Image

استراتيجيات تساعد على ضبط النفس وتعزيز قوة الإرادة

تقول أسطورة أوديسيوس الإغريقية، إن أوليس قاوم إغراء حوريات البحر اللائي كن ينشدن أغاني ساحرة بهدف جذبه مع رجاله وحبسهم بجوارهن مدى الحياة، لكن أوليس تحايل على الأمر بوضع الشمع على آذان البحارة، وربط جسده إلى سارية السفينة حتى يستطيع سماع الحوريات دون الذهاب إليهن، وإكمال رحلته.

 

قصة هذا البطل الأسطوري كانت حافزا لجوردان بريدجز، طالب دكتوراه في قسم الفلسفة بجامعة روتجرز الأميركية، لتأليف ورقة بحثية جديدة يشرح فيها أهمية دراسة ضبط النفس، واختلاف رؤية البشر لقوة الإرادة.

وتوصل بريدجز إلى نتيجة مفادها أنه "عندما يؤمن الناس بالإرادة الحرة، فإنهم يتصرفون بشكل أفضل مما كانوا عليه عندما لا يؤمنون بها. وأولئك الذين يؤمنون بقوة أكبر بإرادتهم الحرة، يكونون أكثر قدرة على التعلم من أخطائهم، بدلا من الخضوع بشكل سلبي للفشل".

من ناحية أخرى، أوضح البروفيسور في جامعة إلينوي، شهرام حشمت، المتخصص في اقتصاديات الصحة والإدمان، أن "الإرادة الحرة هي حرية الاختيار التي تمثل القدرة على الاختيار بين مسارات العمل البديلة".

ويمنح هذا الاعتقاد الناس إحساسا أكبر بالمسؤولية عن أفعالهم، بينما يشجع إلقاء الشكوك على الحرية التي يتمتع بها الفرد، غريزة الاندفاع والخضوع للدوافع والرغبات الداخلية.

وأضاف حشمت أن "ضبط النفس هو القدرة على تنظيم الأفكار، والعواطف والسلوك، من خلال إدارة الدوافع والرغبات الطبيعية، لكن غالبا ما يدعي الناس بأنهم لا يتحكمون بشكل كامل في سلوكهم، بل يعتقدون أن جهودهم لن تحدث أي فرق، ويعزون فشلهم إلى التوتر أو الاستفزاز الخارجي، أو عوامل أخرى مثل الاعتقاد بأن الجينات تحدد مسبقا أفعالهم، وبالتالي تحدّ من خياراتهم".