Image

لبنان.. الوطني الحر يرفض مرشح الفساد لحزب الله

مع انطلاق أسبوع حافل بالمحطات المفصلية على تقاطعات الانهيار ومنزلقاته المالية والمصرفية والاجتماعية والمعيشية، وحاملاً عنوانين بارزين: «جنون» الدولار و«تشريع الضرورة»، فإن التطور السياسي الذي لم تستطع مصادر معنية القفز فوق تداعياته، والذي يواكب الواقع الحالي، فيتمثل في ما يمكن إدراجه في انفجار ناجز للصراع على ترشيح الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، ليس بين داعميه ومعارضيه التقليديين، وإنما بين طرفَي «تفاهم مار مخايل»، أي «التيار الوطني الحر» وميليشيا «حزب الله»، بما يوحي، وفق تأكيد المصادر نفسها لـ «البيان»، بالاحتضار النهائي لتحالفهما، ما يرتب انعكاسات على مجمل مناخات الاستحقاق الرئاسي العالق منذ 31 أكتوبر من العام الفائت.

الفوضى

وكان هذا التطور «الجذري»، المتمثل في مزيد من التدهور في العلاقة بين التيار والحزب، برز إلى واجهة المشهد السياسي من بوابة الردود «اللاهبة» الأخيرة لرئيس التيار النائب جبران باسيل، على كلام الأمين العام للحزب حسن نصر الله، عن موضوع الفوضى، واتخذ طابع قطع العلاقة بين الحليفين السابقين. ذلك أن انفجار الصراع علناً بينهما، وفق ما يتردد من معلومات، جاء هذه المرة على نحو مباشر حول تبنّي «حزب الله» لترشيح فرنجية، خصوصاً أن باسيل، وفي معرض هجومه على الحزب، لم يتردد في وصف الأخير، ولو من دون أن يسميه، بـ «مرشح الفساد».

وفي ظل الانسداد الذي يحاصر الاستحقاق الرئاسي العالق، والدوران في دوامة الفراغ والعجز والانتظار، لا يزال عنوان وحيد يتصدّر المشهد الداخلي، سياسياً، وهو تعميم الشلل والتعطيل، رئاسياً ونيابياً وحكومياً، فيما اكتسب النداء الذي وجهه النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا، لمناسبة مرور شهر على حضورهما المتواصل في قاعة المجلس النيابي، بعداً رمزياً ودستورياً ومعنوياً معبراً. ذلك أن النائبين، اللذين عمدا إلى مبادرة رمزية، بإضاءة جميع مقاعد النواب في قاعة المجلس حيث يعتصمان منذ شهر، توجها بندائهما إلى النواب، بالقول: «وكالاتنا عن الناس ليست حبراً على ورق، بل هي لخدمة الشعب».