Image

مليشيا الحوثي.. صراع دامٍ بين الاجنحة على السلطة والأموال المنهوبة

هناك من يعتقد أن الحرب ستنهي مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لايران، وهي نظرية كانت قابلة للتطبيق ساعة انطلاق عاصفة الحزم بقيادة السعودية حينما توجهت جحافل الحوثي صوب عدن وقصفت طائراتها قصر المعاشيق.

اليوم، بعد 8 سنوات من الحرب،  فإن حصيلة تلك السنوات تؤكد أن موت الحوثي هو في السلام الشامل والعادل.

يؤكد خبراء عسكريون أن الحرب ثمتل بالنسبة للمليشيا طوق نجاة لا يستطيعون العيش دون حرب نتيجة الخوف الذي يملأ نفسهم بعدما ارتكبوا من جرائم بحق الشعب اليمني وبحق أنفسهم وأصبحوا منبوذين في المجتمع لا تعايش معهم.

ويضيفون أن مليشيا الحوثي الارهابية التي ترى أن الارهابي عبد الملك الحوثي وجماعته اصطفاهم الله لحكم اليمن واستعباد شعبه، فهم لا يثقون بأحد خارج نطاق آل الحوثي. حتى الذين قدموا أبناءهم وقودا لنار الحرب يعتبرونهم درجة ثانية وظيفتهم خدمة المشروع الفارسي وإيصالهم إلى الحكم بقوة السلاح؛ وهو ما ولد شعورا لدى الجانب الآخر من أن الحوثي يستخدمهم في مشاريعه التدميرية في السطو على السلطة والأموال المنهوبة.

يرى مختصون أن التعالي الحوثي على مناصريه خلق رغبة لدى الكثير من مناصريه في التخلص من عبدالملك وحاشيته، مترقبين ساعة الخلاص. وهذا يمكن استنتاجه من توالي التصدعات والانقسامات البينية في أوساط مليشيا الحوثيين الإرهابية، لتشمل جميع خطوط الانقسام داخلها، سواء في أوساط السلالة العنصرية بين من يوصفون بهاشميي صنعاء وهاشميي صعدة، أو بين من القناديل والزنابيل بحسب التقسيمات العنصرية والمناطقية التي تكرسها المليشيا داخلها، أو وفق الانتماءات القبلية والمناطقية لقيادات المليشيا ومقاتليها، فضلا عن الأجنحة التابعة لكبار القيادات.

وتعبر تلك الانقسامات عن نفسها من خلال التصفيات الجسدية التي تطول قيادات في المليشيا من مختلف المستويات القيادية، كما تطال مقاتلي المليشيا لأسباب عدة، منها اتهامهم بالفرار من الجبهات ورفض الأوامر والاتهام بالتخابر مع الحكومة الشرعية أو مع التحالف بقيادة السعودية، وأحيانا لأسباب تتعلق بالولاءات بين قيادات وأجنحة المليشيا، كما تمثل الخلافات المتزايدة على الإتاوات والمنهوبات والمناصب في المؤسسات الإيرادية.

كل ذلك مؤشر على أن مليشيا الحوثي في زوال وأن نهايتهم تقترب ولهذا يرفض المدعو عبد الملك الحوثي أي بوادر للسلام حتى لا تقوم نهايتهم، فالحرب هي إحدى الوسائل التي يتبعونها ليس في قتال الشرعية بل في تصفية خصومهم من الأجنحة التي تنازعهم السيطرة على السلطة والمال.