Image

استمرار خسائر سوق العملات المشفرة

شهد سوق العملات المشفرة خسائر فادحة في الأشهر الماضية، مع إفلاس منصات عدة للتداول واتهام مؤسس «إف تي إكس» بالاحتيال، وتراجعت أسعار العملات الرقمية المشفرة، أمس، وسط ملاحقات قضائية من السلطات الأمريكية لمنصات العملات المشفرة.

وحذر عضو مجلس محافظي الاحتياط الفيدرالي، كريستوفر والر، قائلاً: «إن مستثمري العملات المشفرة قد يخسرون كل أموالهم». وذكر في تصريحات، أن تأثير العملات المشفرة غير المباشر في النظام المالي الأوسع كان محدوداً حتى الآن، ولكن من الضروري أن يتأكد المنظمون من تخفيف أخطار الاستقرار المالي المرتبطة بهذا السوق.

وأضاف: إذا كان أي شخص يريد الاحتفاظ بهذا النوع من الأصول، فليفعل ذلك، ولكن إذا قمت بشراء أصل مشفر وتراجع سعره إلى الصفر في مرحلة ما، فلا تشعر بالمفاجأة ولا تتوقع من دافعي الضرائب أن يتحملوا خسائرك.

وتراجعت القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة في تداولات أمس بنسبة 0.92% لتصل إلى 1.01 تريليون دولار، وبلغ حجم التداول في آخر 24 ساعة نحو 49.31 مليار دولار، بتراجع قدره 33.88%.

وانتشر الذعر في سوق كريبتو لتداول العملات الرقمية المشفرة، بعد أن اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية منصة تداول كريبتو Kraken التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها بتقديم برنامج ستاكينغ غير مسجل للعملات الرقمية، ووصفته بأنه انتهاك لقانون الأوراق المالية الأمريكي.

ورغم الهبوط المفاجئ في سوق كريبتو، يواصل المستثمرون عمليات الشراء وخصوصاً على عملة بيتكوين؛ لاعتقادهم أنها هزة مؤقتة، وخصوصاً في ظل ارتفاع معدلات البطالة، ما يشير إلى توجه الفيدرالي الأمريكي لمواصل سياسة التشديد النقدي.

وكان المستثمرون في سوق العملات الرقمية المشفرة قد فقدوا أكثر من تريليوني دولار خلال عام واحد فقط، حيث كانت العملات الرقمية في مثل هذا الوقت من العام الماضي تُحلق عالياً لتبلغ ذروة ارتفاعاتها، وكان المستثمرون من كل أنحاء العالم يتدفقون على السوق للاستفادة من الأرباح الفلكية التي يتم تسجيلها.

ففي نوفمبر 2021، كان المستثمرون يصفون عملة «بيتكوين» بأنها مستقبل المال، و«إيثريوم» بأنها أهم أداة مطورة في العالم، وكانت أسعار العملتين المشفرتين تسجل ارتفاعاً قياسياً تبين لاحقاً أنه الذروة قبل أن تبدأ بالهبوط.

وانهارت «بيتكوين» جنباً إلى جنب مع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم، والتي تهاوت هي الأخرى خلال الشهور الماضية. وكانت تقدر قيمة سوق العملات المشفرة في السابق بنحو 3 تريليونات دولار، إلا أن هذه السوق تبلغ الآن حوالي 900 مليار دولار فقط، بعد أن فقدت أكثر من ثلتي قيمتها (70%)، أو ما يزيد عن تريليوني دولار.

وبدلاً من العمل كأداة تحوط ضد التضخم، الذي يقترب من أعلى مستوى في 40 عاماً، فقد أثبتت عملة «بيتكوين» أنها أحد الأصول المضاربة الأخرى التي تنفجر وتنخفض عندما يذوب الحماس ويخاف المستثمرون.