Image

ظاهرة اجتماعية دخيلة على المجتمع العدني "فتيات" يشكلن عصابات لممارسات نشاطات مختلفة

أفرزت الفوضى الاحتجاجية التي شهدت اليمن العام 2011، وما تلاها من حروب وأزمات اقتصادية وفساد كبير مستمر حتى اليوم، ظواهر اجتماعية عدة دخيلة على المجتمع اليمني، والعدني على وجه التحديد، سنتناول أهمها في هذه النافذة التي يتيحها "المنتصف نت".
 
عدن "مدينة البخور والطيب"، الواقعة على الساحل الجنوبي لليمن، بدأت تظهر فيها عدد من القضايا الاجتماعية والظواهر السلبية، منذ السنوات العشر الأخيرة، طالت كل بيوت المجتمع العدني، سببها ما تعيشه البلاد من فوضى وعدم وجود دولة حقيقية.
"المنتصف نت" سيبدأ مع مطلع العام الجديد 2023، تناول تلك الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع العدني، ووضعها أمام الراي العام المحلي والمعنيين لإيجاد معالجات سريعة لها.
 
"عصابات ناعمة"
شهدت مديريات عدن الثمان، بروز ظاهرة "العصابات النسائية"، المشكلة من فتيات في مقتبل العمر، وبعضهن من طالبات المدارس الثانوية، يمارسن عددا من النشاطات الإجرامية، ما يجعلهن أكثر خطورة حيث لا يتوقع أحد بىن يقمن بأعمال كانت مقتصرة على "عصابات" ومجرمين من الجنس الخشن "الرجال".
 
ترويج مخدرات 
 
يتحدث أحد سكان منطقة التواهي يدعى "أمجد صالح" بأن مناطق عدة في المديرية يجري فيها الترويج والتعاطي لأنواع مختلفة من المخدرات التي باتت تنتشر بشكل كبير في عدن وغيرها من المحافظات اليمنية، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية التي أغرقت البلاد بهذا البلاء القادم من ايران.
 
ويتابع أمجد حديثه لـ"المنتصف" بأن المخدرات مجودة في عدد من المجتمعات العربية، وفي اليمن أيضا، ويتم الترويج لها من قبل عصابات متخصصة يديرها شباب ورجال وفقا لتنظيمات وشبكات متصلة ببعضها، وتمارس نشاطها في السر وبعيدا عن مسامع أجهزة الأمن التابعة للدولة.
ولكن يضيف "أمجد": هنا في عدن وفي مناطق عدة مثل التواهي والمعلا وشعب العيدروس بكريتر، ودار سعد في الشيخ عثمان، وفي المنصورة وخور مكسر، توجد عصابات نسائية تضم فتيات من مختلف الأعمال بما فيها طالبات مدارس في بداية مرحلة الشباب، يمارسن تلك مهنة الترويج للمخدرات بمختلف أنواعها.
 
كلام "أمجد" أكده أحد عناصر الأمن المتقاعدين، ويدعى "حسام الداعري"، بأن عصابات النساء والفتيات بدأت تنتشر بشكل كبير في المجتمع العدني تمارس هذه الجريمة القذرة، نظرا لعدة عوامل، منها أن النظرة المجتمعية ومن الأجهزة الأمنية للمرأة، نظرة محترمة تتقيد بالعادات والتقاليد، فضلا عن أن المرأة أو الجنس الناعم كان دائما في اليمن بعيدا عن ممارسة مثل هذه الأمور.
 
ويضيف "الداعري" إلى تلك النظرة والبعد الاجتماعي للمرأة: هناك عامل الإغراء والقدرة على جذب الشباب من الذكور بشكل خاص، ومن الجنسين بشكل عام، إلى مربع التعاطي وبطرق سهلة، بالمقارنة بالنسبة للمروجين من الذكور.
 
وعن تأكيده بوجود تلك العصابات وممارستهن لها، أكد "الداعري" بشكل قاطع وجودهن وانتشارهن في عدد من المناطق، وبشكل بات عدد كبير من السكان يعلمون ويتحدثون عنه، وأنه قد تم القبض على العديد من الفتيات والنساء وهن يروجن أصناف عدة من المخدرات والحشيش والحبوب.
 
مناطق وأماكن الترويج
 
"أم يوسف"، امرأة في العقد الخامس من عمرها، تتحدث لنا بمرارة عن تلك الظاهرة التي قالت انتشرت في الأحياء ومناطق عدة منها "السواحل، والمتنزهات والمطاعم الفاخرة" وفي المنتجعات التي انتشرت مؤخرا في عدن، وهي مناطق فساد أخلاقي حد وصفها.
 
وأكدت "أم يوسف"، وجود عصابات فتيات يمارسن تلك المهنة، من اجل الربح السريع، ومعظمهن "يتعاطين"، وقد تم تجنيدهن وتشغيلهن في هذه العملية، التي تتبعها قضايا غير أخلاقية من دعارة وحفلات ماجنة، واحيانا جرائم قتل.
 
الفساد وغياب الدولة
ويتهم عدد من سكان عدن الحكومات المتعاقبة منذ انقلاب 2014، بعدم قدرتها على فرض وجودها وإعادة الأجهزة الضبطية لممارست أعمالها، والتي كانت تشكل سياج حماية للمجتمع في عهد النظام السابق.
 
ويقول "وائل العزعزي" إن غياب الدولة وانتشار الفساد ومراكز القوى في عدن، عامل مساعد لانتشار مثل تلك العصابات، وانتشار المخدرات وغيرها من البلاوي التي باتت تصيب جميع بيت عدن ومناطق يمنية عدة.
 
ويتابع: في كثير من تلك القضايا يقف ورائها قيادات نافذة فيما يسمى القيادات التي أفرزتها حرب 2015 ضد الحوثيين في عدن وغيرها من المناطق المجاورة لها، وهي مراكز قوى لا يمكن الوقوف ضدها الا أجهزة الدولة الغائبة تماما.
   
تحذير تربوي
في عدن، كان حذر عدد من النشطاء ومدراء المدارس، من انتشار ظاهرة "العصابات" التي تتشكل في المدارس للجنسين في عدن، والتي تعمل على ترويج المخدرات، والدعارة، وسرقة السيارات، والسطو على محلات تجارية تبيع متعلقات نسائية واطفال.
 
ونقل عن الناشط العدني ومدير مدرسة الجلاء في مديرية خور مكسر "أكرم الحريري"، تحذيره للأسر العدنية من انتشار ظاهرة وصفها بالخطيرة تهدد المجتمع تحدق به، تتمثل بتشكيل عصابات اجرامية خطيرة من فتيات وشباب، يحملون مغريات عدة لاصطياد الشباب والفتيات وجرهم إلى مربع تعاطي المخدرات وممارسة الدعارة.
 
وأنت تعيش وتتنقل في شوارع وأحياء عدن في مديريات مختلفة، تسمع دائما الحديث عن حجم انتشار المخدرات والحبوب في أوساط الشباب والشابات، وحتى فئات عمرية كبيرة في المجتمع، وعن وقوف ما يعرف بالقيادات، وراء كل عصابة تروج لتلك السموم التي تأتي من إيران بالدرجة الأولى.
 
كما تسمع عن وجود عصابات من النساء والفتيات وانخراطهن في هذا المجال من بوابة "الإغراء الجنسي"، وكسب المال، والانتقال إلى مرحلة "الدعارة والتعاطي".. هذه هي الحالة وما خفي كان أعظم. 
 
ويبقى المسؤول الأول عن انتشار هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الدخيلة على المجتمع "الفساد وغياب الدولة".