Image

من نبوة الحوثي إلى أدعياء المهداوية.. ازدهار الخرافة وتفشي الجهل يعيد إنتاج نظام الإمامة

منذ انقلاب مليشيا الحوثي الانقلابية على الحكم في 21 سبتمبر 2014 عقب اجتياحها  لصنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها ازدهرت الخرافة وادعاءات النبوة والمهداوية وظهور الدجالين كإحدى النتائج الطبيعية لحكم جماعات الإسلام السياسي. 

وعلى مدى السنوات الماضية تزايدت التأثيرات السلبية لحكم الجماعة التي تتدثر بالدين كرداء لتحقيق أهدافها وأجندتها في إعادة إنتاج النظام الإمامي البائد من كل نواحي ومظاهر الحياة في اليمن القائم على تفشي الجهل والتخلف والخرافة وانتشار الفقر في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وبدأت هذه التأثيرات بادعاءات أنصار الحوثي بأن مؤسس الجماعة الصريع حسين الحوثي هو (القرآن الناطق) واعتقادهم بأن زعيمهم عبدالملك الحوثي (ابن النبي) وكانت هذه هي النواة الرئيسية التي شجعت على ظهور أدعياء جدد كـ المدعو "محمد ناصر اليماني" الذي يزعم أتباعه بانه (المهدي المنتظر) والذي أصبح لديه اتباع يروجون لمزاعمه وينشرون دعوته على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يقف الأمر عند مزاعم "اليماني" فقد ظهر رجل آخر يدعي النبوة في ذمار وآخران ظهرا في فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي احدهما وسط جمع من الناس بمحافظة عمران ادعى انه "المهدي المنتظر" وثان بنفس المزاعم في كوكبان بمحافظة المحويت متحدثين للناس عن مبادئ دعوتهم وعلامات اصطفائهم من بين البشر.

وخلال الأيام الماضية ظهرت مقاطع فيديو للعشرات من الشباب والمواطنين في مناطق سيطرة الحوثي يدعون بأنهم "أنصار المهدي" وهم يطالبون زعيم مليشيا الحوثي إطلاق سراح زعيمهم المدعو "حسن التهامي" والذي يدعي أنه "المهدي المنتظر" في أحدث مدع لـ المهداوية.

وفي خضم تلك الادعاءات بغض النظر عن صحتها او عدميتها ترى مليشيا الحوثي في ظهور "المهداويين" ان صحة التسمية خطر عليها ككيان مبني على مزاعم نبوة الحوثي المزعومة وتقديس السلالة وادعاء احقيته بالملك الإلهي، وهو ما جعلها تقوم باعتقال كل من "محمد ناصر اليماني" خلال السنوات الماضية ورفضها اطلاق سراح "حسن التهامي" خصوصا بعد بروزهما كمنافسين لعبد الملك الحوثي واتباع الالاف اليمنيين لهما خلال السنوات الماضية.

وتباينت ردود الافعال بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ظهور ادعياء النبوة والمهداوية بين تأييد فردي لا يكاد يذكر امام موجة واسعة من السخرية.

ويرى الصحفي وليد العمري، ان الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء وامعانهم في تدمير مؤسسات الدولة المختطفة خصوصا التعليم وتحريف المناهج الدراسية وتطييفها وجعل الدراسة لمن استطاع اليه سبيلا خلق بيئة مناسبة لترويج الخرافات والخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان مما سهل عملية استقطاب الشباب والمريدين.

الناشط عمار الحسني نشر على صفحته في "فيسبوك" مقولة لمؤسس علم الاجتماع الفيلسوف ابن خلدون: "عندما تنهار الدول يكثر المنجّمون والأفّاكون والمتفيهقون والانتهازيون وتعمّ الإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوّش الفكر".

وكتب البورفيسور قاسم المحبشي: "حينما يخيم الدين والتدين على كل آفاق الحياة ومجالاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية تزدهر الرؤى والأحلام الخرافية ويظهر المزيد من ادعياء النبوة وهذا هو ما يفسر ظهور ستة أشخاص في اليمن الحوثية يدعي كل منهم بانه المهدي المنتظر، ‏هذا فضلا عن أصحاب العمائم والذقون من الفقهاء والدعاة والوعاظ من كل الطوائف والملل والنحل الدينية الذين أخذوا يتكاثرون كالفئران في كل مكان من بلاد اليمن السعيدة".

وغرد السفير عبدالوهاب طواف على حسابه في "تويتر": "‏لا تستغربوا لتزايد ظهور جماعات دينية جديدة، وكثرة اِدعاءات ظهور المهدي المنتظر إلى جانب مهدي المشاط، فعند سقوط الدول تظهر جميع النتوءات، وتسود طحالب الأمور، وتترأس ذيولها، ويصبح الدين والمذهب الطريق الأسهل والأقرب للنصابين؛ للوصول إلى السلطة، وحيازة الثروة، بلا تعب وبلا مؤهلات علمية. ‏وتجدون أسهلها وأنفذها، الركوب على نسب النبي، واستثماره مَادِّيا وَمَعْنَوِيا، في أوساط الغلابى والفقراء".

واعتبر عبد الكريم عمران "ظهور كثير من الحمقى في مناطق سيطرة الحوثيين يدعون انهم المهدي المنتظر نتاجا طبيعيا لتفشي الزندقة والدجل المصاحبة لخرافة (الولاية) التي يدعيها المأفون عبدالملك وجماعته للهيمنة على الحياة كاوصياء على الدين وهم بهذا القدر من الفساد والاجرام وقلة الدين وسوء الاخلاق!".

ويرى ناشطون أن ظهور ادعياء النبوة والمهداويين بشكل غير اعتيادي محاولة من مليشيا الحوثي لالهاء الناس واشغالهم بالخرافات لتنسيهم المطالبة بحقوقهم وبالخدمات المنعدمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.