السودان.. صعوبات تواجه تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية
يظل إنزال بند الترتيبات الأمنية التحدي الأساسي أمام إنفاذ اتفاق جوبا لسلام السودان، باعتباره يحدد الإجراءات والآليات التي من خلالها يتم تذويب الجيوش المتعددة التابعة للفصائل المسلحة ضمن الجيش الوطني الموحد، وبتأخر انجاز بند الترتيبات الأمنية تعطلت الكثير من البنود المرتبطة به، بل إن عدم تنفيذ الترتيبات الأمنية، انعكس سلباً على مجمل العملية السلمية، وبرزت إلى السطح الصراعات الاثنية التي وجدت البيئة مهيأة للانتشار، لا سيما في المناطق المستهدفة بالسلام في دارفور والنيل الأزرق وجنوب وغرب كردفان.
وفي إطار الوقوف على العقبات التي تعترض انفاذ بند الترتيبات الأمنية كثف وفد لجنة الوساطة الجنوب سودانية اجتماعاته في الخرطوم، واستمع الوفد الذي يرأسه عضو الوساطة الوزير بحكومة جوبا ضيو مطوك إلى شرح من لجنة الترتيبات الأمنية مسار دارفور، حول المراحل التي تم الوصول إليها والعقبات التي حالت دون تكملة ما تبقى من اتفاق جوبا للسلام.
نشر قوات
وقال رئيس لجنة الترتيبات الأمنية مسار دارفور اللواء أبو بكر ابو دقن فقيري إن الإجراءات قد اكتملت لنشر قوات حفظ الأمن بدارفور، وتم إعداد كل ما يلزم، مشيرا إلى توفر الإرادة السياسية والأمنية، إلا أن الإمكانيات شكلت عقبة، وأضاف «سنعمل من خلال إمكانياتنا الوطنية على نشر قوات حفظ الأمن بدارفور».
بدوره طالب عضو الوساطة الجنوب سودانية ضيو مطوك الشركاء الفاعلين محلياً وخارجياً خاصة الأمم المتحدة أن تعمل على توفير الدعم الفني والمالي، لاسيما وأن وجود ممثل للأمم المتحدة هدفه تحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى تحقيق الاستقرار في السودان باعتبار أن استقرار السودان يمثل استقراراً لجنوب السودان.
وأكد نائب رئيس لجنة الترتيبات الأمنية مسار دارفور سليمان صندل أهمية تنفيذ بند الترتيبات الأمنية من أجل تحقيق الاستقرار، ولفت عقب لقاء اللجنة بوفد الوساطة ضيو مطوك إلى صعوبة عودة النازحين واللاجئين وكذلك تنفيذ برنامج الحواكير ما لم يتم إنفاذ الترتيبات الأمنية.
مشيراً إلى أن اللجنة تمكنت من تنفيذ وتدريب قوة حماية المدنيين وهي قوة تم تأهيلها بصورة شاملة في مجال حقوق الإنسان وتنفيذ السلام وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، وأضاف «خلال أسبوعين ستكون القوة جاهزة حيث تم تجهيز الهيكل والخطة، وأن قيادات القوة سيتم تعيينها قريباً من الأطراف ذات الصلة».
قضية الأسرى
وأكد أن الاجتماع ناقش عمل لجنة معالجة قضية الأسرى والمفقودين باللجنة مسار دارفور، وقال إن ٢٥٠٠ عنصر سيتم إضافتها للقوة الحالية قريباً، لدعم قوات حفظ الأمن بدارفور المعنية بحماية المدنيين، ولفت إلى أن لجنة الترتيبات الأمنية أصدرت قراراً باستيعاب أي فصيل حامل للسلاح داخل قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين من أجل تحقيق الاستقرار.
وحول الترتيبات الأمنية الخاصة باتفاق منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أكد رئيس اللجنة الإعلامية المشتركة مسار المنطقتين العقيد شمس الدين عبد الوهاب أن ترتيبات الدمج وإعادة الدمج قطعت شرطاً بعيداً، وأن الجهود الآن تصب في الانتقال للمرحلة الثانية، وهي التدريب والتي ستبدأ قريباً، مؤكداً العمل من أجل تنفيذ كل البروتوكولات الأمنية الخاصة باتفاق جوبا للسلام.