Image

مشكلة الكهرباء في عدن وما جاورها ليست مشكة مالية ولا فنية بل مشكلة سياسية بامتياز

كانت وما زالت وستظل مشكلة الكهرباء بعدن المنغص الكبير والمشكلة التي فشلت الحكومات المتعاقبة على حلها ونتج عن تقطعها لساعات تصل إلى ستة عشر ساعة في اليوم الواحد حالات إغماء وارتفاع في الضغط، بل ووصلت إلى حالات الوفاة في بعض المديريات بسبب ارتفاع درجة الحرارة والانقطاع المستمر للكهرباء.
 
أكثر من ستة مليارات دولار في العام إنفاق لكهرباء عجزت عن توفير إنارة حقيقية للشعب.  
مواطنون يقولون إن الإنفاق الحكومي على كهرباء عدن والمناطق المجاورة لها، مع المنح المقدمة من الأشقاء، يتجاوز ستة مليارات وتسعمائة وخمسين مليون دولار، وذلك من خلال تقارير الحكومة. وهذا المبلغ يمكن أن يكفي لبناء محطة كهرباء تغطي عدن والمحافظات المجاورة لها، وتشتغل بطاقة مستديمة دونما انقطاع على مدى أربع وعشرين ساعة، هذا لو أن البلد يديره كفاءات وطنية ذات مهارة مهنية وعقلية اقتصادية وضمير إنساني، لكن الفساد المالي والإداري جعل المواطن هو الضحية في الأول والأخير دون وجود حسيب أو رقيب.
 
موجة حر شديد وانقطاع متواصل للكهرباء
في مديرية كريتر وهي الأكثر تعرضا لموجة الحرارة يقول المواطنون: هذه الأيام نشهد موجة حر شديدة جدا وترتفع درجة الحرار لأكثر من 30 درجة خلال ساعات النهار والظهيرة، ناهيك عن توقف الرياح. حتى ساعات الليل تمر صعبة لمن لا يوجد لديه بديل للطاقة في بيته يظل كأنه في موقد نار بسبب الحر وانقطاع الكهرباء ويظل على هذا الحال يوميا في معاناة كبيرة.
وخلال هذه الأيام هناك شيء ملحوظ في زيادة ساعات انقطاع الكهرباء بعدن لأكثر من 3 ساعات وبشكل متكرر، وهذا يعني أننا سنعود لنفس الدائرة المغلقة من جديد ونفس المشكلة ولن نجد من يوضح لنا ما يحدث برغم التصريحات الكثيرة عن دخول محطة جديدة للعمل ومولدات جديدة ووجود شحنات ديزل وبترول ولكن لا أحد يعرف أين تكمن مشكلة الكهرباء وكيف يمكن حلها.
 
قيادات بلد أذن من طين وأخرى من عجين 
 منذ أعوام طويلة ومع كل عام تحدث نفس المشكلة وتتكرر المآسي من جديد دون وجود أي رؤية للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها الجميع دون استثناء في المناطق الساحلية وعلى الرغم من المناشدات والاحتجاجات والترجي إلا أن آذان القيادات المسؤولة أذن من طين وأخرى من عجين.
ختاما، مشكلة الكهرباء في عدن وما جاورها ليست مشكلة ماليه ولا فنية، بل هي مشكلة سياسية بامتياز.