Image

تواطؤ المجتمع الدولي طوق نجاة للحوثي في انقلابه على الشرعية

على الرغم من أن مليشيات الحوثي ترفع شعار الموت، إلا أن المجتمع الدولي يمد لها طوق الحياة على حساب تدمير اليمن وقتل اليمنيين بالقذائف الصاروخية والمدفعية وحقول الألغام.
فحينما كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في الحديدة، تحرك العالم وضغط بكل ما أوتي من قوة لوقف المعركة والدخول في اتفاق تسليم الحديدة وموانئها دون حرب. وإلى اليوم لم تسلم المليشيا حتى شبرا واحدا للشرعية. وجاء بعد ذلك اتفاق الهدنة الذي حمل مدلولات إنسانية بفك الحصار عن تعز، مقابل السماح لميناء الحديدة باستقبال ناقلات المشتقات النفطية وفتحه أمام نقل البضائع وتسيير رحلات عبر مطار صنعاء إلى الأردن والقاهرة، فتحقق للحوثي ما يريد؛ بينما ظلت تعز محاصرة وورقة مساومة يبتز الحوثي بها المجتمع الدولي لمزيد من المكاسب. والشرعية فقط تكتفي بالوقوف بلا حول متفرجة لما يدار في الأروقة الدولية، فتُدعى فقط حينما يراد تمرير اتفاق يخدم الحوثي. 
اليوم يتحرك المجتمع الدولي لتمديد هدنة موسعة في محادثات أكتوبر القادم، رغم أن الهدنة مازالت سارية، وسط انتهاكات الحوثي في أرض المعركة.
 هذا بالإضافة إلى محادثات الأردن التي تجري تحت إشراف المبعوث الأممي إلى اليمن بهدف إنقاذ الحوثي. وهذه المرة إنقاذه اقتصاديا؛ حيث تجرى المباحثات بشأن صرف رواتب الموظفين وتوحيد العملة والبنك المركزي ومساعي إعادته إلى صنعاء بقيادة محايدة. وهذا طوق نجاة آخر يمنح الحوثي أهم مقوم من مقومات الدولة، ويحرم الشرعية من سلطتها في إدارة الشأن المالي وجعلها عبارة عن حنفية من المال تضخ لصرف الرواتب كجانب إنساني، بينما يُبقي الحوثي على نفس سياسته في جباية الأموال والإتاوات والضرائب لتدخل خزائنه ويلقي بالحمل الثقيل على الشرعية باعتبارها ترفع يافطة الدولة المعترف بها دوليا.