الحديدة.. معاناه انسانية لا تنتهي وتعذيب جماعي لأهلها بسبب حبهم للشهيد الزعيم صالح
الحديدة مدينة الحب والسلام المدينة المطلة على البحر الأحمر، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن، وحيث يتميز أهلها بالطيبة ويعشقها الجميع، أصبحت تعاني تعذيبا جماعيا من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية بعدما بسطت يدها على المدينة وفاقمت من الوضع الإنساني، وذلك لاعتبارات سياسية وحب سكانها للشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، ناهيك عن أنها محافظة ترفد خزانة الدولة بالمليارات شهرياً من ايرادات الميناء.
يعاني أبناء الحديدة من انقطاع المياه؛ وهو الأمر الذي أنتج موجة من الغضب في أوساط المواطنين، غير أنه ليس في يدهم شيء ليوقفوا به أمام بطش المليشيات الانقلابية، والأهالي وصفوا ما يحدث لهم في حديثهم لـ"لمنتصف" بأنه "تعذيب جماعي وانتقام من أبناء تهامة لرفض تواجد مليشيات الحوثي"، والبعض ذهب بالقول إن "أسلوب الحوثيين وفرض المعاناة عليهم هو بسبب حب أبناء الحديدة للزعيم الشهيد على عبدالله صالح".
يقول محمد (مدرس) من أبناء مدينة الحديدة واكتفى باسمه الأول، إن "الحديدة كانت لؤلؤة متوهجة قبل سيطرة مليشيا الحوثي، ولكننا الآن نعاني من عدم توفير الخدمات الإنسانية انعدام المياه، ناهيك عن انتشار الامراض والأوبئة التي تفتك بأبنائنا وانقطاع الكهرباء، وأصبح هناك طوق من المعاناة المصطنعة التي تحيط بنا من كل مكان، بكاء وأنين الأطفال وكبار السن، وصراخ وقهر رجال أبناء المحافظة".
ويؤكد المدرس الذي يعمل في إحدى المدارس الحكومية في حديثه لـ"المنتصف" بأن "ما يجري لهم هو بسبب انتمائهم السياسي"، قائلا إن "الحوثيين يعاقبوننا بل يعاقبون أبناء تهامة ككل بسبب انتمائهم السياسي وحبهم الكبير للشهيد الزعيم علي عبدالله صالح".
لقد أصبحت الحياه في مدينة الحديدة جحيما لأهلها ونعيما للجماعة بعد الاستيلاء على المناصب السيادية وقبض سيطرتهم على مصادر الأموال؛ من خلال سيطرتها على مصادر الدخل المشروعة مثل الجمارك والضرائب والزكاة والإيرادات وغيرها من عمليات النهب التي تقوم بها الجماعة ونهب بطرق غير مشروعة.
ويتحدث المواطن محمد الجعبلي من سكان مديرية الحالي لـ"المنتصف" عن أزمة انقطاع المياه بأنها "عذاب وخصوصاً في فصل الصيف والجو حار جداً، ويحتاج أن يغتسل الفرد الواحد أقل من ست أو سبع مرات في اليوم الواحد".
وقال: "أجسامنا تخرج منها روائح كريهة لعدم الاغتسال لأيام، لعدم قدرتنا على شراء الماء، وأصبح المصدر الوحيد لجلب الماء هي المساجد التي يتبرع بالماء لها أهل الخير، بعد الانتظار في طابور طويل".
وحمل الجعبلي "جماعة الحوثي مسؤولية تفاقم الوضع الانساني في الحديدة"، مطالباً بـ"التدخل الفوري للمنظمات الانسانية لإنقاذ أبناء الحديدة في التحفيف عن معاناتهم".
كما يقول المهندس إبراهيم عبدالسلام إن "انقطاع المياه بصورة مستمرة يتسبب في انفجار مياه الصرف الصحي في الشوارع لتوقف مضخات الشفط من العمل، وتختلط مع المياه الصالحة للشرب، وهذه عبارة عن كارثة بيئية".
وأستغرب أن "الحديدة حيث الموارد المالية الضخمة للجماعة ولا يستطيعون توفير مادة الديزل لمؤسسة المياه".
وتساءل المهندس إبراهيم: "أين تذهب موارد الميناء وهيئة الزكاة والضرائب والجبايات التي تحصل عليها الجماعة"، مؤكدا أن "أبناء تهامة يتعرضون إلى أقصي انواع التهميش من قبل الجماعة وينظرون لهم على انهم عبيد وهم السادة".
سلام الله على عفاش
بهذه العبارة "سلام الله على عفاش" بدأ حديث المواطن التهامي سبعيني العمر أحمد كشوبع، الذي وصف حياته بأنها "كانت أيام الزعيم في نعيم والآن في عهد الحوثي في جحيم، لا مرتبات ولا خدمات ويمارس ضدهم كل أنواع الذل".