Image

المبعوث الأممي إلى اليمن.. مهمة فاشلة وإحاطة أكثر فشلا

جاءت إحاطة المبعوث الاممي هانس غروندبرغ مخيبة للآمال، كونها تعكس فشل مكتبه في تحقيق إنجاز أو حتى اختراق لانهاء الأزمة اليمنية.
 
 وقال سياسيون ان إحاطة المبعوث الأممي التي قدمها اليوم إلى مجلس الأمن لم تأت بجديد، وأنها فقط تستثمر الأزمة اليمنية الطاحنة لتمديد عمل المبعوث الذي ردد جملا مكرررة وإنشائية ومبهمة، دون أن يضع أي تصور عملي لما من شأنه أن الحد من تعنتات الطرف الحوثي لإنهاء تلك الأزمة المتفاقمة.
 
وأوضحوا أنه في الوقت الذي تواصل فيه المليشيات الحوثية تعنتها في تنفيذ التزاماتها بموجب الهدنة، بفتح الطرقات وفك الحصار عن تعز، لا يزال المبعوث الاممي يبيع الوهم لليمنيين ويسوق تجربته الفاشلة في أروقة مجلس الأمن بكلمات وعبارات مستهلكة، مشيرين إلى أن الاحاطة لم تتضمن رؤية واضحة وعملية وواقعية لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين من صرف المرتبات وفك الحصار ووقف دائم لإطلاق النار، مكتفيا فقط بالتعبير عن أسفه لعدم إحراز مزيد من التقدم في فتح الطرق بتعز والمحافظات الأخرى حتى الآن، دون أن يحمل مليشيا الحوثي مسؤولية ذلك الفشل.
 
فبعد ثلاث هدن استفادت منها المليشيا الحوثية بفك الحصار عنها وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ورفع الحظر عن قادتها واعتماد جوازاتها الصادرة بطريقة غير قانونية ودخول المشتقات النفطية وما إلى ذلك، وبعد أن استثمرتها في تحشيد قواتها وترتيب صفوفها وإقامة الاستعراضات العسكرية في عدد من المدن المسيطرة عليها، وبعد عشرات ومئات الخروقات التي ترتكبها بشكل يومي، يأتي المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ليؤكد لمجلس الأمن أن فتح الطرق في محافظة تعز والمحافظات الأخرى لا يزال في طليعة جهوده! عن أي جهود يتحدث وهي جهود فاشلة؟
 
هذا الكلام معناه أن المليشيا مازالت ترفض تنفيذ النزاماتها وتواصل تعنتها. فلماذا لا يقول المبعوث الأممي ذلك؟ لماذا لا يحمل المليشيا مسؤولية عدم فتح الطرقات؟ ولماذا يكتفي فقط بالتعبير عن أسفه؟ هل ينتظر اليمنيون منه أن يعبر عن أسفه أم أن يدلي بإحاطة واضحة وقوية تحمل مليشيا الحوثي مسؤولية عدم فتح الطرقات وفك الحصار عن تعز؟ 
 
كل ما استطاع أن يقول المبعوث الأممي بأنه أنجزه هو التوصل مع من سماهم أطراف الصراع لعقد اجتماع نهاية الشهر الحالي لتشكيل لجنة مشتركة وبحث  سبل اتفاق موسع للهدنة بحلول أكتوبر، الأمر الذي يجعل من إحاطته عبارة عن ترقيعات لفشله بحسب سياسيين ومراقبين.