخل ضمن أجندة تأسيسها في الثمانينيات. حركة إرهابية أظهرت التجنيد علنًا عن طريق السماسرة، والمشرفين، والمدرسين، وكبار السن، وعقال الحارات، والزينبيات. يقومون باستقطاب الأطفال، وتحويلهم إلى ادة حربية بإيعاز من الحرس الثوري الإيراني، حتى أصبح الأطفال يرتدون  البزات العسكرية والسلاح على أكتافهم، وهم يعتلون الأطقم المليشاوية، وقد خلعوا البراءة واستبدلوها بوحشية السلاح.

ــــ أطفال وقود للحرب

إن استخدام الأطفال وقودًا لإشعال نار الحرب لمواجهة القوات الحكومية في جبهات القتال في حرب غير متكافئة مع جيش نظامي، هو ما عقد سير المعارك، وكشف الفارق بين مليشيا لا تكثرت بتحشيد الأطفال، وزجهم إلى المناطق المشتعلة بنيران المدافع والدبابات، و بين الدولة التي تحتم عليها مسؤوليتها الوطنية، عدم توجيه أسلحتها تجاه أطفال غرر بهم إرهاب الحوثي، 
مسؤوليتها تبدأ من خلال تبني برامج تخلصهم من الأفكار الهدامة التي غسلت بها عقولهم، وزرعت الحقد  في نفوسهم .

      ــــ أطفال يعودون بتوابيت

بعد انقلاب مليشيا الحوثي، شاهدنا أطفالًا ممنطقين بالسلاح في نقاط التفتيش، وفي الخطوط الأمامية التي غابت عنها قيادات المليشيا وتركتها للأطفال، الأمر الذي أدى إلى قتل وجرح أعداد كبيرة منهم، وعادوا إلى ذويهم محملين بتوابيت وزوامل حوثية تحث ما تبقى من الأطفال عل  الانخراط في صفوفها تحت كذبة وخديعة كبرى أنهم يقاتلون امريكا واسرائيل وحماية الأرض والعرض .

ـــــــــ أرقام مرعبة بتجنيد الأطفال

أرقام مرعبة ومخيفة في أعداد تجنيد الأطفال والزج بهم إلى جبهات القتال و استقطابهم، حسب ما كشفته تقاربر دولية ومنظمات معنية بالطفولة. وتلعب المساعدات الإنسانية الدولية دورًا مهمًا في التجنيد، و تستغل حاجة الناس لهذه المساعدات ويحوّلها الحوثي لمجهوده الحربي في تجنيد الأطفال إلى معسكرات لاستيعاب المئات منهم وإخضاعهم لأكثر من دورة، تبدأ ببرنامج يُطلق عليه "ثقافية" تستقدم المشرفين  لإخضاع الطفل لغسيل دماغ و تخلق منه متمردًا على مجتمعه، بعد تحويله إلى مجرد تابع لعناصرها المليشاوية يأتمر بأمرها، حتى وإن تطلب الأمر ارتكاب ما يُعرف بالعنف الأسري في حق أبيه أو أخيه بمجرد أن عارضوا مشاركته في القتال مع العصابة الطائفية .

ونظرًا للأزمة الاقتصادية العميقة التي يواجهها اليمن حاليًا، فقد وقع الأطفال ضحايا للاستغلال الاقتصادي وسط الفقر المتزايد.
وتشكو الأُسر أن أطفالهم يُخطفون و يؤخذون عنوة إلى معسكرات التدريب التي يُشرف عليها خبراء إيرانيين ومن حزب الله من دون علمهم، يتم أخذهم عنوة من المدارس والمساجد وتدريسهم على ملازم زعيم الحوثيين الهالك حسين بدر الدين الحوثي، وزراعة ثقافة الحقد على كل من يخالف الحوثيين أو يتعرض لشعاراتهم الزائفة وعقائدهم الباطلة ومن يعارضهم تُمارَس ضده شتى صنوف التعذيب والترويع يصل الى الاعتداء الجنسي.


ـــــــ مراقبة الأُسر لأطفالها

على الرغم من الانتهاك الحوثي وجرمه بحق الطفولة، إلا أن دور المنظمات الأممية يكاد يكون غائبًا في ممارسة أقصى الضغوط على جماعة الحوثي لوقف تجنيد الأطفال وإطلاق سراح جميع  المجندين لديها، وإعادة تأهيلهم  والعمل على عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجرائم من العقاب، على اعتبار أن مليشيا الحوثي تعهدت بوقف تجنيد الأطفال بصفوفها إلا أن تعهداته لم تحقق على أرض الواقع، فمازال التحشيد على أشده في ظل تخادل المجتمع الدولي وصمت الأمم المتحدة على الانتهاكات الحوثية بحق اطفال اليمن.

لهذا يتطلب من الأُسر مراقبة أطفالها ومنعهم من الاختلاط بمشرفي الحوثي في أحيائهم حتى لا يتم استغلال أطفالهم،و لإنقاذهم من قبضة مليشيا  الحوثي، وإعادتهم إلى مجتمعهم فاعلين يساهمون في المستقبل في بناء وطنهم من خلال حمل القلم، بذلًا من السلاح الذي يشكّل معول هدم تستخدمه عصابة الحوثي لتدمير أركان الدولة والعودة بها إلى العصور الغابرة .