Image

انتشار جريمة القتل مؤشر إلى انهيار المجتمع اليمن .. واقع مرعب وجرائم وحشية

شهدت محافظات اليمن في الأيام الماضية العديد من جرائم القتل البشعة مع زيادة الجرائم في المجتمع بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة بطرق وحشية.
انتشار الجريمة مؤشر إلى انهيار المجتمع ثقافياً، بل هي مؤشر واضح إلى الانهيار الأخلاقي والقيمي والإنساني والاجتماعي.

انقلبت البوصلة عند البعص فأصبحوا كل مرة يخرجوا علينا بتفاهات لا يقبلها عقل ولا منطق. جعلوا من الضحية مجرما و من المجرم ضحية، كما أن هناك مغفلين يدافعون عن القتلة بحجة أن اقدامه كان بدافع الحب في بعض الجرائم بالله عليكم كيف يمكن لمن يحب أن يقتل من أحب.
المنتصف يستعرض في هذه المساحة رأي الدين وعاقبة القاتل كما نطلع على اراء المختصين علاوة على أحداث متعددة يشيب لها الرأس.

إذا كان هابيل قتل أخوه قابيل فإن نشوان صالح غبره قتل أبوه صالح غبره ،كثير من الأبناء قتلوا آبائهم وأخوة قتلوا اخوانهم وأزواج قتلوا زوجاتهم حتى بعض الزوجات قتلن أزواجهن دون رحمة ودون أن يرف لهن رمش.. أما قضايا الأرض فالضحايا بالمئات قتلى بالرصاص والجنابي  فالولد يقتل عمه والعمة تثأر لأخيها وابن الأخ يقتل عمته.. 
في هذه البلاد حتى القتل عصيد وعجين في كل شيء.

الحوادث كثيرة  والقتل بالجملة حتى  اعتاد المجتمع أن تشرق الشمس عليه على خبر مزعج ويمسي على اخر مرعب..

●  مقتطفات من قضايا القتل

- أقدمت امراة على قتل طفلتيها بسبب خلافات مع زوجها  بمنطقة المنتاب في مديرية مسور عمران 
الزوجة استغلت خروج زوجها من المنزل
وأخذت البندقية وأطلقت 16  طلقة لتردي لتفارق ابنتيها الحياة ثم ترمي بنفسها الى البئر.

- جريمة القتل البشعة التي تعرض لها الطفل
غالب محمد غالب البركاني (14 عامًا). وقد تم قتل الطفل غالب في حي المطار القديم غرب مدينة تعز على يد بلاطجة سابقين.

- خلاف أسري عابر تطور بشكل تراجيدي مفاجئ وسريع لينتهي خلال دقائق معدودة تحت موجة من الدماء بمقتل ثلاثة من أسرة واحدة هم الأب والابن وعمته (شقيقة والده) وسط ذهول الأهالي في منطقة صدر باراس بمديرية الصعيد في محافظة شبوة .

لم تنشر المصادر الأمنية أسباب الجريمة التي حدثت ، لكن مصدر مقرب من العائلة قال 
السبب يعود لتقسيم الثروة".


أحد أقرباء الضحايا، ذكر أن دوافع القتل جاءت نتيجة خلاف أسري تطور بشكل مفاجئ ومأساوي، موضحاً أنه خلال لقاء الأسرة المتعارف عليه عقب صلاة العصر حدثت مشادة كلامية بين الأب واثنين من أبنائه اللذين طالباه غير مرة بتوزيع تركته، وهي عبارة عن أموال وأصول.


وأضاف أنه "على رغم عدم حاجة الأبناء إلى الأموال لأنهم يعيشون في خير ويمتلكون منازل عدة وسيارات حديثة وتجارة كبيرة داخل اليمن وخارجه، إلا أن الابن الأول ألح على والده الشروع في توزيع الثروة التي لديهم، وعند اشتداد الخلاف باشر بقتل أبيه"، مما دفع شقيقة الوالد إلى الثأر وقتل الابن القاتل، بحسب المصدر الذي قال "هبت عمتهم شقيقة الأب بأخذ بندقية وباشرت بقتل الابن القاتل انتقاماً لأخيها، إذ إنها تمتلك خبرة في استخدام السلاح، ليأتي الابن الثاني ويباشر بقتل عمته انتقاماً لأخيه، في لحظات مأسوية غير مسبوقة ولا مألوفة في المجتمع الشبواني المسالم".


الحادثة أثارت ردود فعل واسعة بين أوساط اليمنيين وحملت تعليقات النشطاء كثيراً من التفاعل الغاضب، في حين عزا آخرون أسبابها إلى الضغوط النفسية التي خلفتها الحرب على الصعد كافة.


- لا تزال جريمة قتل فاطمة محمد عمر حديث الشارع اليمني بعد أن أقدم شاب يمني على قتلها بالسلاح الأبيض في مركز تجاري في عدن.. واستطاعت الشرطة القبض على الجاني وباشرت التحقيق حول الجريمة.

بحسب تقارير إحصائية، فإن هذا النوع من الجرائم يمثل نحو ثلث إجمالي جرائم القتل في المجتمع، وأرجع متخصصون اجتماعيون ونفسيون أسبابه إلى جملة الظروف الاقتصادية الصعبة، إضافة إلى إدمان المخدرات.
ويعتقد مراقبون بأنه منذ الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران عام 2014 واشتعال الحرب شهد اليمن على الصعيد الاجتماعي تزايداً ملحوظاً في مؤشرات العنف الأسري ينشأ كثير منها، بحسب متخصصين، نتيجة 
تعاطي مواد مخدرة

الاكتئاب الشديد، وعوامل تؤدي إلى انتشار قلق المستقبل، ولا يمكن استبعادها كأسباب في بعض الجرائم، كما أننا لا نغفل أن كل مجرم يعاني اضطراباً سلوكياً وجدانياً، وبالتالي فإن العوامل السابقة كلها تؤدي لهذا الاضطراب.

● وبدوره قال الأخ / محمد غالب أحمد المتخصص  في مكافحة انتشار الجريمة :

في ظل توسع انتشار تعاطي الكحول والحشيش والحبوب والمخدرات ومادة الشبو التي انتشرت انتشاراً كبيراً، حتى أنه لايمر يوم واحد إلا وسمعنا عن قتل هنا وهناك ولأتفه الأسباب .


انتشار الجريمة بشكل مفزع خاصة في السنوات الأخيرة وبالتأكيد أن ذلك سيترك آثاراً سلبية تلقي بظلالها مستقبلاً على المجتمع"، 
وهنا لابد على وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم والمساجد من قيامهم بدورهم التوعوي والتحذير من مخاطر انتشار العنف والجريمة وأثر ذلك على منظومة القيم والأخلاق خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا اليمني الذي كان من أقل الشعوب في ارتكاب الجرائم.

علاج مشاكل القتل القتل ●

 القصاص، وهو ما يعرف ذلك شرع الله
في القانون بعقوبة الإعدام -على ما بينهما من خصوص وعموم-، فإن هذه العقوبة هي الكفيل بحقن الدماء، وإشاعة الأمن والطمأنينة 
في المجتمع، ووجود الحياة الكريمة، حيث وصف الله ذلك بقوله ( ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب لعلكم تتقون ( .

● ماذا قال الله عن القتل؟

قال الله تعالى في آية الأنعام : "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " (الأنعام، الآية: 151) قال البغوي : «حرَّم الله تعالى قتل المؤمن والمعاهد إلا بالحق، إلا بما أبيح قتله، من ردة أو قصاص أو زنا بموجب الرجم» (كما في تفسيره ) .
كما أن أكبر تشديد في القرآن أنزل بشأن القتل  وتحريم القتل إلا بما أبيح قتله حيث قال الله تعالى 
) ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما(. 

اعتبر الله عز وجل السماح بقتل الواحد بغير حق كقتل النوع كله فقال تعالى(من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).

وفي الحديث أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا” ونظر النبي مرة إلى الكعبة فقال “ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا”.
وكان من آخر وصاياه في حجة الوداع “إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا” وقوله:”لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

ختاما: 
تعد جرائم القتل في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة مباشرة للفوضى وغياب القانون والعدالة. فالعصابة تسيطر على المحاكم والقضاء، وتتلاعب بالنظام القانوني لتبرئة أنفسها من أي جرائم قد ترتكبها. وهذا يجعل من الصعب على الضحايا الحصول على العدالة والحق في المحاكمة.
وفي الأخير نتمنى أن لانكون ممن ينطبق عليهم القول : ياأمة ضحكت من جهلها الأمم.