Image

معركة شبوة تفضح التخادم الإخواني - الحوثي

يوما عن يوم، يتكشف مدى الارتباط الوثيق بين مليشيات الحوثي والإخوان التي يقوم بقاء كل منهما على بقاء الأخرى.

يعرف قادة الفئتين أن الأجندة التي ينفذونها تصب في خندق واحد، ولهذا هم حريصون على أن تبقى الأمور تقاسما بينهم؛ حتى لو كان ذلك على حساب الوطن اليمني والدولة اليمنية، فالفريقان في النهاية لا يعنيهما وطن ولا تعنيهما دولة.

ففي اللحظة التي تحركت فيها القوات المسلحة لتصحيح مسار كيانيها المتمثلين في وزارتي الدفاع والداخلية، عبر هيكلة تلك القوات وتصحيح الاختلالات الكبيرة والفساد المتراكم منذ سنوات والذي نخر هاتين المؤسستين وحولهما إلى محسوبيات لقادة الإصلاح، رأينا مليشيات الإخوان تضج بكل ما لديها من صوت، معترضة على أي مساس بها، ما يعني أنها كانت ترغب في الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه.

وعندما وجه لها التحالف صفعة قوية في إقالة علي محسن الأحمر من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، جن جنون الإخوان واعتبرت الأمر انقلابا على ما سمته الشرعية. مع أن هذه "الشرعية" هي الشماعة التي اتخذها الإخوان وسيلة طيلة السنوات الماضية لتنفيذ أجندة قطر وتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، حتى أفرغوها من مضمونها وجعلوها بقرة حلوبا تنفذ لهم كل صفقاتهم وتدر عليهم مليارات الريالات، فضلا عما يتحصلونه من صفقات سرية يبيعون عبرها الوطن والإنسان.

في العلن يُظهر الإخوان عداءهم لمليشيا الحوثي، بينما في الخفاء تحالفون معها معلوماتيا ولوجستيا واستخباراتيا، ويحفظون لها مصالحها في المحافظات المحررة، مثلما تفعل هي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

حاول الإخوان بكل السبل منع هيكلة القوات المسلحة والأمن ووضعت العراقيل أمام اللجنة المكلفة من قبل المجلس الرئاسي، وحاولوا كذلك الإبقاء على وزير الدفاع السابق محمد المقدشي. وعند الإطاحة به أخذ الإخوان يشعرون بالخطر الأكبر محدقا بهم فقرروا التمرد، بدءا بما حدث من تعميم رواية ملفقة بمحاولة استهداف قائد القوات الخاصة التابع لها في محافظة شبوة، وافتعال قلاقل ضد السلطة المحلية في المحافظة، ما حدا بمحافظة شبوة إلى إصدار قرار بإيقاف لعكب عن عمله ومنعه من ممارسة مهامه. لكن الرجل ضرب بعرض الحائط قرار الإيقاف وراح يتمادى في غيه، ضربا للأمن والسكينة وزعزعة لسلطة النظام والقانون. قررت حينها السلطة المحلية وعلى ضوء ما يخولها القانون من صلاحيات بإقالة لعكب من منصبه، فما كان من حزب الإصلاح إلا أن كشر عن أنيابه وأفصحوا عن نواياه التي كانت مبيتة للقيام بانقلاب وتمرد، وكان قد جهز العدة ورتب صفوفه وتحشيداته لساعة الصفر التي أطلقها فجر الاثنين الماضي في محافظة شبوة.

هنا لم يكن أمام القوات المسلحة والسلطة المحلية بقيادة المحافظ عوض بن الوزير العولقي إلا أن ترد بحزم على تمرد المليشيا الإخوانية وتخوض معارك لاستعادة الدولة والشرعية من يد الإخوان.

وهنا كانت المليشيا الحوثية في الشطر الآخر من الوطن قد سخرت كل إجهزتها الدعائية والإعلامية للوقوف إلى جانب الإخوان. وراح إعلام مليشيا الحوثي يسوق رواية مخالفة للحقيقة عما يحدث، دون أن يظهر مليشياته في الصورة، حتى أفصح قادة الحوثي عن وقوف مليشياتهم إلى جانب مليشيا الإخوان واعتبارهم أن ما يحدث في شبوة شأن يخصهم هم أيضا، وذلك عندما وجدوا أن الدولة بدأت تفرض سيطرتها وبدأت مليشيا الإخوان تتهاوى وتتقهقر، سواء في أرض المعكة أو في المشهد السياسي. حينها أظهر الحوثيون وجههم الخفي المتعاطف مع الإخوان والمتخادم معهم حتى عسكريا.

ولم يقتصر التنسيق على الجانب العسكري حيث قامت ميليشيا الإخوان بتحشيد مسلحيها من الجوف ومأرب، بل تعداه إلى التنسيق اللوجستي والإعلامي عبر توحيد الخطاب الإعلامي لدعم التمرد ومهاجمة المجلس الرئاسي والأطراف المنضوية فيها ويدير هذه الحملات الإعلامية صحفيون وناشطون - معظمهم يقيم خارج البلاد - محسوبون على ما يعرف بخلايا الدوحة ومسقط، وهي ذباب إلكتروني يتبنى مهاجمة بقية القوى السياسية و الوطنية.

الصحفي الإخواني المقيم في اسطنبول عبدالله دوبلة كشف صراحة عن حالة التوحد مع الحوثيين في مواجهة التحالف العربي حيث غرد قائلا "الحوثي وإن كان سلالي وعنصري لكنه يمني سنتعايش معه اليوم أو غدا، لكن الحذر من مشاريع السعودية والإمارات التي تتغذى على الوجود الحوثي، وعلى تغذية الانقسامات اليمنية معه وتعميقها، لأجل تجزئة البلاد، والقضاء على الجمهورية اليمنية كوجود".

ففي تغريدة له على تويتر تناقلتها وسائل إعلام مليشيا الحوثي والإخوان، وجه المنتحل صفة نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا، المدعو حسين العزي، ما سماه تحذيرا للتحالف من التدخل في شبوة.

وقال العزي إن أي تدخل لطيران التحالف في شبوة سيعتبر خرقاً كبيراً للهدنة؛ وهو ما يكشف حجم التخادم بين مليشيا الحوثي ومليشيا الإخوان في حفاظ كل منهما على مصالح الأخرى.

ولم ينسَ القيادي الحوثي التغزل بحزب الاصلاح الإخواني ومقاتليه واعتباره الخصم رقم (1) لجماعته حيث غرد بالقول :"الاصلاح هو خصمنا اللدود وربما هو الخصم رقم (1) محليا هذا صحيح، وهو الأكثر غباءا من الناحية السياسية، والأكثر خذلانا لأتباعه ومن معه وهذا أيضا صحيح..

واستطرد قائلاً: لكن كل هذا لا يمنعنا من الإعتراف بأنه يمتلك مقاتلين نعدهم الأكثر شراسة من بين كل فصائل المرتزقة (لعكب نموذجا والشي من معدنه)".

مستشار وزارة الإعلام اليمنية ومدير قناة المهرية الممولة من قطر غرد من مكان إقامته بتركيا بالتبشير بمعركة شبوة حيث قال :"المعركة الفاصلة ستكون فاصلة في تاريخ اليمن، وسيكون هناك تحالفات جديدة ولعل أهم ما يمكن أن يتم بعد ذلك هو التخلص من الارتهان للخارج وإعادة السيادة الوطنية وعدم السماح لأي أجنبي أن يتحكم بقرار اليمن السيادي الذي أصبح بيد الخارج".

وغرد الرحبي أيضا :"‏هي معركة كل احرار اليمن من يقف مع شبوة ورجالها فقد اختار معركة الحق والسيادة  ومن يقف مع عوض وكفيله ومليشياتهم فقد وقف مع العبودية والارتهان والمناطقية والعنصرية والدمار".

وهاجم ناشط جماعة الإخوان المجلس الرئاسي، كما دشنوا هاشتاج بعنوان "سلام الله على هادي" .

وفي هذا السياق غرد الصحفي الإخواني صالح الصريمي بالقول :"ما يقوم به العليمي لا يصب في مصلحة الدولة ، ولا في اصلاح مؤسساتها، ما يقوم به هو عبارة عن تنفيذ أجندة ضد المصلحة الوطنية!! بمعنى أنه عبارة عن مجرد أداة لإحداث المزيد من حالة الانقسام والاقتتال الداخلي".

وعن رفض الإخوان للقرارات الرئاسية قال الصريمي "يتحمل رشاد العليمي مسؤولية الدماء التي تسفك اليوم في شبوة ، ويعتبر شريك اساسي في الحرب التي تشن على الجيش الوطني وقوات الأمن الرسمية التابعة للدولة، وذلك من خلال قرارته الانتقائية، التي زادت من اشتعال نار المواجهات وأبقت على رأس الفتنة عوض الوزير".