Image

بخطط سرية لتغيير ديمغرافية السكان.. المليشيات تبدأ حصر أملاك "الأئمة" في اليمن من بوابة الأوقاف

بدأت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، عمليات حصر ومصادرة ما تدعي أنها أملاك "الائمة" في اليمن، في مقدمتها أراضي الوقف، بما فيها تلك الممنوحة للمستنفعين، وما كانت مملوكة لأسر الأئمة وما يسمى السادة الهاشميين.
 
وأكدت مصادر في وزارة الاوقاف بصنعاء أن الميليشيات شكلت ما تسمى "المنظومة العدلية" وأسندتها للقيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، الذي عمد إلى تعيين عدد من العناصر في القضاء، وتغيير الأمناء الشرعيين في صنعاء ومناطق عدة تحت سيطرتها، كانت الخطوة الأولى لبدء نهب ممتلكات الوقف في اليمن.
 
بدء عمليات النهب
وخلال الأشهر الماضية القليلة الماضية، كثفت المليشيات الحوثية من عمليات نهب ومصادرة الأراضي التي تدعي ملكيتها باعتبارها تتبع الوقف، خاصة الواقعة في إطار أمانة العاصمة، مديريات صنعاء، وتوسعت باتجاه محافظات عمران وذمار وإب والمحويت والجوف والحديدة وتعز.
 
ووفقا لمصادر قبلية ومحلية متعددة، أكدت قيام المليشيات بتسيير حملات قتالية معززة بالآليات والاسلحة الثقيلة إلى عدد من المناطق في تلك المحافظات، بهدف البسط ومصادرة الأراضي التابعة للوقف، وأخرى يستنفع منها عدد من المدنيين، بحجج مختلفة.
 
واستندت المليشيات الحوثية، من خلال عملياتها الإجرامية ومصادرة الاراضي والممتلكات الوقفية وغيرها، لمزاعم أنها "إرث إمامي"، بعد إجبار الهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة" على تسليمها وثائق الأملاك، وإقرار استراتيجية جديدة للمؤسسة بما يتعلق بالأراضي والاملاك، لم يتم الكشف عنها وفقا لمواطنين وسكان محليين في صنعاء.
 
وأشار سكان في صنعاء إلى أن الميليشيات أقرت خطة مصادرة وإعادة توثيق أراضي الأوقاف وممتلكات الدولة لصالح عناصرها، بما فيها التي تم منحها من قبل الأئمة وأسرهم لمواطنين عن طريق البيع والشراء أيام حكمهم، وكلها في محيط صنعاء ويبلغ قيمتها مليارات الريالات.
 
طوق صنعاء 
وشهدت أمانة العاصمة عمليات نهب واسعة لأراضي الأوقاف، بما فيها المباني والمنشآت التي يستفيد منها مدنيون وجهات حكومية، وصادرت كل الأراضي والمباني في محيط المساجد في صنعاء، وصادرت مباني في صنعاء القديمة والجراف وسعوان وصرف في شمال المدينة، وفي بني مطر وبني الحارث وأرحب وسنحان.
 
وتواصلت علميات نهب الأراضي ومصادرتها لصالح الحوثيين القادمين من كهوف صعدة، باستباحة منطقة الروضة شمال العاصمة، بحجة أنها من ىملاك الائمة "روضة الإمام". 
 
وطالبت حملة مسلحة حوثية تضم زينبيات، خلال الساعات القليلة الماضية، سكان الروضة بإخلاء المنطقة وتسليمها لعناصرهم باعتبارها أملاكا وإرثا للحوثيين.
 
ياتي ذلك فيما تواصلت عمليات الهدم لمنازل في منطقة الزور في صرواح مأرب وأخرى في جنوب صنعاء، وفي مديريات بني مطر، وبني حشيش، وبني الحارث، وبني حوات، وكلها في مناطق الأبناء السبعة، التي تنتشر في محيط صنعاء، بحجة أنها أملاك لأبناء أئمة نكلوا باليمن على مدى قرون حتى تم التخلص منهم في سبتمبر 1962.
 
أراضي الحديدة.. انتقام
كما سبق نهب أراضي ومباني وقف صنعاء، عمليات نهب واسعة لأراضي سكان الحديدة، تحت بند "الانتقام" لما تعرض له الإمام من أبناء الزرانيق، ليدفع أبناء المحافظة الساحلية المسالمة ثمن ما حدث قبل عقود من الزمن.
 
وعمدت المليشيات الحوثية، خلال الفترة الماضية، إلى مصادرة والاستيلاء على أراض شاسعة بقوة السلاح والعنف، من خلال تسيير حملات مسلحة للاستيلاء على أراضي المزارعين في الطرف اليماني من بلاد الزرانيق، التابعة لمديرية بيت الفقيه.
 
وأوضحت مصادر محلية في الحديدة أن الحملات الحوثية تركزت على المناطق الزراعية الواقعة بين قرى المحابيب والقعابل والغوانم، مشيرة إلى أن المليشيات تستهدف السيطرة على أراضٍ زراعية تمتد على طول اثني عشر كيلومترا.
 
ووفقا للمصادر، فقد عمدت المليشيات إلى تسوير تلك الأراضي المنهوبة بعد أن استباحوا دماء أبناء المنطقة الأبرياء، واعتقلوا العشرات منهم، كما صادروا أراضي جنوب الحديدة، بحجة إقامة معسكرات لعناصرهم الإرهابية في إطار استعدادها لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
 
مساعدة أممية
وتحدث العديد من أبناء الحديدة عن عمليات مصادرة أراضيهم، وحملوا اتفاق السويد، الذي منع تحريرهم في نهاية 2018 ومنح الحوثيين، مسؤولية ممارسة تلك الأعمال ضدهم، بما فيها أعمال التنكيل من قتل وسحل واختطاف واعتقال، وإجبار سكان على العمل في أراضيهم المصادرة، وما يخلفه ذلك من قهر وحالة نفسية لديهم.
 
واتهموا، في تصريحات وتغريدات على تويتر ومنشورات على فيسبوك، الأمم المتحدة وبعثتها "أونمها" بمساندة عمليات المليشيات تجاه أراضي أبناء الحديدة، وبأنها تكتفي بموقف المتفرج من جرائم السلب والنهب المنظم التي تمارسها عناصر الميليشيات بحق أبناء تهامة، وتحويل أراضيهم ومزارعهم إلى مواقع قتالية واستثمارات خاصة، والتي قالوا إنها تصاعدت وتيرتها منذ اتفاق السويد.
 
تغير ديموغرافي 
وكشفت عمليات المليشيات لمصادرة ونهب الأراضي في مناطق متفرقة تحت سيطرتها، عن مساعيها الخبيثة التي رسمتها منظومة خبراء تديرها عناصر إيرانية ومن حزب الله، ومقرها صنعاء، متمثلة بإنشاء مستوطنات بشرية لعناصرها القادمة من صنعاء ومن أسر الهاشميين وتابعين لها.
 
وأكدت مصادر محلية قيام المليشيات ببناء عمارات ذات طابع ولون واحد في صنعاء لعناصرها، وقاموا باستقدام عناصر من صعدة وحجة للسكن وممارسة أعمال تجارية فيها، وهي عمارات مبنية بحجر "أبيض" يتم استقدامه من صعدة.
 
وفي تعز، عمدت المليشيات إلى بناء مساكن ومنازل لعناصرها في مناطق سيطرتها في الحوبان والتعزية وشرعب الرونة، كلهم من مناطق سحار وباقم في صعدة، وآخرون من حجة وعمران، وسهلت لهم حق التصرف بأراضي الأوقاف في تلك المناطق لتحقيق استقرار مالي وتجاري فيها.
 
وتركز المليشيات على المناطق التي لا تحظى فيها بقاعدة شعبية، لغرس عناصرها من أسر هاشمية وآخرين من المناطق الموالية لها، بهدف تحقيق هدفها بالحصول على قاعدة شعبية في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام وإجراء انتخابات مستقبلا، لتشكل تلك المستوطنات البشرية الكبيرة أغلبية، من خلال دعمها والتأثير على سكان المناطق المتواجدين فيها.