Image

أزمة الطاقة تعيد الاهتمام بصناعة الطاقة الشمسية في ألمانيا

كشفت الحرب في أوكرانيا عن مدى مخاطر الاعتماد الكبير في ألمانيا على الغاز الروسي. وفي ظل أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا عموما، شرعت ألمانيا في البحث عن بدائل بما في ذلك الطاقة الشمسية. فهل يعود هذا القطاع إلى الازدهار؟

تعصف بالقارة الأوروبية أزمة طاقة جراء الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى زيادة الطلب على الطاقة خاصة مع محاولات روسيا وقف وقد ألقت أزمة الطاقة الحالية بظلالها على ألمانيا ووضعتها في مأزق خاصة وأن أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي يعتمد منذ وقت طويل على استيراد الغاز الرخيص لتشغيل المصانع وبعض محطات الطاقة.

وإزاء ذلك، فإن إيجاد بدائل عن الغاز على نحو سريع للحيلولة دون تعطل المصانع الألمانية يبدو بمثابة المهمة المستحيلة. ومن أجل تفادي حدوث أزمة طاقة في ألمانيا، طُرحت العديد من الأفكار بداية من تقليل الطلب على الغاز وحتى إبقاء تشغيل محطات الطاقة النووية رغم القرار السابق بإغلاقها قبل نهاية العام.

وينظر كثيرون إلى الطاقة الشمسية باعتبارها أحد الحلول خاصة وأن ألمانيا شهدت في السابق طفرة ضخمة في الطاقة الشمسية، بيد  أن الأمر لا يزال يواجه بعض العقبات.

فرصة لصناعة الطاقة الشمسية في ألمانيا

ترى المنظمات المدافعة عن البيئة أن مصادر الطاقة المتجددة تعد الحل الأمثل لتوليد الكهرباء دون التسبب في تفاقم ظاهرة التغير المناخي. ورغم أن تعزيز قطاع الطاقة الشمسية قد يستغرق وقتا، إلا أن خبراء الطاقة الشمسية يعتقدون أن هذا المجال قد يشهد طفرة في المستقبل.

يشار إلى أنه قبل الحرب في أوكرانيا، التي نجم عنها تصدر أمن الطاقة الأولويات، كانت الحكومة الألمانية قد تعهدت بأن تصل نسبة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية إلى 80 بالمائة بحلول عام 2030 فيما تصل النسبة في الوقت الحالي إلى 42 بالمائة.

كذلك تعهدت الحكومة بالوصول للحياد الكربوني في توليد الكهرباء بحلول عام 2035 فيما اتخذت البلاد خطوات لتحقيق هذه الخطة الطموحة.

ومع اندلاع الحرب، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية إلى مستوى قياسي في يوليو/ تموز الماضي للشهر الثالث على التوالي فيما بلغ إنتاج الكهرباء من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية 8.23 تيراوات / ساعة خلال الشهر ذاته ما يشكل خمس صافي إنتاج الكهرباء.

لكن هذا الرقم كان أقل من إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم البُني (الليغنيت) الذي يعد غير مكلف ومتوفرا داخل البلاد ويشكل نسبة 22 بالمائة من إنتاج الكهرباء.

وخلال العام الماضي، أنتجت ألمانيا أكثر من 5 جيجاوات إضافية من الطاقة الشمسية ما يشكل زيادة بنسبة 10 بالمائة عن عام 2020 فيما بلغت الطاقة المنتجة من الطاقة الشمسية إجمالا 59 جيجاوات لتتجاوز بذلك قدرات محطات الرياح، وفقا لتقديرات معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية بمدينة فرايبورغ الألمانية. أو خفض تدفقات النفط والغاز إلى أوروبا.