Image

لبنان.. الانسداد السياسي يتمدد

على الرغم من الضبابية التي تغلّف غالبية الاستحقاقات والمسارات في لبنان، فإنّ الانسداد السياسي الذي لا لبس فيه على صعيد استحقاقي الانتخاب الرئاسي والتأليف الحكومي لم تعد «تلجمه» معلومات صحفية عن لقاء مرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، ولا تشابك الأولويات المطروحة فوق مشهد داخلي شديد الاضطراب.

وفي فلك الاستحقاقات، يعيش لبنان في فراغ سياسي شبه تام تقريباً، فالبحث في تأليف الحكومة «مجمّد» حتى إشعار آخر، والجدل حول مواصفات رئيس الجمهورية المقبل خبت في ظل غياب شبه تام للأسماء. أما المشهد الداخلي، فلا يزال غارقاً في سيناريوهات متعددة، حول التأليف الحكومي من جهة والاستحقاق الرئاسي من جهة ثانية، في ظل تعقيدات ليس من السهل حلها، خصوصاً أن المواقف إزاء هذين الملفين لا تزال متباعدة جداً.

ومع مرور 12 يوماً من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإن الاتصالات المحلية لم تفض بعد إلى بلورة اتجاه نهائي، لا لدى أركان المنظومة ولا لدى المعارضة، كما أن الاتصالات الإقليمية والدولية في هذا الشأن لم تفض بعد إلى بلورة نتيجة نهائيّة لا لـ«بروفايل» الرئيس ولا لاسمه، فيما الانطباع السائد بأن الشغور حتمي في سدة الرئاسة الأولى.

معركة رئاسية

أما على المقلب المكمل لهذه الصورة، فكلام عن أن لا مؤشرات إلى أن رئيس مجلس النواب سيدعو قريباً إلى جلسة الانتخاب، إذ إن الظروف المحلية والإقليمية والدولية لم تسمح بعد بتظهير «بروفايل» الشخصية التي ستتولى إدارة شؤون البلاد في السنوات الـ6 المقبلة، فيما المشهديّة النيابية والسياسية تشي بأن لبنان مقبل على معركة رئاسية شرسة، لعدم امتلاك أيّ من طرفي المعارضة والموالاة الغالبية النيابية، أي 65 صوتاً (من أصل 128) لإيصال مرشح أي منهما إلى سدة الرئاسة الأولى، ما ينذر بإمكانية الوقوع في فراغ نتيجة تبادل الفيتوات من قبل الطرفين، ويبدو ذلك واضحاً للعيان من معالم الصورة التي بدأت ترتسم في الأفق.