Image

سلاح ذو حدين.. دور مواقع التواصل الاجتماعي في حرب أوكرانيا!

تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا رئيسيا في توثيق جرائم الغزو الروسي لأوكرانيا وحشد الدعم الدولي لكييف. لكن في المقابل يتم استغلال هذه المنصات لتزييف الحقائق ونشر الأخبار الكاذبة أيضا.

قبل أن تفجع الأم الأوكرانية إيرينا دميتريفا بمقتل طفلتها ليزا ذات الأربع سنوات في قصف استهدف جنوب غربي البلاد، قامت بنشر مقطع قصير للطفلة المصابة بمتلازمة داون وهي تلعب في شوارع مدينة فينيتسا.

بيد أنه بعد وقت قصير، استهدف قصف روسي المدينة في الرابع عشر من يوليو/ تموز طال مستشفى ومتاجر ومبانٍ سكنية وأودى بحياة 24 شخصا من بينهم الطفلة ليزا، فيما كانت والدتها إيرينا من بين أكثر من 200 مصاب.

وعقب القصف وفيما كانت إيرينا تتلقى العلاج في أحد مستشفيات أوكرانيا، انتشر المقطع المصور الذي صورته لطفلتها ليزا قبل الهجوم بشكل كبير  حول العالم، حيث جرى مزجه بصور الطفلة وهي ملقاة وسط الركام عقب سقوط الصواريخ الروسية.

وحظيت قصة الطفلة على اهتمام إعلامي واسع النطاق حتى أن وسائل إعلامية دولية مثل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أفردت حيزا لتغطية مراسم تشييعها.

وفي ذلك، تقول يوليا تيشكيفسكا، المديرة التنفيذية لمعهد "آسبن إنستيتيوت كييف" البحثي، إن "قصة ليزا موجعة وتُظهرالواقع الوحشي للغزو الروسي، لكن بدون وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن ليعرفها العالم". فانتشار قصة ليزا حول العالم يظهر الدور الذي باتت وسائل التواصل الاجتماعي تلعبه في نقل مجريات الحرب في أوكرانيا التي أضحت الأكثر انتشارا وتوثيقا في التاريخ.

ملايين المراسلين الحربيين!

في منتصف العقد الأول من الألفية، ظهرت منصات التواصل الاجتماعي لأول مرة وكان لها تأثير كبير في نقل الصراعات والحروب، خاصة الحرب في سوريا وإثيوبيا. غير أن التقدم التكنولوجي الذي حدث مؤخرا خاصة ثورة الهواتف الذكية، جعلالصراع في أوكرانيا حالة فريدة؛ إذ بات أي شخص لديه هاتف ذكي بمقدوره أن يكون مراسلا حربيا!

فوفقا لمسح أجرته منظمة أوكرانية غير حكومية في مايو/ أيار الماضي، أكثر من 76 بالمائة من الأوكرانيين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي للبقاء على دراية بمجريات الحرب والتفاعل معها. فيما باتت منصات مثل انستغرام ويوتيوب وفيسبوك أبرز مصادر الأخبار في البلاد.