يوم غضب بجنوب ليبيا ومؤشرات حرب فاصلة في الغرب
ارتفعت مؤشرات التصعيد العسكري في غربي ليبيا، واتسعت دائرة الخوف من العودة بالعاصمة طرابلس والمدن المحيطة بها إلى مربع الحرب والفوضى، في ظل استمرار حالة الانقسام الحكومي، وتشكّل تحالفات جديدة على الأرض لمساندة هذا الطرف أو ذاك.
وأعلنت القيادات العسكرية والاجتماعية في المنطقة الغربية والوسطى خلال لقائها رئيس جهاز الاستخبارات المقال أسامة الجويلي وقوفهم مع الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا حتى يسير بالبلاد إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية دون أي تأخير، وذلك في أول موقف معلن من تلك الأطراف المتحدرة من العاصمة طرابلس ومدن مصراتة والزاوية والزنتان وورشفانة. وقالت القيادات في بيان مشترك: «اتفقنا على الوقوف مع الشرعية التي اتفقت عليها الأطراف الليبية متمثلة في الحكومة الليبية برئاسة باشاغا دون وصاية أو تدخلات خارجية»، وأضافت إن «هذا اللقاء رسالة لكل من يسعى لزعزعة أمن واستقرار بلادنا وتقويض العملية السلمية في التداول على السلطة»، مؤكدة ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية شرقاً وغرباً وجنوباً، وعلى أن وحدة ليبيا خط أحمر، وفق نص البيان.
وجددت القيادات العسكرية والاجتماعية في المنطقة الغربية والوسطى مطالبتها بخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأرض الليبية بشكلٍ فوري، مشددة على رفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي.
تحالف جديد
وبحسب مراقبين، فإن هذا الاجتماع كشف عن ولادة تحالف جديد في المنطقة الغربية داعم للحكومة المنبثقة عن مجلس النواب في مواجهة القوى المسلحة المساندة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة. وقالت أوساط ليبية لـ«البيان» إن هناك مخاوف جدية من اندلاع حرب جديدة في ظل اتساع دائرة الموالاة للحكومة الجديدة سواء في طرابلس أو مصراتة أو في الزاوية وغيرها من مدن الساحل الغربي.
إلى ذلك، من المرتقب أن تشهد مناطق جنوبي ليبيا غداً الجمعة تنظيم يوم غضب على خلفية حادثة انفجار صهريج للوقود ببلدية بنت بيّة الاثنين الماضي.وينتظر أن تنطلق المسيرات للتنديد بحالة الإهمال التي يعاني منها الجنوب الليبي، فيما وجه عمداء بلديات أوباري والغريفة وبنت بية جنوب غربي ليبيا، رسالة مشتركة حمّلوا فيها الحكومات المتتالية المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع المعيشية المتردية في فزان بشكل عام.