لماذا تم تجميد قضية العامري و"السعيدة"؟

11:54 2023/02/22

فجأة برزت قضية الفساد والجريمة بحق المواطنين والمغتربين وحسن النوايا الذي تعاملوا به مع دعوة العامري للفزعة لبناء مستشفى لمرضي سرطان الدم. وصدم عامة الناس بعدها باختفاء الملايين الخاصة بالتبرعات التي تقاطرت من كل حدب وصوب لمن أصبح مذيعا.

محمد العامري، الذي ظهر كما هو حال كل من يتلبسون بالدين لجني الأموال الطائلة مستغلين حالة التعاطف الشعبي وبذور الخير والتعاطف للفطرة الإنسانية لعامة الشعوب لكل عمل خيري.

محمد العامري الذي أبرزته وقدمته قناة السعيدة بعلم أو بدونه، هذا في علم الله، وما سبق توضيح لمن يهاجمونني دائما بأنني منحاز لقناة السعيدة وإشادتي بمالكها عندما قام بنقل مباريات المنتخب وقتها.

نعم، قدمت السعيدة العامري  بصورة سينمائية كرجل مثالي ورجل من غير زمن الاستغلال والفساد وكل المؤامرات ومشاريع الزيف للوصول للتسابق على أموال المتبرعين (تارة باسم اليتيم وتارة باسم كسوة العيد ودعم فلسطين ودعم البوسنة ودعم مسلمي بورما). ولأن المطلوب وسيلة مؤثرة جديدة وبثوب آخر وبممثل يجيد تقمص الأدوار، برز الأوسكاري والمستحق لجائزة غرامي وغيرها محمد العامري، والغاية التي أعلنها وقتها بناء مستشفى خاص بمعالجة المصابين بامراض الدم والسرطان، والاقتداء بدول سبقتنا لتلك المشاريع الانسانية، بعيدا عما حصل في مصر وقفت وتبنته الدولة وليس كما حدث باليمن استفرد بالملف (العامري وعبر قناة السعيدة) التي تظل شريكة حتى يثبت العكس من واقع الشفافية المغيبة للتحقيقات، والتي لم نشهد أو نسمع بيانا توضيحيا من الجهات المسؤولة عن القضية والمسؤولة عن التجميد.

وفي وقت سابق، أعلن عن استدعاء للمذيع العامري محمد والدكتور حامد الشميري رئيس مجلس الإدارة ومالك القناة والذي أكد لي في تصريح سابق بأنه تم استدعاؤه للنيابة بعدن عن طريق الواتس، وتم التحقيق معه وأكد للجهات الامنية  بأنه لم يستلم أي مبلغ من تبرعات كل المشاهدين الذين سحرهم العامري بأسلوبه ولباقته وامتلاكه لثقافة كسب المستمعين ولغة  الاطمئنان التي يمنحها العامري  المتفرد بالتعمية ومقدرته لانتزاع  ثقة المستمع واطمئنانه بان الفلوس ستذهب لما تبرع له.

ويومها أقر العامري واعترف بأنه اقترض مليون دولار أو يزيد لإعانة ناس وحالات مرضية وغيرها، وبأنه سيعيد المبلغ الذي لا ندري من أعطاه الحق لاستخدام التبرعات التي أرسلت له ولجمعياته الخيرية الخاصة التي استفرطت بكبار تجار اليمن في دول الخليج وكل المغتربين الذين كانوا يتابعونه في قناة السعيدة.

ونود هنا طرح بعض الاسئلة الملحة والمستفزة: كم بلغ حجم التبرعات للتجار والمواطنين في اليمن ومغتربينا وتجارنا بدول الخليج وغيرها؟

أين ذهبت تلك المبالغ؟ ولماذا لم تقم الدولة بانتزاعها من العامري وغيره أن كان لدية شركاء؟

لماذا أثيرت قضية التبرعات فجأة في القنوات وخاصة بوسائل التواصل وتم إدخال القضية في ثلاجة مركزية وأدخلت في مقبرة فرعونية؟

هل تم إثارة القضية من هوامير تحصلوا على مبالغ وبالعملة الصعبة وهم من قاموا بالتغطية وإدخال القضية في كهف النسيان حتى إشعار آخر؟

إلى متى سيسكت المتبرعون عما حدث في قضية (نصب وجر) لم تعرفه اليمن لا بالوسيلة ولا بسبب جمع التبرعات؟ ولماذا لا يبادر المتبرعون برفع شكاوى ونشر سندات الإرسال للمبالغ التي تبرعوا بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليعرف عامة الناس حجم الكارثة المنسي عنها مع سبق الإصرار والترصد؟