المؤتمر الشعبي العام وتجربته مع المهمشين في اليمن

03:30 2022/08/23

المهمشون شريحة واسعة تتواجد في كل ربوع اليمن، يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف نسمة، وفق إحصائية الأمم المتحدة، وترتفع فيهم نسبة الأمية الأبجدية والأمية السياسية إلى حد كبير، فنسبة الوعي السياسي متدنٍّ جدا. ليس هذا فحسب، بل إن هذا الأمر لم يكن ضمن اهتماماتهم؛ كونهم أكثر فئة اجتماعية قمعت سياسيا وكبلت تكبيلا سياسيا محكما من قبل الأنظمة الإمامية الكهنوتية المتعاقبة منذ إبان حكم الإمام الشيعي علي بن مهدي، الذي فرض عليهم بروتوكولا تمييزيا عنصريا ظالما، وتحويلهم إلى خدم وعبيد، بعد الانقلاب ضد دولة بني النجاح. وقبل ذلك تم التعامل مع الاحباش منذ وجودهم في اليمن من فاتحين دينيين إلى غزاة حرب بعد أن دافعوا عن نصرة الدين المسيحي آنذاك.
حرم المهمشون من امتلاك الأرض، وخصصت لهم المهن الدونية حتى لا يكون لهم أي إسهام في إدارة شؤون الدولة، حتى تأسس الموتمر الشعبي العام واعتلى قيادته وحكم اليمن الشهيد علي عبد الله صالح. فبدأ شعاع النور يدب في تجمعات المهمشين، وبدأ الموتمر يستقطب شبانا وشابات وينظمهم ضمن صفوفه التنظيمية، ويقوم بعملية توعية سياسية وتأهيل وتدريب على العمل السياسي؛ مما خلق وعيا لدي البعض من المهمشين بدفع أطفالهم إلى التعليم، ووعيا بالجانب الشخصي والأعمال التي يقومون بها.
في عهد المؤتمر الشعبي العام، بنيت ثلاث مدن سكنية؛ الأولى مدينة سعوان (1750) وحدة سكنية في أمانة العاصمة صنعاء، والثانية مدينة الوفاء السكنية (244) وحدة سكنية في مدينة تعز، والثالثة مدينة الأمل في منطقة الجملة بمدينة تعز (96) وحدة سكنية.
كما أوصل المؤتمر ثلاثة رجال وامرأة من المهمشين إلى المجالس المحلية، اثنين في تعز وواحد في أمانة العاصمة، وامرأة في مدينة عدن، وأشياء كثيرة أخرى. فالمؤتمر الشعبي العام له بصمة علينا أن نقولها ونفخر بها. وهذا من باب تقييمنا للمنظومة السياسية في اليمن في تعاملها مع قضايا المهمشين كونها قضية ذات بعد إنساني واجتماعي وتاريخي، وتحتاج إلى تدخلات من منطلقات إنسانية وديمقراطية تؤمن بحقوق الإنسان مهما كان لونه.
عاش المؤتمر الشعبي العام، مناهض التمييز وعاشق المواطنة.