Image

ترتيب البيت اليمني بعملية جراحية تزيل سرطان الإخوان من جسد الشرعية

ترتيب بيت الشرعية بعيدا عن تسلط الإخوان على قرار الدولة. هذا ما يحتاجه مجلس القيادة الرئاسي بعد عهد لم يخلُ من الفوضى والفساد اللذين دمرا الدولة بمفهومها السياسي والاجتماعي.
 
حينما تسلم هادي قيادة الدولة من الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح، تسلم دولة بكل ما تعني الكلمة؛ جيش قوي واقتصاد ونهضة تنموية. لكن ما هي إلا فترة قصيرة حتى تغير الحال وتعطلت الدولة ودخل البلد في حرب قادتها مليشيا الحوثي على الدولة.
 
وقبل ذلك كان لمليشيا الإخوان الدور الأكبر في تدمير البلد، بعد أن تسلطوا على هادي وجعلوا من حكمه تنفيذا لأجنداتهم في الاستحواذ على الدولة وجهازها الإداري والمالي والعسكري.
 
فأصبح الكل مستهدفا من قبل الاصلاح الذين رأوا أنفسهم الأحق في الحكم، في أكبر عملية إقصاء لموظفي الدولة شهدتها اليمن. أخذوا يوجهون الاتهامات لكل من ليس إخوانيا ولكل الشرفاء من رجالات الدولة الذين وجدوا أنفسهم في بيوتهم بعد أن حل محلهم عناصر إخوانية. كانت البداية في الجيش، من خلال رفع شعار الهيكلة. 
 
وحينما شن الحوثي حربه على الشرعية وانقلب عليها في العاصمة صنعاء، عمل الإخوان على تعيين تربويين في مناصب قيادات عسكرية ولاؤهم ليس للمؤسسة العسكرية بل للحزب الذي أصبح هو من يقود المعركة ومن يتسلم الأموال من التحالف، دون ان يحققوا انتصارا يذكر. فقط عملوا على إطالة أمد الحرب واستنزاف التحالف الذي اكتشف الحقيقة مؤخرا.
 
رحل عبد ربه هادي مخلفا تركة من الفساد الذي ينخر جسد الدولة. تغييره قصم ظهر الإخوان، بعد أن وجدوا أنه لم يعد هناك داعم لفسادهم وأن المواطن قد ضاق بهم ذرعا. صارت محافظات مسجلة باسمهم مائة في المائة وهي مأرب وتعز وشبوة، ومحافظات اخرى كان لهم فيها موطئ قدم؛ إلا أن مأرب وشبوة هما الرئة التي تمنحهم الحياة من نفطها وغازها الذي لا يورد إلى خزينة الدولة، فيما تعز تمثل المخزون البشري الذين يقاتلون به. ومن هذا الذي كان يجرؤ ويتعدى على امتيازاتهم التي نهبوها من الدولة في عهد هادي، الذي مكنهم من خيرات الأرض اليمنية؟!
 
الإخوان بعد إزاحة هادي عن المشهد السياسي أرادوا لعب نفس الدور مع مجلس القيادة الرئاسي، من خلال فرض عبد الله العليمي الإخواني الذي تسلل إلى السلطة من خطيب ساحة المعلا إلى مدير مكتب هادي، مؤهله بطاقة الإصلاح والتحريض على الدولة في فتنه 11 فبراير، يوم النكسة اليمنية، ومن خلال ابن العرادة الإخواني الذي يرتدي ثوب المؤتمر. إلا أن القيادة الجديدة وجدت نفسها مجبرة على إجراء عملية جراحية تزيل السرطان من جسد الدولة، ووجدت ضرورة إعادة ترتيب البيت اليمني وإخلائه أولا من مليشيا الإخوان، لتتفرغ بعدها إلى السرطان الآخر مليشيا الحوثي، واستعادة الدولة بالحرب أو السلم. وهذا ما جعل الإخوان يتخبطون حينما وجدوا الدولة تصل شبوة وتنتزع سلطة الأمر الواقع من تحت أيديهم، فلوحوا دون خجل بأنهم إذا لم تُعد إليهم امتيازاتهم فسوف يتحالفون مع الحوثي وإعلان حربهم على التحالف والشرعية.