Image

تقليص سنوات دراسة الهندسة في مصر.. هل يتأثر مستوى الخريجين؟

ثارت حالة من الجدل في مصر بعد الإعلان عن تقليص مدة الدراسة في كليات الهندسة لتصبح 4 سنوات بدلا من 5 سنوات، فقد انتقده البعض ورآه يؤثر على جودة التعليم الذي يتلقاه خريجو الهندسة، بينما دافع عنه آخرون وأنه لم يتم حذف أي مقرر من المقررات اللازمة للتخرج. 

وكانت جامعة القاهرة قد أعلنت عن موافقة المجلس الأعلى للجامعات على تعديل لائحة كلية الهندسة، ليتخرج طلاب الكلية بعد 4 سنوات دراسية بدلا من 5 سنوات كما كان معهودا.

ووفقا لهذا التعديل تكون كلية الهندسة جامعة القاهرة هي أول كلية هندسة حكومية تتيح للطالب إمكانية التخرج في 4 سنوات، وأكدت جامعة القاهرة أن ذلك يأتي في إطار حرصها على سد الفجوة المعرفية، والتوافق مع الأنظمة التعليمية والعالمية في التعليم الجامعي.

اعتراضمن جانبه، قال نقيب المهندسين المصريين، طارق النبراوي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه يعترض على تلك الخطوة لأنها سيكون لها ضرر كبير على أعداد كثيرة من المهندسين الذي لن تتاح لهم نفس الفرصة التي تتاح لغيرهم.

 وشرح أن التعديل الجديد للائحة كليات الهندسة يتيح التخرج خلال 4 سنوات فقط لدى الكليات التي لديها نظام ساعات معتمدة، أما بقية الكليات التي ليس فيها نظام ساعات معتمدة فستظل سنوات التخرج 5 سنوات كما هي، وهذا يفتح المجال لعدم التكافؤ ولن يدفع عملية التعليم للأمام، والنقابة لا يمكن أن يكون لديهما أنظمة قبول متعددة.

وتابع النبراوي أن السوق في مصر يعاني من كثرة خريجي الهندسة وزيادتهم عن الحد المطلوب، وتقليص مدة الدراسة سيؤدي إلى زيادة أكبر في أعداد الخريجين وبالتالي تزيد المشاكل الخاصة بالمهنة.

وأوضح أنه خلال السنوات الماضية ظهرت معاهد وكليات خاصة دون المستوى المطلوب في التعليم وتعميم هذا القرار عليها سيصل بالحال وبالتعليم والمهنة إلى مستوى التدهور والخطر الشديد.

 ونوه إلى أن القرار في مرحلته الأولى يستهدف الجامعات التي لديها نظام ساعات معتمدة كالقاهرة وعين شمس والإسكندرية مثلا، ويطبق من بداية هذا العام الدراسي، ولكن فيما بعد سيمتد للمعاهد والجامعات الخاصة وهنا الخطر.

المضمونمن جهته، قال رئيس قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، علي الشافعي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن القرار يبدو جيدا من حيث الشكل ولكن مشكلته الكبيرة في المضمون.

وأوضح أنه صحيح أن كليات الهندسة في أوروبا 3 سنوات وفي أميركا 4 سنوات، ولكن هذه الدول تجعل القبول بكليات الهندسة من مرحلة أعلى من الثانوية كما أنها تجهز برامج تدريبية قوية لطلبة وخريجي الهندسة.

وأشار إلى أن "الحال لدينا أننا كنا نجعل السنة الأولى من كلية الهندسة مرحلة إعداد لتعويض القبول من المرحلة الثانوية مباشرة، والسنة الخامسة كانت تدريب أكثر منها تعليم وبالتالي كان يتخرج طالب الهندسة على درجة عالية من المهارة".

وأكد أنه بتقليص سنوات الدراسة، فإذا لم يتم تعويض مرحلة التدريب فستكون هناك مشكلة كبيرة لدى خريجي الهندسة ليس فقط في المعاهد والجامعات الخاصة ولكن أيضا حتى خريجي هندسة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وأسيوط التي نعتبرها كليات قوية بالأساس.