Image

تقرير فريق الخبراء يسرد تفاصيل اصرار ايران على قتل اليمنيين

حمل تقرير فريق الخبراء المعني باليمن، الصادر حديثا، العديد من المعلومات حول قضايا يمنية تم التحقيق فيها، ومنها تهريب الاسلحة إلى ميليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من ايران.
 
وذكر في التقرير الذي حصل "المنتصف" على نسخة منه، أن الفترة من نهاية العام 2021 وحتى نوفمبر 2022، شهدت العديد من عمليات تهريب الأسلحة المتنوعة والمواد التي تدخل في صناعات المتفجرات والعبوات الناسفة، ومنها مواد محرمة دوليا، تم ضبطها وهي في طريقها من ايران عبر سلطنة عمان إلى ميليشيات الحوثي.
 
وتؤكد المعلومات التي وردت في التقرير، أن هناك اصرار غريب من قبل ايران عبر ذراعها الارهابي "الحرس الثوري"، بالتنسيق مع سلطنة عمان، على تهريب أدوات الموت التي تستهدف اليمنيين، في جرائم حراب، وعمليات إبادة لليمنيين تنفذها ميليشيات الحوثي بتلك الاسلحة القادمة عبر البر والبحر.. إلى نصوص التقرير في هذا المجال..
 
التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن المنشأ عملا بقرار مجلس الامن (2140) لسنة 2014
اصدر فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن تقريره الجديد المعني باليمن للفترة من 6 ديسمبر 2021، إلى 30 نوفمبر 2022، والمتضمن النتائج المحدثة المستخلصة من التحقيقيات التي عرضت في التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني باليمن المؤرخ بـ 26 يناير 2022، والوارد في الوثيقة 50/ 2022 / S .
 
وجاء في التقرير بفقرته الرابعة، من المقدمة، انه خلال الفترة المشمولة بهذا التقرير، سافر الفريق غلى الامارات العربية المتحدة، البحرين، وجيبوتي، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وايرلندا الشمالية، واليمن ( المكلا والغيضة ونشطون وعدن ومركز شحن الحدودي مع سلطنة عمان).
 
واشار إلى التقرير إلى ان الفريق زار سلطنة عمان في يناير 2023، واجرى عمليات تفتيش للأسلحة وأجزاء القذائف والمواد المرتبطة بتهريب الاسلحة إلى اليمن، فضلا عن حطام قذائف وطائرات مسيرة في الامارات، والسعودية، والمملكة المتحدة واليمن، واجتمع الفريق مع مسؤولين حكوميين يمنيين.
وحملت الفرقة الخامسة من مقدمة التقرير، ان الفريق وجه 95 رسالة رسمية منها 77 رسالة إلى 24 دولة من الدول الاعضاء و18 رسالة غلى 10 منظمات وكيانات وشركات، لم تتلق ردود على 37 منها حتى ديسمبر 2022.
 
حظر الاسلحة المحدد الأهداف
وتناول التقرير في البند الخامس منه، الذي حمل عنوان " الاسلحة وتنفيذ حظر الاسلحة المحدد الأهداف"، ان الفريق حقق في تسع حالات لانتهاكات محتملة لحظر الاسلحة المحدد الأهداف، وتتعلق سبع منها، بضبط أسلحة وذخائر ومكونات قذائف ومواد كيميائية من مراكب شراعية وقوارب أصغر، فيما تعلقت أحدى الحالتين المتبقيتين بضبط قذائف موجهة مضادة للدبابات كانت مخفية في شاحنة تحمل بضائع تجارية، بينما كانت الحالة الأخرى، حادثا تحطمت فيه طائرة مسيرة في صحراء عمان، ربما أثناء رحلة عبور إلى اليمن.
 
تهريب الأسلحة الصغيرة والذخائر عن طريق البحر
تحت هذا العنوان، اشار التقرير إلى انه في 20 ديسمبر 2021، الساعة 49: 7 (بالتوقيت المحلي) اعترضت الولايات المتحدة الامريكية في بحر العرب مركبا شراعيا عديم الجنسية يحمل كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر ، ووفقا لما افادت به حكومة الولايات المتحدة، تبين صور السواتل ان المركب الشراعي غادر ميناء صغرا بالقرب من "بندر جاسك" في جمهورية ايران الاسلامية الساعة 41: 16 (بالتوقيت المحلي)، في 17 ديسمبر، ويبدو ان نقاط المسار المستمدة من جهاز ملاحي يقال انه مأخوذ من المركب الشراعي تؤكد هذا المسار.
 
ويتابع التقرير، وخروجا من البروتوكول  السابق، اغرقت بحرية الولايات المتحدة المركب الشراعي وسلمت افراد الطاقم الخمسة إلى خفر السواحل اليمني، وتبين الوثائق التي عثر عليها على متن السفينة ان المركب الشراعي كان يسمى "الغزال".
 
وفي الفقرة 41 ، يتحدث التقرير عن اجراء الفريق مقابلات مع افراد طاقم المركب الشراعي المحتجزين، الذين افادوا بأنهم قد جندوا من جانب "احمد حلس محمد بشارة"، وهو احد كبار قادة عملية التهريب البحري للحوثيين، وكان الفريق أفاد في وقت سابق بانه سافر إلى جمهورية ايران الاسلامية عبر سلطنة عمان في سبتمبر 2015، وعاد بعد شهرين مع ثلاثة أفراد يشتبه في تورطهم في التهريب البحري، أحدهم القي عليه خفر السواحل اليمني القبض في البحر الأحمر في 7 مايو 2022، وزود "حلس" ربان مركب الغزال ، بجواز سفر يمني جديد ومنح كل واحد من افراد الطاقم مبلغ 30 الف سعودي، ما يعادل 8 الاف دولار، لتنفيذ المهمة.
 
كما زود الربان بتفاصيل الاتصال بشخص يسمى "بكر"، تولى تنسيق عملية التهريب في المهرة، ثم سافر الطاقم برا إلى مدينة الغيضة، حيث التقوا بالشخص المسمى "بكر"، الذي اعطاهم هاتف ثريا ساتليا وسهل نقلهم إلى مديرية حوف الواقعة على الحدود مع سلطنة عمان، وهناك استقل الطاقم مركب "الغزال 1" في 24 نوفمبر 2021.
 
وذكر افراد الطاقم انهم ابحروا على متن المركب الشراعي الفارغ لمدة ستة أيام من حوف إلى بندر عباس في ايران، وفي وقت لاحق، نقلوا إلى "منزل آمن"، حيث مكثوا لمدة 15 يوما قبل ان يغادروا ومعهم شحنة مكونة من 350 كيسا من القماش الأخضر، و500 صندوق من ميناء صغير بالقرب من بندر جاسك، وافاد ربان المركب الشراعي بانهم زودوا باحداثيات النظام العالمي لسواتل الملاحية لتحديد موقع في خليج عدن، بالقرب من ساحل اليمن، حيث كان من المفترض ان تلاقيهم سفن صغيرة من أجل عملية المسافنة.
 
ويشير الفريق إلى ان هذا الأسلوب يتطابق مع انماط التهريب البحري للأسلحة والذخائر التي سبق ان لاحظها، وابلغت جمهورية ايران الاسلامية الفريق بأنها ترفض وجود أي صلات بين "سلطات جمهورية ايران الاسلامية" وتلك المراكب والمعدات الموجودة فيها.
 
تحديات لوجستية
وجاء في التقرير، انه وبسبب تحديات لوجستية لم يتمكن الفريق من المشاركة في تفتيش الشحنة المضبوطة في مارس 2022، غير ان فريق الخبراء المعني بالصومال قام بتفتيش الاسلحة والذخائر، ووافق على انه يمكن نشر النتائج التي توصل اليها في هذا التقرير، والتي تفيد بأن الاكياس القماشية الخضراء كانت تحتوي على ما مجموعة 1406 بنادق هجومية من طراز 56- 1 عيار 7،62 × 39 ملم، تتسق علاماتها وخصائصها التقنية مع البناد المصنوعة في المصنع رقم 26 (مصنع جيانشي للأدوات الآلية) في مدينة " تشونغتشينغ" بالصين.
 
كما تشير العلامتان CN-16 وcn – 17، على الأرجح غلى ان الاسلحة قد صنعت في عامي 2016، و2017، ويشير الفريق غلى ان بنادق هجومية ذات خصائص تقنية وعلامات مماثلة قد سجلت عدة مرات في المضبوطات منذ عام 2018.
 
أما الصناديق المعدنية البالغ عددها 500 صندوق فكان كل صندوق يحتوي على 440 خرطوشة من عيار 7،62×54 ملم، ليبلغ المجموعة 220000 خرطوشة، وكان هناك 494 صندوقا (علب ذخيرة) تحمل علامات تتفق مع الخراطيش المصنوعة في مصنع الدولة رقم 71 في الصين، وتشير الدمغات على الخراطيش ايضا إلى انها من انتاج مصنع الدولة رقم 72 في الصين، مع كون عام 1973 تاريخ الصنع المحتمل.
 
ويشير الفريق إلى انه سبق ان ضبطت البحرية املكية الاسترالية ذخيرة تحمل علامات مماثلة من مركب شراعي ايراني في خليج عمان في 25 يونيو 2019، وأن الطاقم في تلك الحالية افاد بانه تلقى الذخيرة من القوات البحرية للحرس الثوري، أي الفرع البحري لقوات حرس الثورة الاسلامية في ميناء بندر عباس.
 
اما الصناديق المعدنية الستة المتبقية التي تحتوي على ما مجموعه 2640 خرطوشة، فعليها علامات تنسق مع الذخيرة التي تصنعها الشركة البلغارية لصناعة الذخائر "Factory-10" التي تمارس الآن أعمالها باسم "Arsenal"، ويظهر في الصور التي تم الحصول عليها من فريق الخبراء المعني بالصومال رقمان مختلفان لدفعة الانتاج ( 86- 15 و 86- 16).
 
ويشير الفريق إلى ان عيار الخرطوشة يناسب البنادق الرشاشة الخفيفة من طراز pk ، التي لوحظ ان عناصر الحوثيين تستخدمها والتي ضبطت مرارا وتكرارا من المراكب الشراعية في بحر العرب من عام 2020.
 
وأبلغت حكومة الصين الفريق بأن العلامات الموثقة لا تتطابق مع العلامات الموجودة على الأسلحة والذخائر المصنعة في الصين، وبالتالي يحتمل ان تكون "نماذج ملقدة"، وفي الوقت نفسه أكدت حكومة بلغاريا ان العلامات تتطابق مع علامات الذخيرة التي صنعتها الشركة المذكورة سابقا، في عام 1986، لكن الشركة لا تحتفظ حينئذ بسجلات.
 
أسلحة صغيرة 
وجاء في الفقرة 43، ان الفريق يحقق في حالتين أخريين تتعلقان بضبط أسلحة صغيرة وأسلحة خفيفة وقعتا في 28 يناير، في سقطرى، وفي 24 سبتمبر في البحر الأحمر، وفي كلتا الحالتين ينتظر الفريق ردا من حكومتي اليمن والسودان، على التوالي ، بيد ان تحليل المعلومات المتاحة لعامة الجمهور يشير إلى ان الأسلحة كانت في كلتا الحالتين موجهة إلى السوق السوداء وليس إلى الحوثيين.
 
تهريب الأسمدة والمواد الكيميائية 
وحملت الفقرة "باء" من التقرير، عنوان " تهريب الأسمدة والمواد الكيميائية الأخرى عن طريق البحر"، اشارت في الفقرة "44" انه في 18 يناير 2022، اعترضت الولايات المتحدة مركبا شراعيا عديم الجنسية في خليج عُمان وضبطت 40 طنا من سماد "اليوريا"، وكان هذا نفس المركب الذي سبق حجزه في 11 فبراير 2021، وعلى متنه شحنة من الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة قبالة سواحل الصومال، وسلمت بحرية الولايات المتحدة للمركب وحمولته وأفراد الطاقم اليمنيين الخمسة إلى خفر السواحل اليمني.
 
وتفيد الوثائق التي عثر عليها على متن السفينة بما في ذلك شهادة تسجيل سفينة سريلانكية مزورة، بأن المركب الشراعي يسمى "الاتحاد".
 
وجاء في الفقرة "45"، في مارس 2022، تمكن الفريق من تفتيش المركب الشراعي في ميناء نشطون بمحافظة المهرة، ورغم أن الاسمدة قد دمرت، حصل الفريق على صور للأكياس، وبعض الملصقات التي تشير إلى ان Handan Petrochemical Company ، وأخرى تفيد بأن السماد قد صنع في تركمانستان، وأجرى الفريق مقابلة مع أفراد طاقم "الاتحاد" الذين افادوا بان "احمد حلس" قد جندهم في الحديدة، وهو نفس الشخص الذي جند طاقم "الغزال 1"، وزودهم حلس بجوازات سفر جديدة وهاتف ثريا ساتيلي وأجهزة ملاحية تعمل بواسطة النظام العالمي لسواتل الملاحة، اضافة غلى رقم هاتف عماني للشخص المسمى "بكر"، وافاد افراد الطاقم بأنهم غادروا الحديدة على متن قارب صغير في سبتمبر 2021، متجهين غلى مدينة "ابوك" في جيبوتي، وهناك قابلهم رجل عرف عن نفسه باسم "شينا" فقط، وطلب منهم ركوب المركب الشراعي "الاتحاد" إلى مدينة "صحار" بسلطنة عمان لتحميل شحنة من الأسمدة.
 
وجاء في الفقرة "46"، وأجرى الفريق مقابلة مع ربان المركب الشراعي وبقية افراد الطاقم كل على حدة، ورغم أنه وفقا لافاداتهم كانوا متفقين على أنهم غادروا من "أبوك" فإن الربان افاد بأنهم ذهبوا إلى مدينة "صحار"، حيث اتصلوا بالشخص المسمى "بكر"، وقضوا حوالي 20 يوما في "منزل آمن" ثم عادوا من "ميناء أكبر" في الامارات، زعم أنه لم يتمكن من تحديده، وافاد أفراد الطاقم بأنهم ذهبوا إلى "ميناء مجهول" في مدينة  كبيرة حيث لا يتكلم الناس اللغة العربية، ويشير الفريق إلى أن بعض أجزاء هذا الأسلوب في العمل ( الذهاب إلى أحد الموانئ، والاقامة في "منزل آمن"، والمغادر من ميناء آخر) تتطابق مع المعلومات التي قدمها الطاقمن الذي اعتُرض في 20 ديسمبر 2021، وبحوزته شحنة من الأسلحة، ومع المعلومات المستمدة من مقابلات أجريت مع أعضاء مزعومين في شبكة تهريب حوثية احتجزهم خفر السواحل اليمني في 7 مايو 2020، في البحر الاحمر، وافادت السلطات العمانية بأنه لا توجد معلومات مسجلة عن دخول المركب الشراعي أو افراد الطاقم إلى أي ميناء في البلد.
 
والفقرة "47"، أفاد أفراد الطاقم بأنهم أنهوا بنجاح رحلة واحدة في سبتمبر واكتوبر 2021، بين الميناء المجهول، وجيبوتي لنقل أسمدة، وبعد عودتهم غلى "ابوك" قام "شينا" بترتيب نقل الشحنة إلى مركب شراعي آخر، ولا يعرف الفريق المقصد النهائي للأسمدة ولكن من المرجح، استنادا إلى الانماط التي لوحظت سابقا، أن يكون مقصدها الحديدة او الصليف، وأفاد أفراد الطاقم بأنهم سافروا في الرحلة الثانية إلى نفس "الميناء المجهول" كما فعلوا من قبل، ولكن بعد إقامتهم الثانية في "المنزل الآمن"، سافروا برا لمدة ساعتين تقريبا قبل المغادرة من ميناء آخر، وعندما عادوا إلى المركب الشراعي "الاتحاد" كان المركب محملا بالكامل ومزودا بالطعام والماه والديزل، وغادروا غلى جيبوتي حوالي 14 يناير 2022، واعترضتهم بحرية الولايات المتحدة بعد أربعة ايام.
 
ونسخ الوثائق التي عثر عليها على متن المركب، والتي تشير إلى ان شحنة "اليوريا" تم تحميلها في دبي بتاريخ 24 ديسمبر 2021، كانت مزورة وفقا لما أفادت به سلطات الإمارات، ويشير الفريق إلى ان المركب الشراعي "باري -2"، الذي اعترضته المملكة العربية السعودية في 24 يونيو 2020، وعلى متنه شحنة كبيرة من الأسلحة قبالة سواحل الصومال، كان يحمل ايضا وثائق ميناء مزورة من الامارات، وتسجيلا زائفا في سريلانكا.
 
 الفقرة "48"، في 7 نوفمبر 2022، اعترضت الولايات المتحدة مركبا شراعيا عديم الجنسية آخر في خليج عمان، وكان طاقم هذا المركب يتألف من أربعة يمنيين تم تسليمهم بعد ذلك إلى خفر السواحل اليمني، وتفيد الوثائق التي عثر عليها على متنه، بأنها كانت تحمل شحنة يبلغ وزنها 170 طنا من سماد "اليوريا" المعبأ في أكياس تزن 50 كيلوغراما، وتبين الصور التي حصل عليها الفريق أن الأكياس كانت مطابقة للأكياس التي كان يحملها "الاتحاد"، لكن نتائج تحليل مختبري أجري لاحقا تبين أن زهاء ثلث الأكياس (65 طنا) كانت تحتوي على مادة "فوق كلورات الأمونيوم"، التي لها تركيبة مختلفة ( مسحوق وليس أقراص) وتعبئة داخلية مختلفة مقارنة باليوريا ، ووفقا لتقرير من مصدر آخر، أفاد افراد الطاقم أنه قد تم تجنيدهم في المخا في سبتمبر 2022، ثم سافروا بالحافلة عبر عدن والمهرة إلى صلالة في سلطنة عمان، وسافروا جوا من هناك إلى مسقط، وافادوا أيضا أنهم سافروا جوا من مسقط إلى طهران، حيث وصلوا في 4 أكتوبر، وأنهم قضوا تسعة أيام في "منزل آمن".
 
وبعد ذلك انتقلوا إلى "ميناء بحري عسكري"، حيث قضوا أسبوعين آخرين في "منزل آمن"، وبعد ذلك، انتقلوا إلى "ميناء بحري عسكري" واستقلوا المركب الشراعي وأبحروا إلى ميناء تجاري أكبر، حيث قاموا بتحميل أكياس السماد مباشرة من مقطورات إلى المركب الشراعي.
 
وغادروا المينا صباح اليوم  التالي، على الأرجح في 4 نوفمبر، بعد أن زودوا بهاتف ثريا ساتلي وجهاز ملاحي، ولا يمكن للفريق التحقق من هذه المعلومات بصورة مستقلة، غير أنه حصل على نسخ من جوازات السفر التي كان يحملها أفراد الطاقم، تبين أنهم دخلوا عُمان في 2 اكتوبر، وغادروا البلد بعد يومين، وحصل الفريق أيضا على نسخة من بطاقة الصعود إلى الطائرة الصادرة بأسم أحد افراد الطاقم لرحلة جوية من طهران إلى بندر عباس في 13 اكتوبر، ووفقا لما أفادت به الولايات المتحدة تبين الاحداثيات المستمدة من جهاز يعمل بواسطة النظام العالمي "لسواتل" الملاحية عير عليه على متن المركب الشراعي، ان القارب غادر من ميناء يقع جنوب بندر عباس في ايران، واتصل ا لفريب بسلطنة عمان وجمهورية ايران الاسلامية، طلبا لمعلومات عن تنقل الطاقم وهو لا يزال ينتظر الرد منهما.
 
"اليوريا والامونيوم"
وفي الفقرة "49"، يحقق الفريق في العلاقة بين تهريب سماد "اليوريا"، مادة "فوق كلورات الأمونيوم"، وشبكة افراد كانوا يقومون بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، فاستيراد سماد اليوريا الذي يحتوي على نسبة عالية من "النيتروجين"، إلى اليمن غير مشروع، على الأرجح لانه يعتبر على الصعيد الدولي من السلاتف الشائعة المستخدمة لصنع الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، وفي الفترة بين 17 و26 أكتوبر عثرت منظمة انسانية غير حكومية معنية بإزالة الألغام على أجهزة متفجرة يدوية الصنع في أربعة حقول ألغام حوثية مختلفة في محافظتي الحديدة وتعز، واجرت تحليلا للمتفجرات المستخدمة، تبين النتائج وجود أملاح النيترات والكلورات او البرومات، ولكنها لم تجد دليلا على وجود "اليوريا".
 
وليس الفريق على علم بأي تقارير تفيد بأن جماعات أخرى في اليمن مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، تستخدم نيترات اليوريا لصنع المتفجرات، وبخلاف اليوريا، لمادة فوق كلورات الأمونيوم، استخدام عسكري واضح لدى الحوثيين كعنصر مؤكسد لصنع الوقود الداسر الصلب لصواريخ الجماعة وقذائفها.
 
وبالنظر إلى انه نادرا ما يجري الفحص المختبري للسماد المضبوط، من الممكن ان تكون المضبوطات السابقة من السماد بما فيها تلك المبينة في الفقرة 44 او تلك التي ضبطت في 25 يونيو 2019، تحتوي ايضا على مواد كيميائية غير "اليوريا".
 
مكونات القذائف
وحمل البند "جيم" من التقرير عنوان "تهريب مكونات القذائف عن طريق البحر"، جاء في الفقرة "50 " في الساعات الأولى من يوم 28 يناير، اعترضت المملكة المتحدة زورقا عديم الجنسية يحمل شحنة من مكونات القذائف في خليج عمان، كما اعترضت زورقا ثانيا يوم 25 فبراير، في الصباح الباكر ايضا، عند نفس الموقع تقريبا، وتفيد التقارير بأن كلا الزورقين كانا يتحركان بسرعة عالية جدا من الساحل الإيراني في اتجاه سلطنة عمان، وأبلغ الفريق بأن طاقم كل من الزورقين كان يتكون من ثلاثة أفراد عرفوا انفسهم بـ "رعايا ايرانيون".
 
وفي الفقرة "51"، وكان الزورقان يحملان مكونات لقذائف انسيابية وقذائف أرض – جو، ومعدات أخرى ملفوفة في حزم بلاستيكية، وكان الزورق الأول يحمل 10 حزم، بينما وجدت 32 حزمة في الزورق الثاني، وتمكن الفريق من اجراء عمليتي تفتيش للأصناف المضبوطة، وكانت الشحنة تضم كونات من بينها "محركات تربينية نفاثة صغيرة، لخمس قذائف انسيابية للهجوم البري طراز قدس، يستخدمها الحوثيون منذ عام 2019، وعلاوة على ذلك كانت الشحنة تضم مكونات 10 قذائف أرض – جو، أو طائرات مسيرة حوامة من طراز "358"ن يقال أن الحوثيين نشروها فيا ليمن، ويشير الفريق إلى انه سبق ان ضبطت بحرية الولايات المتحدة مكونات لكلا منظومتي الأسلحة في خليج عدن في 25 نوفمبر 2019، و9 فبراير 2020.
 
وحملت الفقرة "52"، وكنت الشحنة المضبوطة في 25 فبراير 2022، تضم طائرة مسيرة من طراز Matrice 300 RTK من صنع شركة DJI Enterprise في الصين.
 
وهي عبارة عن طائرة صغيرة رباعية المراوح متوفرة تجاريا، تفيد الشركة التي تصنعها بأنها توفر ما يصل إلى 55 دقيقة من وقت الطيران وانها مجهزة بكاميرا عالية الاستبانة، ووثق الفريق الرقم التسلسلي للطائرة المسيرة/ وكتب الى الصين لطلب معلومات عن تسلسل عهدتها، ولكنه لم يتلق ردا بعدن ووفقا لما افادت به المملكة المتحدة، تشير سجلات الرحلات المستمدة من أجهزة المراقبة الذكية إلى أنه أجريت عدة رحلات جوية قصيرة بهذه الطائرة المسيرة في 8 نوفمبر 2021، ربما لأغراض الاختبار او التدريب، وحصل الفريق على احداثيات تلك الرحلات، ولاحظ أنها تتطابق مع مواقع قريبة من منتزه "شيتغار" في غرب طهران، بما في ذلك مجمع من المباني تم تحديده في مصادر مفتوحة باسم "حامية دستفاريه"، ويزعم ان المجمع يضم القوة الجوفضائية التابعة لفيلق الحرس الثوري الاسلامي، وقيادة سلاح الجور المسير، ولا يستطيع الفريق ان يتحقق بصورة مستقلة مما أذا كانت الاحداثيات مستمدة بالفعل من أجهزة مراقبة الطيران، أو ما اذا كانت المباني تضم مرفقا تابعا لفيلق الحرس الثوري الاسلامي، وقد اتصل بجمهورية ايران الاسلامية لطلب معلومات عن مكونات القذائف المضبوطة والاحداثيات التي يزعم أنها مستمدة من أجهزة مراقبة الطيران، وابلغت ايران الفريق بأنها ترفض وجود أي صلات بين "سلطات جمهورية ايران الاسلامية، وتلك المركبات والمعدات الموجودة فيها.
 
وجاء في الفقرة "53" من التقرير، بأن الفريق يحقق في الدور المحتمل لأفراد وكيانات في جمهورية ايران الاسلامية وعُمان، في نقل أجزاء القذائف، وما اذا كانت هذه الاجزاء موجهة إلى الحوثيين، كما زعمت المملكة المتحدة، وهو ما يشكل انتهاكا لحظر الاسلحة المحدد الأهداف، وكان الحوثيون ادعوا سابقا ان قذائف "قدس" قد انتجت محليا، وهم الجماعة المسلحة الوحيدة التي اعترفت باستخدامها في هجمات على السعودية والامارات، وضبطت البحرية الملكية البريطانية لمكونات قذائف "قدس" يؤيد ما ذدرة الفريق من أن القذائف لا تزال تُهرب من الخارج في شكل قطع وأن التجميع النهائي يتم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين.
 
كما تم مؤخرا توثييق وجود قذائف من طراز "358" في العراقن ولكن نظرا لموقع اعتراض الزورقين ومسارهما يكاد يكون من المؤكد ان المكونات التي ضبطتها البحرية البريطانية، كانت موجهة إلى الحوثيين.
 
قذائف موجهة 
وحمل البند "دال" عنوان "تهريب قذائف موجهة مضادة للدبابات عبر عُمان".
وجاء في الفقرة "54"، في 10 مارس ضبطت السلطات اليمنية شحنة مكونة من 52 حاوية لاطلاق القذائف الموجهة المضادة للدبابات من طراز 9M133 Kornet  عند معبر "شحن" الحدودي مع عمان، وكانت حاويات الاطلاق مخفية داخل أربعة مولدات كهربائية كبيرة، مصممة خصيصا لتهريب البضائع غير المشروعة، وبعد أربعة ايام من عملية الضبط تمكن الفريق من تفتيش حاويات الاطلاق والمولدات ومقابلة شخصين محتجزين هما: سائق الشاحنة التي كانت تحمل المولدات وموظف الجمارك الذي قدم أوراق الشحن، ثم نقلت المولدات على متن شاحنة تحمل لوحة التسجيل اليمنية 05 – 40993، وصلت إلى الحدود من عُمان في 8 مارس.
 
وفي الفقرة "55"، وأفاد سائق الشاحنة أنه قد تسلم المولدات من 4000 كرتون حليب من مستودع تملكه شركة رابية الواقعة في المنطقة الحرة بالمزيونة في سلطنة عمان، وانه كان عليه تسليمها إلى مستودع مملوك لشركة الوادي الكبير في صنعاء، التي كانت تملك الشحنة.
 
وتلقى الفريق معلومات تفيد بأن شركة الوادي الكبير تمتلك عددا من المستودعات والشاحنات في اليمن، وانها سبق ان تورطت في التهريب لصالح الحوثيين، وشركة رابية يملكها ويديرها مواطنان يمنيان يعيشان في عُمان، أمر أحدهما السائق بتحميل المولدات على الشاحنة، واتصل الفريق بعُمان لطلب معلومات عن شركة "رابية" وعن تسلسل عهدة المولدات، وردت عُمان بأن لا تتوافر أي معلومات.
 
وفي الفقرة "56"، وقام الفريق بتفتيش حاويات إطلاق القذائف الموجهة المضادة للدبابات ولاحظ أن لها خصائص تقنية وعلامات تتسق مع نسخة "دهلاوية" الايرانية من القذيفة الموجهة المضادة للدبابات من طراز 9M133 Kornet ، وليس مع النسخة الاصلية المصنوعة في الاتحاد الروسي.
ولاحظ الفريق كذلك ان القذائف الموجهة المضادة للدبابات من ذلك الطراز كثيرا ما يستخدمها الحوثيون، وتم اعتراضها عدة مرات في خليج عدن، ووثق الفريق الأرقام التسلسلية لحاويات الاطلاق، واتصل بجمهورية ايران الاسلامية لطلب معلومات عن تسلسل العهدة، وابلغت جمهورية ايران الفريق بأن تلك القذائف الموجهة المضادة للدبابات، لا تتطالب مع المنتجات الايرانية وليس اصلها من ايران، وافادت ايضا ان عددا من البلدان تنتج نسخا مماثلة، وسبق ان ظهر كل من مركز شحن الحدود والشركتين في عُمان في تحقيقات الفريق في تهريب الذخائر والمعدات العسكرية والمكونات التجارية المستخدمة في صنع الطائرات المسيرة والألغام المضادة للأفراد، بيد أنه على حد علم الفريق كانت تلك المرة الأولى التي تم فيها ضبط منظومة أسلحة متطورة على الحدود.
 
مسيرة في عُمان
وفي البند "هاء" حمل التقرير عنوان " تحطم طائرة مسيرة في عُمان"
وفي الفقرة "57"، في 28 يناير تحطمت طائرة مسيرة بجناح دلتا في المنطقة الشرقية من سلطنة عمان، وفي حين افيد في البداية انها كانت تندرج ضمن موجة الهجمات على الامارات ، ابلغت عُمان الفريق بأنها كانت تسير في "اتجاه شمالي جنوبي"، وأنها لم تكن مجهزة لأغراض الهجوم او الاستطلاع، ويشير الفريق إلى ان الطائرة المسيرة كانت لها خصائص تقنية مماثلة للطائرة المسيرة بجناح دلتا، الطائرة وعيد، التي ظهرت لأول مرة في وسائط الاعلام المنتسبة للحوثيين، والطائرة وعيد نسخة أكبر ومتقدمة تقنيا من الطائرة المسيرة التي وثقت في الهجمات التي شنت على السعودية في العام 2019، وفي حين تورطت الطائرات المسيرة من طراز وعيد في هجمات على الناقلة Mercer Street في 29 يوليو 2021، و Pacific Zirkon في 15 نوفمبر 2022، في خليج عُمان، فليس الفريق على علم باستخدام الحوثيين لها في شن هجمات، لكن الفريق قام بتفتيش الحطام غير المكتمل لطائرة مسيرة من طراز وعيد اكتشفتها قوات حكومية اليمن على جبهة مأرب في ستمبر 2020، مما يشير إلى أن هذه المنظومة من الأسلحة كانت تستخدم في اليمن، ومن الممكن أن تكون الطائرة المسيرة التي عثر عليها في صحراء عُمان قد تحطمت اثناء "رحلة عبور" إلى الاقليم الذي يسيطر عليه الحوثيون، وربما تشكل طريقا جديدا للإمداد، وطلب الفريق تفتيش حطام تلك الطائرة المسيرة، لكنه ابلغ من جانب عُمان بأن الحطام قد دمرته السلطات العمانية.