Image

أقيان زريقة الشام إحدى عزل المقاطرة مازالت تعيش وضع مأساوي

لا يزال 3000 نسمة من أبناء مركز أقيان الانتخابي بزريقة الشام، إحدى عزل مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، يعيشون وضع مأساوي، بعد أن نسيتهم السلطة المحلية في محافظة لحج. فلم تشهد منطقتهم أي حركة تنموية في الخدمات، وانقطعت عنهم المنظمات، فيما العزل المجاورة تتوالى عليها الزيارات من قبل السلطة المحلية وبرفقتها المنظمات.

هنا وهناك يسمعون عن مشاريع تنجز في كل عام من مدارس ووحدات صحية ومشاريع مياه، فيما أقيان وأبناؤها لديهم مدرسة من ستة فصول هدية من مجموعة هائل سعيد أنعم، مهددة بالسيول على الدوام، فيما الماء ينقل على رؤوس النساء والأطفال وظهور الحمير. والأخطر من ذلك أن المياه مالحة وغير صالحة للشرب.

يقول أبناء أقيان زريقة الشام بأنهم مهمشون من قبل السلطة المحلية، رغم أنهم مركز انتخابي متكامل، وأنهم لم يحظوا بأي اهتمام، فلا منظمات تزور المنطقة ولا سلطة محلية تصل إليهم.

وتعاني عزلة أقيان المكونة من أربع مناطق هي (متارة والحصب والحرف والمنقل) من الحرمان صحيا وتعليميا. حتى مشروع المياه تم حفره على نفقة فاعلي الخير وبصورة عشوائية. كذلك الأمر بالنسبة للطرقات، فهم يعانون الأمرين.

أبناء العزلة وجهوا دعوة لمدير عام المديرية جمال شمسان بأن يزور منطقتهم المحرومة من أبسط الخدمات. وهذه نماذج من معاناتهم لعل وعسى أن تصل إلى محافظ المحافظة والسلطة المحلية بالمديرية.

أولا التعليم

هناك مدرسة واحدة في متارة هي مدرسة السعيد والتي تتكون من ستة فصول مع الإدارة والمخازن.

هذه المدرسة الوحيدة قدمت من الجمعية الخيرية لمجموعة هائل سعيد في عام عام 2014، وهي الآن مهددة بالسيول وبدأت تتشقق في المبنى.

يؤكد الأهالي أن تلك المدرسة هي الخدمة التنموية الوحيدة بالعزلة، وأصبحت مهددة بالسيول من جميع الاتجاهات، ولا يوجد لها حتى سور لحمايتها، خاصة بعد تدمير السيول للجدران الساندة حول المدرسة. كما بدأ التشقق في جدرانها.

يقول أهالي المنطقة إن الطلاب والطالبات يدرسون في تلك المدرسة إلى الصف الرابع فقط، ومن بعدها ينتقلون إلى منطقة الجمرك ليواصلوا الدراسة حتى الصف التاسع ويسكنون عند بعض الأسر من الأقارب هناك حتى نهاية السنة.

ويشيرون إلى أن المسافة بين أقيان والجمرك لا تقل عن 5 كيلومترات تقطع سيرا على الأقدام. وبعدها ينتقل الطلاب إلى منطقة الدريح في مدرسة منيف ليواصلوا دراسة المرحلة الثانوية، ويعانون من بعد المسافة التي قد تصل إلى 10 كيلومترات عبر طريق وادي فوان والذي يعاني من الوعورة.

في إحدى السنوات كاد أن يحرم عدد من طلاب أقيان من امتحان الثانوية العامة بسبب السيول وتعطل السيارة، لولا تعاون إدارة المدرسة ورئيس المركز الامتحاني بالتواصل وإرسال سيارة من الجمرك إلى وادي أقيان لإيصال الطلاب إلى لجنة الامتحان وفي وقت متأخر.

الصحة

لا يوجد وحدة صحية في عزلة أقيان. وأقرب وحدة صحية هي الوحدة الصحية بالجمرك. والمريض يضطر لقطع مسافة 5 كيلومترات عبر وادي أقيان إلى الجمرك، وربما أكثر عبر الوادي الوعر بالحجارة. وهناك يقدم له الإسعاف الأولي، ثم ينقل إلى الدريح على مسافة 5 كيلومترات أخرى عبر وادي الدريح وهو أشد وعورة. تجرى له الإسعافات هناك وقد يحصل على العلاج، ومن ثم يعود إلى أقيان.

أما إذا لم تتوفر له الخدمة العلاجية هناك فيتم إسعافه إما إلى لحج أو التربة بالشمايتين. وعليك أن تشق الطريق إلى نقيل الهجمة وتصل بعد أن استنفدت كل ما استلفته من مبالغ مالية وتصل إلى مستشفى خليفة ولا تعود إلا بشق الأنفس.

أما النساء والحوامل فإنهن يعانين الأمرين سواء في الرعاية الصحية الأولية التي تحتاج ليومين أو في العلاجات. فعليك نقل المرأة إلى التربة ليصل إيجار السيارة إلى أكثر من 100 ألف. وقد تحتاج هناك إلى سكن. وقد تلد الحامل في الطريق من وعورة الطريق أو قد تموت قبل أن تصل إلى المستشفى.

الطريق

إذا أردت السفر إلى مركز المديرية عليك السفر عبر وادي أقيان إلى الجمرك ثم الدريح، ثم إلى نقيل الهجمة ثم التربة، ثم التنقل عبر هيجة العبد، وهذه مسافة طويلة جدا، أو عليك السفر عبر الجبال الوعرة إلى المديرية، ثم الانتقال إلى مركز التربة المركز الوحيد للتمويل الغذائي والعلاجي في الشمايتين بتعز.

وتعاني السيارات كثيرا عبر ذلك الطريق. وكان بالإمكان شق طريق أخرى لو توفرت الإمكانيات سواء عبر دعم المنظمات أو الدولة إلى المديرية. ويؤكد المواطنون استعدادهم بالمساهمة كأيدي عاملة لشق ورصف الطريق إلى المديرية أو التربة وسيخفف على المواطنين عناء السفر كل يوم.

مياه الشرب  

توجد بئر واحدة رئيسية وصل إليها الشيخ عبدالله عبده المحمدي وتذوق ماءها، وأرسل عينة من الماء وجدت فيه نسبة الملوحة زائدة، وبالتالي غير صالح للشرب. لكن مازال بعض السكان يشربون منه مضطرين، لأنه لا وجود للماء البديل إلا من مناطق بعيدة كالقطين. يستخدم أغلب السكان مياه تلك البئر لشرب الأبقار والحيوانات وللغسيل، ويشربون منه اضطراريا.

يشرب الأهالي من بئر القطين التي تقع في منطقة الجوحرة ويستخدمون معها الدلو من قبل الأطفال والنساء.

كما يوجد خزان أرضي لتجميع مياه الأمطار بني على حساب الصندوق الاجتماعي، لكنه لم يكتمل، وتعثر منذ سنوات.

وهنا يطالب أهالي المنطقة مدير عام المديرية جمال شمسان والأمين العام طارق المقطري بزيارة عزلة أقيان والاطلاع على معاناة المواطنين عن كثب.

ويوجهون رسالة مفادها: "نقول لكم نحن في ذمتكم وأنتم المسؤولون عن أقيان ومعاناة أهلها. إننا نعاني الحرمان من التعليم والصحة ووعورة الطريق".