Image

"أوكسفام" تحذر من مجاعة كارثية تتهدد اليمن

حذرت منظمة "أوكسفام" البريطانية من مجاعة وصفتها بالكارثية تحدق باليمن الذي يواجه ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية، داعية قادة العالم إلى التحرك العاجل للحيلولة دون وقوع تلك الكارثة.
 
وتُعد المجاعة التي يواجهها اليمن أسوأ مجاعة في التاريخ المعاصر بسبب الحرب الدائرة فيه منذ عام 2015، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 80 في المائة من اليمنيين يحتاجون للمساعدة الماسة الضرورية للحياة.
 
وقالت "أوكسفام" في التقرير الذي نشره نقلاً عنها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن اليمن منهك بفعل أكثر من سبع سنوات من الحرب، ناهيك عن تضرره الشديد من أزمات الغذاء العالمية المتفاقمة، حيث ارتفعت أسعار القمح والدقيق وزيت الطهي والبيض والسكر بأكثر من الثلث منذ مارس. 
 
وأوضحت: "تستورد اليمن 90 في المائة من غذائها، بما في ذلك 42 في المائة من قمحها من أوكرانيا، وحذر المستوردون من أن المخزونات قد تنفد في الأشهر المقبلة وأن الزيادة العالمية في التكاليف ستشكل تحديًا لقدرتهم على تأمين واردات القمح إلى اليمن". 
 
وقال فيران بويج، مدير منظمة أوكسفام في اليمن، إن "هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية يهدد حياة ملايين الأشخاص الذين يواجهون الآن خطر المجاعة الحقيقية".
ووفقا للتقرير، فإن "العائلات التي دفعت إلى حافة الهاوية بسبع سنوات من الصراع تتململ إلى حافة الهاوية مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى ما هو أبعد من متناولها"، ولذا  "يجب على قادة العالم التحرك على الفور لمنع الجوع الكارثي وتفاقم الأزمة الإنسانية."
 
وأضاف: أدى التمديد المؤقت للهدنة على مستوى اليمن في يونيو إلى بعض الراحة، لكن الوضع لا يزال متقلبًا، إلى جانب أزمة اقتصادية أوسع، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وقطاع زراعي متضرر، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى آثار تغير المناخ، يجعل الحياة أكثر صعوبة للشعب اليمني فما يقرب من 80 في المائة منهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية بينما لا تزال الاستجابة الإنسانية ممولة بنسبة 27 في المائة فقط.
 
وأشار التقرير إلى أنه بين مارس ويونيو من هذا العام، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 45 في المائة، حيث زاد الدقيق بنسبة 38 في المائة، وزيت الطهي بنسبة 45 في المائة، و السكر بنسبة 36 في المائة، والأرز بنسبة 30 في المائة، والفاصوليا المعلبة بنسبة 38 في المائة، والحليب المجفف بنسبة 36 في المائة، و البيض بنسبة 35 في المائة.
 
وأضاف: ارتفع متوسط السعر الوطني لسلة الغذاء الوطنية بنسبة 48 في المائة منذ ديسمبر 2021 و25 في المائة منذ بداية العام، مع زيادة تكاليف الواردات الغذائية التي تفاقمت بسبب تقلبات أسعار الصرف، كما فقدت العملة الوطنية اليمنية (الريال) قيمتها بنسبة 28 في المائة منذ بداية العام.
 
وتابع التقرير: كما ارتفعت أسعار البنزين والديزل بنسبة 43 في المائة في الربع الأول من العام.  وتسببت زيادة تكلفة الوقود والجفاف غير المعقول الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم في مزيد من المعاناة، وخاصة بالنسبة للمزارعين، حيث يعتمد العديد من اليمنيين على الزراعة والثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للدخل، لكنهم رأوا محاصيلهم تالفة أو متأخرة وسط نفوق للماشية خلال الجفاف الحالي.
 
وكانت وكالات أممية توقعت أن يزداد الوضع الإنساني في اليمن سوءا بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2022، حيث من المحتمل أن يصل عدد الأشخاص الذين قد لا يتمكنون من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص في تلك الفترة.