التاريخ الديني لليمن والتأثير الخارجي

03:11 2022/11/07

كانت المسيحية في اليمن -قبل الإسلام- منقسمة إلى فرق ومذاهب متعددة بتعدد المراكز الخارجية المصدِّرة للمقالات والصيغ اللاهوتية المختلفة. 
 
كان اليمنيون في الداخل يتلقون التأثير المسيحي من الشام ومصر والعراق والحبشة.
أدى ذلك إلى خلق واقع ديني غير مستقر من العقائد المتنوعة بتنوع المصالح المحلية وتنوع خطوط ومصادر التبشير ما بين يونانية (بيزنطية) وسريانية وحبشية. 
 
لم ينجح اليمن في تأسيس كنيسة مسيحية يمنية موحَّدة مطبوعة بطابعه الخاص. 
هذا الفشل سنلاحظه على امتداد تاريخنا الديني.
 
جميع المذاهب الإسلامية الفقهية والسياسية -السنِّية أو الشيعية- وافدة من بيئات خارجية، ولا واحد منها تم إنتاجه وتطويره محلياً.
 
لا يقتصر الأمر على الدين، حتى الأفكار والعقائد والمذاهب العلمانية.
 
في العصر الحديث، يمكنكم أن تلاحظوا كم استقبل اليمن من أفكار وروابط حركية تنظيمية وشعارات سياسية، كلها تقريباً وافدة من الخارج، عربياً أو من عموم العالَم.
 
على سبيل المثال، ظهرت الفكرة القومية العربية الحديثة بين الشام والعراق، وانقسمت عند التطبيق إلى مذاهب مطبوعة بطابع المناطق العربية المركزية: مصرية (من خلال التجربة الناصرية)، وعراقية وسورية (بعث العراق وبعث سوريا).
 
تفاعل اليمنيون مع المذاهب القومية الثلاثة بالفكر والحركة والتنظيم، وبنفس الحماس تقريباً.
هل يمكن لهذا أن يشير إلى شيء ما؟
 
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك