Image

أين الخطط العالمية لتوسيع الغابات من أزمة المناخ؟

يقترح الباحثون الاهتمام والحفاظ على الأشجار الموجودة، وتطوير واستخدام الطرق الزراعية الإيكولوجية، وإنتاج المواد الغذائية.

ويشير المكتب الإعلامي لجامعة ملبورن الأسترالية، إلى أن فريقاً دولياً من علماء المناخ، استنتج أن خطط زراعة الأشجار وتوسيع مساحة الغابات، التي تضمنتها اتفاقية باريس للمناخ، غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، كما نقلت عنه قناة «روسيا اليوم».

وتقول كيت دولي الباحثة في الجامعة: «تنظر الدول إلى الأرض على أنها مصدر لا ينضب، ويمكن استخدامه في تنفيذ الخطط المناخية. ولكن لا يمكن ببساطة أخذ مساحات من الأرض تعادل نصف مساحة الأراضي المستخدمة في الزراعة، وتشجيرها. هذه الخطط، ببساطة، لن تنجح في الممارسة العملية، نظراً لضعف الأشجار المزروعة، والزيادة المحتملة في حالات الجفاف والحرائق».

ويعتقد العديد من علماء المناخ، أن من غير الممكن الحفاظ على الزيادة في متوسط درجة الحرارة السنوية عند حوالي 1.5-2 درجة مئوية. لأنه من أجل ذلك، يجب على البشرية تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر، أو حتى إزالته تدريجيا من الغلاف الجوي. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الدول المشاركة في الاتفاقية، على تطوير خطط الإصلاح السريع للغابات، والنظم البيئية الطبيعية الأخرى، التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

وقد اهتمت دولي وفريقها العلمي، بمدى واقعية مبادرات الدول الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ، وقدروا مساحة الأراضي الزراعية التي ستستخدم في زراعة الأشجار. ومن أجل ذلك حللوا جميع الالتزامات الطوعية لهذه الدول، وحددوا مساحة الأراضي غير المستخدمة حالياً.

قابلية التنفيذ

وقد أظهرت الحسابات المناخية، أن خطط زراعة الأشجار غير قابلة للتنفيذ. ويذكر أن مساحة الأراضي غير المستخدمة، التي قررت الدول تشجيرها، هي أكثر من 633 مليون هكتار، منها فقط 551 مليون هكتار لا تستخدم في الزراعة، وكانت سابقاً غابات. وهذا يعني أنهم سيأخذون 82 مليون هكتار من الأراضي المستخدمة في الزراعة لتعويض النقص.

ووفقاً لها، سيؤدي هذا إلى تفاقم الوضع المتوتر لتوافر المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الصناعية الأخرى، ما سيؤثر بشكل خاص في المناطق الأكثر حرماناً وتخلفاً على الأرض.

ويشير العلماء، إلى أنه حتى في هذه الحالة، لن تكون زراعة الغابات كافية، لأن التنفيذ الكامل للالتزامات المعلنة والمقبولة بالفعل، سيتطلب زراعة أكثر من 1.2 مليار هكتار من الغابات.

استناداً إلى هذه الاستنتاجات، يقترح الباحثون على الدول التي لديها مشاريع كبيرة لزراعة الأشجار، التركيز والحفاظ على الغابات الموجودة، وكذلك على تطوير واستخدام الطرق الزراعية الإيكولوجية في إنتاج المواد الغذائية في مناطق الغابات الجديدة، حيث سيخفض كلاهما من المخاطر المرتبطة بزيادة احتمال اندلاع الحرائق وتدمير الغابات.

مخاطر متزايدة

ويدخل الاهتمام بالغابات، في سياق الحلول المناخية. يقول تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن تغير المناخ آخذ في تزايد شدته وانتشاره، حيث أصبحت حالات الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة، تحدث بشكل منتظم في نصفي الكرة الأرضية. وقد أدى ذلك إلى بدء محادثة عالمية حول كيفية مساعدة الناس والنظم البيئية والاقتصادات، على التكيف مع واقع جديد، يُعرف باسم التكيف مع تغير المناخ.

ويوضح تقرير فجوة التكيف الجديد لعام 2022، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن المناقشات بشأن هذه المسألة، لم تتحول بعد إلى إجراءات كافية. ويخلص التقرير إلى أن الجهود المبذولة في التخطيط للتكيف والتمويل والتنفيذ، لا تواكب المخاطر المتزايدة.

مارتن كابيل من قسم العلوم في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يقول إن من المتوقع أن يكون التكيف محل تركيز في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ (الاجتماع الـ 27 لمؤتمر الأطراف)، الذي سيعقد في مصر.

ويضيف أن التكيف يعني في الأساس التدابير المتخذة لمساعدة البلدان والمجتمعات والقطاعات، مثل الزراعة والطاقة المتجددة، والتخطيط - والازدهار أثناء - تأثيرات تغير المناخ. ويشير إلى أنه، على سبيل المثال، إذا علمنا أن الجفاف يأتي من خلال تنبؤ أفضل، فيمكن الاستعداد من خلال خطوات، مثل تجميع المياه في المكان الصحيح، وزراعة محاصيل أكثر صلابة، وإصلاح النظم البيئية، مثل الغابات.

مشروعات مساعدة

ويقول التقرير إن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ساعد أكثر من 75 مشروعاً بشأن التكيف مع تغير المناخ في أكثر من 50 بلداً. وتهدف هذه المشاريع مجتمعة إلى إفادة حوالي 2.5 مليون شخص، وإصلاح 113 ألف هكتار من الأراضي، وتحسين المعرفة بالتكيف مع المناخ لنحو 60 ألف شخص و131 مؤسسة، وبناء أكثر من 1100 هيكل لحصاد المياه، و82 محطة أرصاد جوية.

ويشير إلى أن هذا جهد كبير، لكنه يعد قطرة ماء في محيط مقارنة بحجم التحدي. ومع ذلك، نأمل أن تساعد برامجنا حول العالم، في توضيح المسار الصحيح للعديد من الآخرين، من خلال الحلول المبتكرة والقائمة على الطبيعة.

وتعتبر الحلول القائمة على الطبيعة، مثل إصلاح الأراضي والغابات، فعالة بشكل خاص، لأنها تعزل الكربون، وتوفر جميع أنواع خدمات التكيف، مثل تخزين المياه وتصفيتها، والحماية من الظواهر الجوية الشديدة.

ويؤكد أنه من خلال تدمير الطبيعة، فإننا «ساعدنا في دفع تغير المناخ، وقللنا من قدرة العالم الطبيعي على حمايتنا من تأثيرات المناخ».