Image

صلاح في مرمى انتقادات شرقية وغربية بعد «تغريدة عزاء»

أثارت تغريدة نشرها لاعب نادي ليفربول الإنجليزي ونجم منتخب مصر، محمد صلاح، لتقديم التعازي للعائلة المالكة في وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وابلاً من الانتقادات جاء من الشرق والغرب.

«صلاح»، الذي يتابعه أكثر من 17 مليون مُغرد، لم تمر كلماته مرور الكرام، بعدما كتب: «اليوم يقف شعب بريطانيا العظمى والعالم احتراماً ويودعون جلالة الملكة إليزابيث الثانية، مستذكرين إرثها وخدمتها الراسخة، مشاعري مع العائلة المالكة في هذا اليوم التاريخي والعاطفي»، ليتلقف فريق من الشرق الأوسط أطرافها ويطلق الهجوم عليه، بدعوى أن ما كتبه يشير إلى أنه غير مُبالٍ بـ«التاريخ الاستعماري لبريطانيا».

وعلّق مغردون بوقائع عاصرتها إليزابيث الثانية كملكة شاركت بلادها في حروب العراق وأفغانستان واليمن وغيرها، بينما تذكر مغردون مصريون العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 الذي شاركت فيه إنجلترا أيضاً.

اللافت هذه المرة أن الانتقادات لم تقتصر على التغريدات القادمة من الشرق، إذ لحقتها أخرى من بعض جمهور الغرب، وخاصة أبناء مدينة ليفربول الذين دوّنوا غضبهم على تغريدة صلاح أيضاً.

ونشر مغردون من جماهير ليفربول صور بكاء «صلاح» بعد واقعة تعدي الإسباني سيرخيو راموس، مدافع ريال مدريد السابق، التي تسببت في إصابة محمد صلاح وخروجه بعد 30 دقيقة من مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 2018. وبدا أنها بغرض السخرية أو التقليل من شأنه.

وارتكزت انتقادات مشجعين لـ«ليفربول» على «عداوة تاريخية» بين المدينة التي تقع في مقاطعة ميرسيسايد، شمال غربي إنجلترا، وبين ملكة بريطانيا الراحلة، تعود إلى اعتقاد سكان المدينة أن العائلة المالكة «همّشت دورهم على مرّ عقود كاملة».

وتحدثت تقارير صحافية، منها ما نشرته «cnn» في نسختها الإنجليزية، إلى أن هذه العداوة ظهرت جلياً في عدة مناسبات، ففي نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1965 استبدل مشجعو ليفربول كلمات النشيد الوطني لبريطانيا، وصاحوا قائلين: «حفظ الله فريقنا»، بينما النشيد الأصلي ينص على «حفظ الله الملكة».

غير أن جمهور ليفربول لم ينتهج هذا السلوك بعد وفاة الملكة، بينما التزموا بمطالب وجّهت لهم بضرورة احترام دقيقة صمت حداداً خلال مباراة فريقهم أمام أياكس أمستردام الهولندي.

ومن جانبه، علّق يورغن كلوب، في حديث لصحيفة «إندبندنت البريطانية» أن مشجعي ليفربول لا يحتاجون إلى دروس في احترام تكريم الملكة، وأصرّ كلوب على أن المشهد سيمر دون أي مشكلات، على عكس صيحات الاستهجان للنشيد الوطني في الماضي، حسب قوله.

وقال فيل ماكنولتي، كاتب شؤون كرة القدم في «بي بي سي سبورت»، إن الغالبية العظمى من مشجعي ليفربول في ملعب أنفيلد التزموا الصمت، ربما صدرت صيحة واحدة أو اثنتان فقط.

من جانبها، نشرت مجلة «عالم ليفربول» تقريراً يحمل كلمات تأبين لإليزابيث الثانية، ورغم تكرار الحديث عن طول فترة تصدرها العرش، نحو 70 عاماً، فإن التقرير عرض محطات إيجابية جمعت المدينة بملكة بريطانيا. وقال عمدة ليفربول السابق، ستيف روثرام، إن «وفاة صاحبة السمو الملكي الملكة إليزابيث الثانية هي نهاية فترة رائعة». وأردف أن الملكة كانت تحب روح الفكاهة التي يتمتع بها أهل المدينة. كما قال عمدة ليفربول الحالي، جوان أندرسون، إن الملكة تحظى بتقدير كبير في المدينة.