Image

العصابة الحوثية تمنع الاحتفال بيوم المرأة العالمي وتستبدله بمناسبة إيرانية

ألغت عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا، الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يصادف 8 مارس من كل عام، بحجة أنها بدعة وعادة دخيلة على المجتمع اليمني، وفقا لمصادر مطلعة، مشيرة إلى أن الميليشيات استبدلت الاحتفال بيوم المرأة العالمي، بالاحتفاء بما أسمته ميلاد السيدة فاطمة.
 
وأكدت المصادر، بأن زعيم العصابة عبد الملك الحوثي، أصدر توجيهات لعناصره بمنع أي مظاهر للاحتفال بيوم المرأة، "بطرق سرية" حتى لا يثيروا الرأي العام المحلي والعالمي، ويعرضهم لمزيد من الانتقادات فيما يتعلق بحقوق النساء المصادرة من قبل عناصر العصابة في مناطق سيطرتهم.
ضربة قاضية.
 
واعتبرت مصادر نسائية في صنعاء، التحذير من إقامة أي احتفال للمرأة في يومها العالمي في مناطق الحوثيين ، بأنها الضربة القاضية، التي توجهها العصابة لحقوق النساء بعد أن صادرة جميع حقوقها المكفولة إسلاميا ودستوريا وعالميا.
 
وكانت العصابة احتفلت في 12 يناير الماضي الموافق 20 جمادى الآخرة، في صنعاء ومدن يمنية واقعة تحت سيطرتها بما أسمته "اليوم العالمي للمرأة المسلمة ذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام"، نظمتها ما تسمى "الهيئة النسائية"، التابعة للعصابة، فيما اعتبر احتفالا بديلا عن الاحتفاء بيوم المرأة العالمي في 8 مارس.
تهمة جاهزة
واتهمت العصابة في الاحتفال الذي نظمته لما يسمى "بالزينبيات" المشتقة من الفكر الإيراني، من يحتفل بأي مناسبة أخرى بالمرأة، بأنه محاولة لحرف البوصلة لصالح المشروع التدميري للأمة، حسب قولها.
 
وبهذا الطريقة التي تتبعها الميليشيات في إحلال أفكارها الإرهابية المستقاة من إيران، مع القيم الإسلامية والعربية، والمبادئ والقوانين الدولية، تحاول الجماعة الفارسية في صنعاء التضليل والاستحواذ على المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها، والتي نالت النساء النصيب الأكبر من مصادرة حقوقها المشروعة.
 
صراع البقاء
وتؤكد تقارير دولية حول المرأة اليمنية في مناطق الحوثيين ، أن النساء في صنعاء ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرة العصابة الإيرانية، يعانون ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، نتيجة القيود والإجراءات التي تفرض عليهن من قبل عناصر الإرهاب الجديد القادم من الشرق.
 
ووفقا للتقارير، فإن المرأة اليمنية الواقعة تحت سيطرة العصابة الحوثية ، تعيش وجعا كبيرا لا يمكن وصفه لما تكبدته من خسائر على وقع الحروب العبثية للحوثيين التي صادرت حق أمومتها بعد اختطاف أطفالها من المدارس والزج بهم في جبهات القتال وتعيدهم إليها "أشلاء"، وأما عن حقوقها فهي بلا شك مركونة في أدراج الأحلام والطموحات التي لم تتحقق بعد!.
 
مصادرة حقوقها
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، عمدت العصابة إلى مصادر جميع حقوق النساء في مناطق سيطرتها، ووصلوا إلى التحكم بملابسها وطريقة مشيها، وفرضت قيودا على تحركاتها، ومنعتها من التواجد في بعض المناطق والأماكن حتى على كراسي التكريم في المدارس والجامعات.
وخلال الفترة الماضية، شكلت المرأة اليمنية جبهة مكتملة بالنسبة للعصابة الحوثية ، مثلها مثل جبهات القتال التي توقفت نتيجة هدنة أممية، دفعت العصابة للتفرغ لمحاربة النساء، حيث تعرضت لحملة استبدادية تحت شعارات ولافتات دينية، تزعم الحفاظ على هوية المرأة المسلمة.
أمام أنظار العالم.
 
وتحدثت التقارير الصحفية والحقوقية، على أن المرأة اليمنية في مناطق الحوثيين ، تركت لعصابة متخلفة التهمتها بتوحش في جميع حقوقها حتى تفاصيل وألوان الملابس التي ترتديها، وذلك على مرأى ومسمع منظمات دولية تهتم بالقشور، وتكرر تصريحاتها المستنكرة دون ممارسة أي ضغوط على مراكز القوى الدولية لتقول كلمتها بحق الحوثيين الباحثين عن اعتراف بما يمارسونه من إرهاب.
يوم إيراني.
 
وخلال السنتين الأخيرتين، صادرة الميليشيات حقوق المرأة ووضعت لها حارس "المحرم" في جميع تحركاتها حتى وإن كانت في طريقها لتأدية واجبها في تعليم الأطفال في المدارس، أو للتحصيل العلمي في الجامعات، أو ممارسة حياتها العملية في الوظيفة التي تشغلها.
 
ففي قاموس الجماعة الإيرانية، فإنه يجب عليها أن تحتفي فقط بيوم المرأة المسلمة، الذي ولدت فيه فاطمة بنت الرسول محمد، وأن تسير اليمنيات على نهجها، وذلك ب "تشجيع إرسال الأبناء إلى جبهات القتال"، في دعوة صريحة لتجنيد الأطفال أطلقتها ما تسمى ب "الهيئة النسائية" في المكتب السياسي الحوثي.
 
لا حقوق تعترف بها جماعة الحوثيين للمرأة سوى عندما تكون أما تقدم أولادها كحطب لمعاركهم. أما باقي الحقوق، إن فكرت اليمنيات بالمطالبة فيها أو ممارستها، فتشكل "جزءا من الحرب الناعمة التي يقودها المجتمع الدولي ضدهم".
 
زعيم ضد المرأة
وفي هذا الإطار يرى العديد من المراقبين للشأن اليمني، فإن زعيم العصابة عبد الملك الحوثي، خلال الشهور الماضية كان كرأس حربة في حملة التحريض ضد المرأة، يشكك في الأخلاق، ويفرز النساء إلى مسلمات وغير مسلمات، بقوله في كلمة له، إن من سماهم "الأعداء"، يسعون "بكل الوسائل للترويج للتبرج والاختلاط والعلاقات المحرمة لهدف شيطاني، لأنهم يعتبرون الإفساد للمجتمع المسلم أكبر وسيلة لقهره والسيطرة عليه".
 
بتفكير مثل هذا، "طالباني" رجعي، يقوم الحوثي بالتعريض بالمرأة. هو لا يريد من النساء أن يطالبن بحقوق لهن، فهذه الحقوق، وخصوصا السياسية، "تشجع على الاختلاط والعلاقات الفوضوية بين الرجال والنساء"، بحسب تعبيره. حدد زعيم الحوثيين طبيعة المرأة كعنصر إغواء وإفساد فقط، وهي من ورطة الرجل، معتبرا مسألة "الكوتا" النسائية أنها "إثارة للتباينات". ومن هذا المنطلق، كانت جحافل الجهل تطبق توجيهاته بمنع الاختلاط في الجامعات وإغلاق المعاهد في صنعاء.
طالبان صنعاء
وفي هذا الإطار لا يمكن المقارنة حتى، بين ما تمارسه الميليشيات الإيرانية في صنعاء، وتلك التي تمارسها طالبان في أفغانستان، بل تفوقت طالبان صنعاء، بعد أن اعتبرت حتى صوت المرأة المرتفع "جريمة منظمة ....