Image

هذا ما يتمناه اليمنيون في عامهم الجديد 2023

يستقبل اليمنيون العام الجديد بكثير من الخيبة جراء الحرب التي فرضتها عليهم عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران والتي تسببت بظروف معيشية صعبة وحوّلت بلدهم إلى "قطعة من الجحيم".
 
ولا تختلف أمنيات اليمنيين للعام الجديد عن نظيراتها في الأعوام السابقة حيث لم تحن فرصة إحلال سلام دائم في اليمن خلال العام الماضي 2022 ، رغم بعض الآمال على وقع التوصل لهدنة توسطت فيها الأمم المتحدة بين طرفي الصراع (عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران من جهة، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا من جهة أخرى).
 
ورغم كل المآسي والصعاب التي واجهت اليمنيين خلال السنوات الماضية والتي ذاقوا مراراتها وتجرعوا عذاباتها، بأقسى ما يمكن وصفه، إلا أن القليل من اليمنيين ينظرون لهذا العام الجديد بعيون مليئة بالتفاؤل والأمل.
 
ورغم هشاشة الهدنة التي انتهت في الثاني من أكتوبر الماضي، إلا أنها وفرت لليمنيين العاديين فاصلا من العنف والاقتتال إذ ذكرت  الأمم المتحدة  أن البلاد لم تشهد عمليات عسكرية كبيرة لينخفض عدد ضحايا العنف بنسبة 60 بالمائة.
 
وتطغى الأمنيات العامة على الشخصية لدى البعض، إذ يتطلعون إلى وضع حد لمأساتهم المستمرة للعام الثامن على التوالي من خلال إيقاف الحرب، وعودة أطراف الصراع إلى طاولة الحوار.
 
اغلب القيادات العسكرية و الاعلامية و الناشطين جددوا التأكيد على استمرار المعركة الوطنية لليمنيين حتى تحقيق أهدافها واستعادة صنعاء، العاصمة التاريخية لليمنيين.
 
وقالوا  في تدويناتهم له على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"‏ بمناسبة العام الجديد: خمس سنين منذ مغادرتنا صنعاء الحبيبة الجريحة، وقلوبنا تنبض بالأمل والعزم على تحريرها والعودة إليها وإرجاعها كما كانت حاضنة لجميع اليمنيين بكل أطيافهم قبل أن تدنسها مليشيا الجبايات والنهب والتجويع الحوثية".
 
واختتم غالبيتهم بتغريدتهم بالقول: " مباركين للشعب بالعام الجديد و قائلين لا بد من صنعاء وإن طال النضال.. ".
 
ومع كل نهاية عام راحل وبداية عام قادم يعيش اليمنيون حالة صراع داخلي مع أنفسهم بين الأمل الذي يحمله حلول العام الجديد وبين خيبة الأمل التي خلفتها الأعوام الراحلة، خلال فترة الحرب على الأقل، وأصبح هذا الصراع مهيمنا على كثير منهم.
 
في ظل انعدام الرؤية وانسداد الأفق أمام الحلول الممكنة لموجة الصراع المسلح، الذي طغى على حياة اليمنيين وخرج عن سيطرة القوى المحلية الفاعلة فيه، ليصبح ورقة بيد القوى الخارجية تتخذ من اليمن مسرحا لتصفية حساباتها في إطار الحرب بالوكالة التي يدفع اليمنيون ثمنها غاليا من دمائهم وأرواحهم وقوت يومهم.
 
يحل علينا العام الجديد وقد انعدمت سبل العيش الكريم لدى غالبية اليمنيين كما انعدمت التوجهات الجادة نحو احلال السلام، الذي يتغنى به الجميع ويعملون جميعا على النقيض منه، فلا رغبة حقيقية لدى عصابة الحوثي الإرهابية في الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى سلام عادل ومستدام، ولا مساعي جادة لدى التحالف لانهاء الانقلاب وكلّ يتخذ من الآخر ذريعة للاستمرار في عمليات المواجهة.
 
الصحفي محمد عبدالقوي وفي منشور على صفحته بالفيسبوك قال: "عام جديد، واليمن تمر باسوى أزمة إنسانية واقتصادية، وسياسية اثقلت كاهل اليمنيين، دون أي بوادر ملموسة لحلول حقيقية على أرض الواقع".
 
وأضاف عبدالقوي أن السلام في اليمن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال، مغادرة جميع الأطراف الدولية التي استفحلت وعاثت بحياة اليمنيين، من خلال تبنيها لمقترحات حلول ومبادرات، ومساعي لم يرى الشعب منها شيئا على الواقع، عدا توسع معاناتهم. حسب تعبيره.
 
بدوره يقول الناشط عبدالله عبده سعيد إن أمنيته في العام الجديد هو ان يكتب فيه نهاية لعصابة الحوثي الإرهابية التي عاثت باليمن طيلة نحو ثمان سنوات.
 
ويضيف عبدالله: ما يحتاجه اليمنيين هو الثقة بأنفسهم وقدراتهم، الثقة أن من سيحرر صنعاء أيادٍ يمنية، لا أيادٍ خارجية.
 
من جهتها عبرت أماني عبدالله الحيمي عن امنيتها أن يكون  2023  عاماً ممتلئ بالخير الكثير.
وأضافت الحيمي في منشور على صفحتها بالفيسبوك :"  لربما كان من المفترض ان تقف تلك الأعوام  عن المضي ..وألا تُحسب من أعمارنا .. أعواماً لم نعشها بل عاشتنا بعبث"!
 
ومع الوضع المزي في اليمن إلا أن البعض ما يزال يتعلق بالقشّة التي تمنحه بصيص الأمل الذي يتضمنه شطر البيت الشعري للطغرائي القائل «ما أضيقُ العيش لو لا فُسحة الأملِ» والذي يتخذون منه متنفساً للتعبير عن استحالة دوام هذا الوضع القاتم فـ«دوام الحال من المُحال» وبالتالي يستبشرون خيرا مع حلول كل عام جديد ويتطلعون إلى ان تتحقق خلاله أمانيهم وأحلامهم، ويسعون إلى التفاؤل ولو كان مليئا بمؤشرات التشاؤم وإحباطات الواقع.