تبادل سجناء بين الولايات المتحدة و«طالبان»
قال أمير خان متقي القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة «طالبان» يوم الاثنين، إن الحركة أخلت سبيل المهندس الأميركي مارك فريريتشز مقابل إفراج الولايات المتحدة عن زعيم أفغاني قبلي على علاقة بالحركة. وقال متقي في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأفغانية، إنهم تبادلوا فريريتشز بمطار كابل صباح يوم الاثنين، مع حاج بشير نورزاي، الذي ظل محتجزاً في الولايات المتحدة منذ 2005 بتهم تتعلق بالمخدرات.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، أن أفغانستان أطلقت سراح مهندس أميركي بقي سجيناً طوال 31 شهراً. وقال بايدن في بيان: «أمّنّا إطلاق سراح مارك فريريكس وسيعود قريباً»، مضيفاً أن العملية «تطلّبت اتّخاذ قرارات صعبة».
واعتقلت السلطات الأميركية نورزاي للاشتباه في تهريبه هيرويناً بأكثر من 50 مليون دولار إلى الولايات وأوروبا. وتابع متقي: «إمارة أفغانستان الإسلامية مستعدة لحل المشكلات بالتفاوض مع الجميع بما يشمل الولايات المتحدة»، في إشارة إلى «طالبان». ويعمل فريريتشز مهندساً، وهو محارب قديم في البحرية الأميركية من لومبارد في ولاية إلينوي وعمل بأفغانستان لمدة عشر سنوات في مشاريع التنمية. وتم اختطافه في مطلع فبراير (شباط) 2020.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، طلب عدم نشر هويته، أن «الرئيس بايدن اتصل بأسرة مارك لإبلاغهم بالأخبار السارة». وتابع: «من أجل إعادة مواطن أميركي إلى الوطن ولم شمله بأسرته، اتخذ الرئيس القرار الصعب بمنح العفو لحاج بشير نورزاي بعد أن أمضى 17 عاماً» في السجون الأميركية.
وقال بايدن في بيان، إن فريريتشز يجب أن يعود بأمان وصحة جيدة إلى الولايات المتحدة. وأضاف: «أولويتنا الآن هي التأكد من عودة مارك بصحة جيدة وأمان ومنحه المساحة والوقت اللازمين للعودة إلى المجتمع». وتابع: «لدينا كثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به في كثير من الحالات الأخرى، لكن إطلاق سراح مارك يظهر التزامنا الدائم». وظلت الولايات المتحدة تضغط من أجل إطلاق سراح فريريتشز، حتى بعد أن تولت «طالبان» السلطة بأفغانستان في أغسطس (آب) 2021، مع انسحاب القوات الأجنبية بقيادة أميركية من البلاد. وقال مسؤولون أميركيون إن هذه القضية ستغير وجهة نظرهم حيال مدى شرعية حكومة تقودها «طالبان». ولم تعترف أي حكومة أجنبية رسمياً بالحركة بسبب القيود التي تفرضها على تعليم معظم الفتيات ضمن أسباب أخرى.
وألقى نورزاي كلمة موجزة في المؤتمر الصحافي، الذي عُقد في فندق بكابل، إلى جانب متقي. وقال: «أنا فخور بوجودي في عاصمة بلادي بين إخوتي». ويرتبط الزعيم القبلي بعلاقات مع «طالبان» منذ وقت طويل. ونفى محامي نورزاي أن يكون موكله تاجر مخدرات وطالب بإسقاط التهم الموجهة إليه، لأن مسؤولي الحكومة الأميركية خدعوه وجعلوه يعتقد أنهم لن يقبضوا عليه.