Image

5 عوامل رئيسة أبطأت الهجوم الأوكراني المضاد

لم يحرز الهجوم الأوكراني المضاد منذ يونيو الماضي في محاور عدة شرقي وجنوبي البلاد، لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، سوى تقدم بطيء، بينما تكبدت كييف خسائر باهظة خلال أول أسبوعين.

وتشير تقديرات مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، إلى أن أوكرانيا خسرت 20 % من الأسلحة المستخدمة بالهجوم المضاد، في أول أسبوعين من الهجوم. وبحسب معلومات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الخسائر تضمنت معدات غربية متطورة (دبابات ومدرعات).

ودفعت تلك الخسائر كييف لوقف مؤقت للهجوم، من أجل إعادة تقييم الاستراتيجية الخاصة به.

5 عوامل

يحدد الصحافي والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب، ديمتري بريجع، في تصريحات لـ «البيان»، خمسة عوامل أساسية لـ «التقدم البطيء للقوات الأوكرانية»، أولها التكتيكات الروسية القوية والمتطورة، والثاني «الاستجابة الروسية السريعة» للهجوم، التي مكنت القوات الروسية من التصدي له.

بينما العامل الثالث مرتبط بـ «القدرة العسكرية الروسية»، حيث أظهرت القوات الروسية قوة عسكرية كبيرة، واستخدمت تكنولوجيا عالية، ما أثر في أداء القوات الأوكرانية. والعامل الرابع متعلق بـ «الدعم العسكري المحدود لأوكرانيا»، فعلى الرغم من الدعم الذي حصلت عليه، إلا أنه قد لا يكون كافياً للتعامل مع القوة الروسية.

ويضيف إلى تلك العوامل «التحديات الجغرافية والبنية التحتية»، بالنظر إلى أن الظروف الجغرافية والبنية التحتية في أوكرانيا، قد تكون تسببت في صعوبة التقدم السريع.

تحسين الأداء

ومع ذلك، قد تكون هناك فرص لتحسين الأداء، من خلال إعادة صياغة التكتيكات العسكرية، بحسب بريجع، الذي يلفت إلى أنه من الممكن أن تسهم التغييرات في تقليل الخسائر وتحسين التقدم.

الدعاية الغربية

من جانبه، يشير الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، في تصريحات لـ «البيان» إلى أن «الهجوم المضاد»، تم الترويج إليه عبر الدعاية الأوكرانية والغربية بشكل مبالَغ فيه، ما رفع من سقف التوقعات.

ويوضح أن من بين أهم العوامل التي أسهمت في بطء التقدم، ما يتعلق ببطء الغرب في تسليم الأسلحة لأوكرانيا «الغرب يناور، فهو من جانب يسعى لدعم أوكرانيا، ومن جانب آخر، يسعى لعدم الوصول لحافة المواجهة المباشرة مع روسيا»، مشدداً على أن موسكو من جانبها قد استعدت للهجوم المضاد بشكل جيد، بعد أن ركزت في الأشهر الأخيرة على العمليات الدفاعية أكثر من الهجومية.

وحول تداعيات ذلك على الأرض، يضيف القليوبي: «هذا من شأنه أن يؤدي إلى إطالة أمد النزاع، ومن ناحية أخرى، ربما يعزز القناعة لدى أوكرانيا بأنها غير قادرة على إلحاق الهزيمة بروسيا، وربما تترسخ هذه القناعة كذلك لدى رعاة كييف الغربيين، حتى تقبل الأخيرة بعقد مفاوضات مع روسيا بدون شروط مسبقة، بينما موسكو ربما تظهر قابلية أكبر للمفاوضات، عندما تشعر بحالة من الاستنزاف العسكري والاقتصادي، وحتى السياسي (بعد واقعة تمرد فاغنر)، ما يؤدي لإنجاح المبادرات الدولية لحل الأزمة».