Image

اليوم يفتقد اليمنيون زعيمهم

بعد أن استشهد الزعيم الرئيس علي عبد الله صالح وهو يدافع عن النظام الجمهوري بإعلانه الثورة ضد عصابة الحوثي، دأب الكثير من اليمنيين على الاحتفاء بعيد ميلاد الزعيم في الـ21 من مارس من كل عام، تأكيدا على أن مبادئه ونهجه الوطني مازالت حية في نفوسهم لا تموت، وعرفانا بدوره النضالي الخالد على مدى 33 عاما منذ تسلمه قيادة الدولة، وما شهدته تلك السنوات من نقلات كبيرة جعلت اليمن في مصاف الدول التي نهضت بشعبها وأخرجته من الظلمات إلى النور. 
 
21 مارس يوم ميلاد زعيم وصمام أمان افتقده الشعب بعد رحيله، كواحد من العظماء الذين تركوا بصماتهم وخلدوا أنفسهم في سفر ناصع البياض من كتب التاريخ.
 
ولعل الإنجازات التي تحققت في عهد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وإطلاق عنان الحريات التي عاشها اليمنيون لعقود وبدأت تتلاشى وتغيب عقب سطوة المليشيا الحوثية على مؤسسات الدولة والسيطرة عليها بقوة السلاح ومحاولة إنتاج حقبة الكهنوت من جديد، كل ذلك يجعل اليمنيين يستذكرون مآثر الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح في يوم ميلاده بأسى بالغ وحسرة كبيرة، وهم يستذكرون المشاريع العملاقة والكثيرة التي تحققت للوطن خلال فترة حكمه، وأبرزها شبكة الطرق والمطارات والوحدات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات، فضلاً عن وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وهامش الحرية الواسع والتعددية الحزبية والشراكة السياسية التي لم تستثنِ أحدا.
 
مكاسب ومنجزات في عهد الزعيم الراحل علي عبدالله صالح جميعها شواهد على عظمة تلك الحقبة التاريخية وقائدها.
 
في ذكرى تاريخ ميلاد الزعيم الشهيد على عبد الله صالح 21 مارس، يتذكر اليمنيون ما تحقق لليمن من تنمية ومنجزات، ويتحسرون في الوقت ذاته على الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والتنمية وتعثرها منذ 2011، لتفقد اليمن عقدين من التنمية منذ 2014، وتعجز عن الحفاظ على المكتسبات التي حققها خلال 3 عقود، ومازال القادم مظلما بعد أن تشظى النسيج الاجتماعي وفقد اليمنيون البوصلة في مواجهة العدو الذي يتربص بهم، وهو ما جعلهم في فلكهم يسبحون وسط حلقة ليس لها نهاية سوى الضبابية بعد أن أصبح الشعب بلا قائد حقيقي قادر على انتشالهم من وحل ما أوصلتهم إليه مليشيا الحوثي في حربها المدمرة ومخططاتها التي تستهدفهم حتى في قوت يومهم.
 
إن هذا الاحتفاء يأتي متزامنا مع واقع بائس يعيشه اليمنيون جراء الحرب التي تتعرض لها بلادهم، في عامها الثامن، وذلك منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين في الـ21 من سبتمبر 2014م، وهي الحرب التي لا تزال تلقي بظلالها على حياة وواقع اليمنيين اليوم.
 
وإذا كنا نحتفي بمولد زعيم الأمة الذي يأتي مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، فإننا نرفع أيدينا مبتهلين بالدعاء لروحه أن يحفها السلام وأن يتقبله الله في جنة الفردوس مع الأنبياء والصديقين.