Image

أول تحرك لقبيلة "بكيل" ضد مليشيات الحوثي والإخوان في الجوف

شهدت الأيام القليلة الماضية، أول تحرك لقبيلة "بكيل"، أحد أكبر قبائل اليمن، وأكثرها انتشارً وعدد سكان، ضد مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، وحزب الإصلاح "ذراع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن"، إنطلاقًا من محافظة الجوف الواقعة شرق العاصمة صنعاء.


وأكدت مصادر قبلية، عقد لقاء موسع ضم مشايخ ووجهاء قبيلة "دهم"، وعدد من مشايخ القبائل الأخرى في محافظة الجوف، وممثلين عن السلطة المحلية والأحزاب السياسية والقيادات العسكرية التابعة للحكومة اليمنية، بدعوة من الشيخ  فهد بن محمد بن ناجي الشايف، أحد أبرز مشايخ بكيل.
ووفقا للمصادر، فإن الاجتماع الذي عُقد في منطقة قريبة من منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية، تتبع  وادي "الريان" الممتد من صحراء الجوف إلى الحدود السعودية، التابع إداريًا لمحافظة الجوف اليمنية.


وأشارت المصادر، إلى أن الاجتماع طالب بسرعة استكمال تحرير محافظة الجوف، من مليشيات الحوثي، وإنهاء الفوضى التي تسببت بها عناصر حزب الإصلاح "الاخوان"، وأدت إلى وقوع المناطق المحررة بيد الحوثي مطلع العام 2020م.
وكان عدد من قيادات تنظيم الإخوان "حزب الإصلاح" عمدت إلى تسليم المناطق المحررة الممتدة من مديرية المتون، إلى مدينة الحزم عاصمة الجوف، للحوثيين مطلع العام 2020م، دون قتال وسلمتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، في إطار الخيانة التي ارتكبتها تلك الجماعة بحق الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية، والتي أدت لتسليم جبهات صنعاء، وعدد من مديريات جنوب مأرب وشبوة للمليشيات الحوثية دون قتال، قبل ان تتمكن قوات العمالقة الجنوبية من استعادة مديريات شبوة وحريب مارب من الحوثيين مطلع العام 2022م، ليتم بعدها التوقيع على هدنة اممية هشة ما زالت مستمرة دون تجديد من الحوثيين.


وأكدت المصادر، بأن الاجتماع الذي تم تأجيله سابقًا، نظرا لمحادثات وفد من الحوثيين مع الجانب السعودي، أقر العديد من البنود التي تشدد على أهمية استكمال التحرير من خلال وضع الأطر المناسبة لتعزيز التلاحم بين ابناء محافظة الجوف، وتوحيد جهودهم نحو هدف التحرر من الحوثيين.
وأوضحت المصادر، بأن الاجتماع أكد أهمية تنمية المحافظة التي طالها الإهمال والحرمان من أبسط المشاريع الخدمية طوال العقود الماضية نتيجة استحواذ عناصر الإخوان على مواردها وموازناتها المعتمدة من الدولة، والتي رفضت حتى تسلم السلطة للمحافظ المعين من قبل الحكومة اليمنية حسين العواضي، كما أكد حق أبناء الجوف في التمثيل العادل بالحكومة ومختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية، بما فيها السلك الدبلوماسي.


وأفادت، بأن الاجتماع شدد على ضرورة إنصاف محافظة الجوف، وإعادة الاعتبار لها، باعتبار ذلك مقدمة مهمة على طريق استعادة الدولة من ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتصحيح مسارات تحرير الجوف التي شابها الكثير من الإختلالات جراء الحسابات الضيقة خلال فترة حكم الإخوان لها، والتي أدت إلى تسليم المناطق المحررة للحوثيين.
وأشاد المجتمعون بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الشيخ فهد بن محمد بن ناجي الشايف في لملمة وتوحيد قبائل وابناء الجوف ليكون لهم صوت موحد وقوي لما فيه مصلحة المحافظة وابنائها بشكل خاص ومصلحة اليمن بشكل عام .


وتُعدُ قبيلة دهم أحد مكونات قبيلة بكيل التي تنتشر في 11 محافظة يمنية شمال اليمن، وتمثل ثلثي نسبة سكان اليمن البالغ تعدادهم 33 مليونًا ،وفقًا لتقديرات دولية.
ويرى مراقبون للشأن اليمني، بأن الاجتماع القبلي الذي تراسه نجل الشيخ الشايف، جاء بإيعاز من المملكة العربية السعودية، التي تريد تشكيل مرجعًا قبليًا قويًا لمواجهة أي مراوغة، أو تنصل من قِبل مليشيات الحوثي لأي اتفاقات مقبلة بشأن السلام في اليمن، ويكون منفذًا لعودة عملية التحرير، وقتال الحوثيين، حيث يقع تجمع تلك القبائل بالقرب من حدودها الجنوبية التي تعمل مليشيات الحوثي بتوجيه صريح من إيران على الانتشار في محيطه لتهديد المناطق المقدسة في السعودية ومنابع النفط في دول الخليج.


ووفقًا للمراقبين، فإن الاجتماع يمثل عاملًا مساعدًا قويًا للتحالف العربي الذي تلقى ضربات وخيانات عدة من قيادة الإخوان التي تصدرت المشهد خلال السنوات الماضية، كي يتم محاسبة وتحجيم تلك القيادات والتخلص منها، وتعويضها بقيادات يمنية تنتمي إلى القبائل المكونة لليمن بشكل كبير.
وشهدت الفترة الممتدة من نهاية 2017 وحتى مطلع العام 2022، عمليات نهب ومصادرة وخيانات وتعاون كبير بين جماعة تنظيم الإخوان المندسة في إطار الشرعية، ومليشيات الحوثي الإرهابية أدت لتسليم جبهات صنعاء والجوف وجنوب مأرب وغرب شبوة للحوثيين دون قتال، فضلًا على استمرار مساعدتها على تهريب الأسلحة والمخدرات عبر مناطق عدة في الجوف ومأرب.