Image

السودان يتعهد بالتصدي للإرهاب والتطرف

واجهت قوات الأمن في السودان العام الماضي خلايا إرهابية، اتخذت من جنوب العاصمة الخرطوم منطلقاً لها، بما مثل جرس إنذار بأن البلاد ليست بمنأى من خطر الإرهاب، في ظل السيولة الأمنية التي تشهدها. ومن أجل الحد من هذه الهواجس الأمنية، استضافت الخرطوم مؤتمراً دعا له جهاز المخابرات السوداني، بالتنسيق مع لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية «السيسا»، حول التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب.

التزام وتعهّد

وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مخاطبته المؤتمر، أن السودان وكغيره من الدول يواجه ظاهرة التطرف العنيف والإرهاب، ويبذل جهوداً كبيرة في مكافحة هذه الظواهر عبر الوسائل المختلفة، ومنها الأجهزة الأمنية، وإصدار عدد من التشريعات والقوانين، فضلاً عن المصادقة على العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية والثنائية، لافتاً إلى أن بلاده أنشأت العديد من الآليات لضبط حدودها مع دول الجوار، للعمل سوياً ضمن المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.

وقال البرهان: إن موقف السودان ثابت وقاطع في إدانة كافة أشكال الإرهاب والتطرف والأنشطة الإجرامية، التي تمارسها التنظيمات الإرهابية، وتعهد بمواجهة كافة أشكال الإرهاب والتصدي له بكافة الوسائل الممكنة، والمتاحة وخاصة من خلال منهج الحوار الفكري، ودعم وتطوير تجربة المعالجة الفكرية، التي ابتدرها السودان ويعمل بها، وحقق فيها نتائج متقدمة ومثمرة، إلى جانب العمل الإيجابي وسط المجموعات، التي تستهدفها الجماعات الإرهابية بغرض تحييدها.

وأكد أن السودان ظل يلعب دوراً كبيراً ورائداً في العمل، من أجل استقرار وأمن القارة الأفريقية، من خلال تصديه لظاهرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكافة أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وذلك اعتماداً على جهوده وإمكاناته الذاتية وتعاونه مع الأصدقاء والأشقاء، من أجل تحقيق السلم والأمن على المستوى الأفريقي والدولي.

ضرورة تنسيق

وأكد الخبير الأمني والعسكري، اللواء معاش، أمين مجذوب في تصريحات لـ«البيان» أن الكثير من الخلايا الإرهابية، التي ظهرت في القارة الأفريقية مؤخراً هي نتاج لنزوح مجموعات داعش بعض التضييق عليها في العراق وسوريا بحثاً عن حواضن في أفريقيا، فضلاً عن وجود بعض التنظيمات مثل «بوكو حرام» في نيجريا، وتمددها في الدول المجاورة التي تشهد سيولة أمنية.

ولفت مجذوب إلى أن ظاهرة الإرهاب تتطلب التنسيق بين أجهزة مخابرات القارة لتبادل المعلومات، ووضع الخطط الأمنية والاستراتيجية لمجابهة هذه التحديات، وتخفيف حدة هذه الخلايا، والحد من تمددها داخل القارة، لا سيما أن هناك تحدياً الآن لإعادة الاستقرار إلى ليبيا وتشاد وإقليم دارفور حتى لا تشكل هذه المناطق حواضن بديلة لهذه الجماعات.