Image

المنتخب الإنجليزي يسعى لتجاوز الإخفاقات ويتربص بلقب المونديال

في دولة ينظر إليها دائما بأنها مهد كرة القدم الحديثة، يصبح من الصعب تصور هذا الحصاد الهزيل للمنتخب الإنجليزي في البطولات الكبيرة.

وعلى مدار تاريخه الطويل والحافل بالمشاركات الأوروبية والعالمية، ظل رصيد المنتخب الإنجليزي قاصرا على لقب واحد في بطولات كأس العالم، والذي أحرزه في نسخة 1966 عندما استضافت بلاده البطولة، فيما لا يزال سجل الفريق خاليا من الألقاب في بطولات كأس الأمم الأوروبية، وكان أفضل إنجاز له في البطولة عندما بلغ المباراة النهائية للنسخة الماضية (يورو 2020) في منتصف عام 2021 وخسر أمام نظيره الإيطالي بركلات الترجيح.

وكانت معظم مشاركات ونتائج المنتخب الإنجليزي في بطولات كأس العالم تتسم دائما بأنها دون مستوى التوقعات التي ترافق الفريق إلى هذه البطولات خاصة مع النجاحات الهائلة التي حققتها الأندية الإنجليزية على مدار تاريخها وظهور العديد من النجوم الكبار الذين ارتدوا قميص هذا المنتخب.

ولكن مشاركة المنتخب الإنجليزي في النسخة الجديدة من المونديال قد تحمل طابعا مختلفا في ظل الطفرة التي أحدثها المنتخب في السنوات القليلة الماضية وظهرت ثمارها في بطولتي كأس العالم 2018 ويورو 2020 .

وكان المدرب الوطني جاريث ساوثجيت تولى منصب المدير الفني للفريق في 2016 وسط موجة من الانتقادات لضعف خبرته التدريبية، ولكن نتائجه في بداية مسيرته مع الفريق وعملية إعادة البناء التي انتهجها في صفوف المنتخب الإنجليزي وتطعيمه بعناصر شابة مميزة، وطموحة كان ردا عمليا على هذه الانتقادات.

وكان الاختبار الحقيقي الأول للمنتخب الإنجليزي بقيادة ساوثجيت خلال مونديال 2018 بروسيا، ونجح فيه باقتدار شديد حيث وصل الفريق بمجموعة يغلب عليها طابع الشباب إلى المربع الذهبي واحتل المركز الرابع بعد مسيرة ناجحة عبر أدوار البطولة لم يوقفها إلا المنتخب الكرواتي في نصف النهائي.

ومع الخبرة التي اكتسبها هذا الجيل من اللاعبين عبر السنوات الماضية، استطاع الفريق التأهل إلى المباراة النهائية في البطولة الأوروبية منتصف العام الماضي محققا أفضل إنجاز في تاريخ مشاركاته بالبطولة القارية وإن خسر اللقب بركلات الترجيح.

والآن، يتأهب المنتخب الإنجليزي إلى اختبار جديد من خلال النسخة المرتقبة للمونديال، ويتطلع مع مدربه ساوثجيت إلى جني الثمار هذه المرة من خلال لقب ثان في المونديال بعد 56 عاما من الفوز بلقبه الوحيد.

ويتسم المنتخب الإنجليزي الحالي بالسرعة والقدرة على تكثيف اللعب في نصف الملعب الخاص بالمنافس، حيث يمتلك أفضل لاعبيه في خطي الوسط والهجوم، ولكن المشكلة في هجومه تكمن في عدم وجود القدرات المهارية القادرة على المراوغة والمرور من دفاعات الفرق المنافسة في حال المواجهات المباشرة "رجل لرجل"، وهو ما يضع الفريق في مأزق أحيانا أمام المنتخبات التي تمتلك خطوط دفاع قوية ومنظمة.

ويقود خط الهجوم الهداف الخطير هاري كين نجم توتنهام، وإلى جواره يبرز فيل فودين (مانشستر سيتي)، وبوكايو ساكا أيقونة أرسنال هذا الموسم.

كما يضم خط الوسط عدد من أبرز النجوم مثل اللاعب الشاب المتألق جودي بيلينجهام /19 عاما/ لاعب بوروسيا دورتموند الألماني، وصاحب الخبرة الطويلة جوردان هيندرسون لاعب ليفربول.

وفي المقابل، لا يبدو الدفاع الإنجليزي بنفس القوة التي يتميز بها الوسط والهجوم لكنه ظهر بشكل مميز للغاية في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2022، حيث اهتزت شباك الفريق 3 مرات فقط في 10 مباريات بالتصفيات فيما سجل مهاجمو الفريق 39 هدفا.

وبرغم هذا، ظهرت مشاكل الدفاع بشكل أوضح خلال مباريات الفريق ببطولة دوري أمم أوروبا في المرحلة الأخيرة حيث اهتزت شباك الفريق مرارا وكان أبرزها في الهزيمة أمام المجر 0-4 ، والتعادل مع ألمانيا 3-3 ، وهو ما يجب أن يعالجه الفريق بشكل فعال قبل خوض المونديال إذا أراد الحصول على فرصة حقيقية للمنافسة على اللقب العالمي.

وعندما يخوض المنتخب الإنجليزي فعاليات المونديال القادم، سيكون أبرز المرشحين لصدارة مجموعته في الدور الأول، حيث ينافس ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات الولايات المتحدة وإيران وويلز لتجتذب مواجهات هذه المجموعة اهتماما كبيرا.

وإذا تصدر المنتخب الإنجليزي هذه المجموعة سيؤكد استعداده الجيد للمنافسة بقوة في الأدوار الإقصائية وأحقيته بالتنافس على لقب كأس العالم.