الحوثيون يسيطرون على صندوق كهرباء الحديدة وجرائمهم تفاقم الوضع الإنساني في تهامة ومدينة الحديدة
يزداد الوضع الإنساني في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، سوءا يوم بعد يوم في ظل سيطرة مليشيا الحوثي، التي تسببت بأكبر ازمة إنسانية في اليمن منذ مارس (آذار) 2015، وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين العزل.
فمنذ أن بسطت مليشيا الحوثي الانقلابية زمام سيطرتها على المدينة الساحلية، أصبحت تمارس كل أنواع الظلم والحرمان، فيما أخذ الجانب الإنساني النصيب الأكبر، حيث تدنت الخدمات الإنسانية إلى أدنى مستوى، بل يمكن القول بأنها أصبحت معدومة.
ما تمر به مدينة الحديدة هو كارثة إنسانية بكل المقاييس، لا كهرباء ولا مياه ولا خدمات طبية، أصبحت مدينة منكوبة جراء هيمنة مليشيا الحوثي التي تتلذذ في تعذيب أبناء الحديدة، ونهبت صندوق الكهرباء لترفع تسعيرة الكهرباء على المواطن.
فمع اشتداد حرارة الصيف، أصبح الوضع كارثيا في مدينة الحديدة ومديرياتها بسبب انعدام الخدمات، وأصبحت الكهرباء تباع بأسعار كبيرة مع انقطاع المياه عن المواطنين. وكل ذلك يحدث في ظل سكوت المنظمات الإنسانية التي لم تستجيب لأي نداءات أو استغاثات أطلقها أبناء المحافظة الذين يعيشون في وضع كارثي.
وبينما أصبح المواطن يصارع بكل الوسائل للبقاء مع توقف صرف رواتب الموظفين الحكوميين الذين يعانون جراء الحرب الدائرة في البلاد، يقول يحيى عمر (مواطن) إن "مليشيا الحوثي كبدتنا نحن أبناء الحديدة ويلات العذاب، فشهد قطاع الكهرباء أكبر أنوع الاستغلال، ورفعت علينا من تسعيرة الكهرباء إلى أعلى مستوى وجعلتنا نعيش في دوامة ونحن في وقت نصارع بكل الوسائل لكي نعيش".
وأضاف لـ"المنتصف": "فرض علينا الحوثيون تسعيرة جنونية للكيلو الواحد من التيار الكهربائي بـ(250) ريالا يمنيا، وهذا المبلغ لم يتناسب معنا في الحديدة وخصوصاً في فترة الصيف، حيث تشهد موجات من الحرارة الشديدة".
وأكد عمر أن "الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان تشهد حالات من الإغماء في أوساط المصابين بالأمراض المزمنة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم القدرة في امتلاك التيار الكهربائي الحكومي، وسط ظلم وقهر نعيشه جراء ما تمارسه علينا مليشيا الحوثي من فرض أسعار خيالية مع انعدام مصادر الدخل".
الحوثيون يسيطرون على صندوق كهرباء الحديدة
وبينما غالبية المواطنين في الحديدة يطالبون منذ سنوات تخفيض تسعيرة الكهرباء ولكن لا حياه لمن تنادي، أصبح التيار الكهربائي يتوفر بشكل مستمر ومجاني للقيادات الحوثية التي تمكنت من فرض سيطرتها على صندوق دعم كهرباء الحديدة، حيث أن الصندوق عبارة عن دعم مجتمعي تخصم من كل لتر من المشتقات النفطية ويدخل ميناء الحديدة.
يؤكد يحيى عمر أن "الرصيد المورد للصندوق شهرياً يقدر بـ11 مليار ريال، وهذا المبلغ مخصص لدعم كهرباء الحديدة، ولكن تم الاستيلاء عليه، مما جعل المواطنين يشعرون بالغضب الشديد كون دعمهم للكهرباء تم نهبه. وليس حقيقة ما يقال بأن الحديدة مدينة السلام كما يطلق عليها، بل يمكن القول إنه في ظل تواجد المليشيات الحوثية أصبحت الحديدة مدينة منكوبة ومنهوبة".
ويقول: "منذ دخول الصيف وأنا أعاني أنا وجميع أفراد أسرتي من الأمراض الجلدية. لدي طفل عمره خمسة أشهر انتشرت في جسمه الصنافير التي تسبب له البكاء المتواصل، وأبي الذي يعاني من السكر يدخل في غيبوبة بسبب عدم وجود الكهرباء بعد ارتفاع التسعيرة الجنونية، ولم أستطع السداد وتم فصل التيار الكهربائي، لعدم مقدرتي على السداد، كما زاد الطين بلة انقطاع الماء، يعني مكتوب علينا أن نتصارع من الموت، نحن أموات ولكن أحياء، متى يشعرون بحال أطفالنا الرضع وكبار السن؟ من لا يرحم لا رحمة عليه".
صرخات الظلم يهتف بها مواطنون محافظة الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن، ومناشدات متكررة لما يتعرضون له من استغلال وحرمانهم من الكهرباء، حيث يعاني الأطفال وكبار السن من الأمراض الجلدية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بينما اتجهت الغالبية منهم للنوم في الشوارع بحثا عن نسمة هواء ينام معها الطفل الرضيع بعدما انتشرت الأمراض الجلدية؛ في الوقت الذي تسمع فيه أيضا أنين وصراخ كبار السن من مرضى السكر والضغط وغيرها من الأمراض المزمنة وهم يصارعون الموت.
المعاناة الإنسانية مستمرة، حيث يعاني سكان الحديدة إضافة إلى الكهرباء والصحة، من الانقطاع المستمر للمياه، هكذا تتشكل معاناة أهل الحديدة، رغم المناشدات والمطالبات بتوفير أقل الحقوق الإنسانية، ولكن للأسف أذن من طين وأخرى من عجين.